تنزيل العرض التّقديمي
العرض التّقديمي يتمّ تحميله. الرّجاء الانتظار
1
علاج القلوب
2
قراءة القرآن الكريم بالتدبر
أولأ": قراءة القرآن الكريم بالتدبر
3
قال الله عزوجل:(ياأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ)[يونس : 57 ] وقال سبحانه وتعالى : (وَنُنَزِّلُ من الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [ الإسراء : 82 ] . فيامن تبحث عن دواءٍ لقلبك دواؤك في القرآن .فتدبر في لطائف خطابه ، وطالب نفسك بالقيام بأحكامه ، وقلبك بفهم معانيه، وسرك بالإقبال عليه. فسبحان من جعل كلامه شفاءً تامًّا لما في الصدور،فمن استشفى به صحَّ وبريءَ من مرضه
4
ثانيا": ذكر الله
5
اعلم رحمك الله بأنَّ ذكر الله شفاء القلب ودواؤه ، والغفلة مرضه ، فالقلوب مريضة ، وشفاؤها في ذكر الله تعالى وذكر الله يورث جلاء القلب من صدئه . ولا ريب أن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وغيرهما ، وجلاؤه بالذكر ، فإنه يجلوه حتى يدعه كالمرآة البيضاء . فإذا ترك الذكر صدىء ، فإذا ذكر جلاه . وصدأ القلب بأمرين : بالغفلة والذنب ، وجلاؤه بشيئين : بالاستغفار والذكر . واعلم : بأن في القلب قسوة لا يذيبها إلا ذكر الله تعالى ، فينبغي للعبد أن يداوي قسوة قلبه بذكر الله تعالى .لأن القلب كلما اشتدت به الغفلة ، اشتدت به القسوة ، فإذا ذكر الله تعالى ، ذابت تلك القسوة كما يذوب الرصاص في النار ، فما أذيبت قسوة القلوب بمثل ذكر الله عزوجل .
6
ثالثا": العلم النافع
7
فأمراض القلوب أصعب من أمراض الأبدان ؛ لأن غاية مرض البدن أن يفضي بصاحبه إلى الموت ، وأما مرض القلب فيفضي بصاحبه إلى الشقاء الأبديِّ،ولا شفاء لهذا المرض إلا بالعلم . والعلم إذا خالط القلوب أثار ما فيها من الشهوات والشبهات ليقلعها ويذهبها ، كما يثير الدواء وقت شربه من البدن أخلاطه فيتكدر بها شاربه . وهي من تمام نفع الدواء ، فإنه أثارها ليذهب بها ، فإنه لا يجامعها ولا يشاركها فكذلك الشهوات والشبهات يرميها قلب المؤمن ويطرحها ويجفوها كما يطرح السيل والنار الزبد والغثاء والخبث وليس هذا لكل علم ، بل للعلم الموروث عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو العلم النافع
8
رابعا": محاسبة النفس
9
اعلم رحمك الله بأنّ محاسبةَ النَّفسِ من الدواءِ الناجعُ لعلاجِ القلوب
اعلم رحمك الله بأنّ محاسبةَ النَّفسِ من الدواءِ الناجعُ لعلاجِ القلوب . ولمَّا تركَ النَّاسُ اليومَ محاسبةَ النفسِ عاشوا في الهموم والغمومِ . ويعينه على هذه المحاسبة : معرفته أنّه كلما اجتهد فيها اليوم استراح منها غداً إذا صار الحساب إلى غيره ، وكلّما أهملها اليوم اشتدّ عليه الحساب غداً . ويعينه عليها أيضا:معرفته أن ربح هذه التجارة سكنى الفردوس،والنظر إلى وجه الرب عزوجل ، وخسارتها : دخول النار والحجاب عن الرب تعالى ، فإذا تيقّن هذا هان عليه الحساب اليوم ؛ فحقّ على الحازم المؤمن بالله واليوم الآخر أن لا يغفل عن محاسبة
10
أكل الحلال واتّقاء الشبهات
خامسا": أكل الحلال واتّقاء الشبهات
11
عن النعمان بن البشير رضي الله عنه : قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنَّ الحلالَ بيِّنٌ وإنَّ الحرامَ بيِّنٌ ، وبينهما أُمورٌ مشتَبهاتٌ ، لا يعْلَمُهُنَّ كثيرٌ من النَّاسِ ، فمن اتَّقى الشُّبهاتِ استبرأ لدينه وعرضهِ ، ومنْ وقعَ في الشُّبهاتِ وقعَ في الحرامِ ، كالرَّاعي يرعى حولَ الحمى يوشكُ أنْ يرتعَ فيهِ ، ألا وإنَّ لكلِّ ملِكٍ حمىً ، ألا وإنَّ حمى الله محارمهُ ، ألا وإنَّ في الجسد مضغةً إذا صلَحَتْ صلَحَ الجسد كلُّه،وإذا فسدت فسد الجسد كلُّه ألا وهي القلب " . فقد دلّ هذا الحديث على أنّ أَكْلَ الحلال ، يصلح القلب ، وأَكْلُ الحرام والشُّبهة يفسده. ويُخاف على آكل الحرام ، والمتشابه ، ألاَّ يُقْبَل له عملٌ ، ولا تُسمع له دعوةٌ .أَلاَ تسمع قولَه تعالى : (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ) [ المائدة : 27 ] وآكلُ الحرام ، المسترسلُ في الشبهات ليس بمتَّقٍ على الاطلاق
12
خشوع القلب
13
خشوع القلب (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [ الأنبياء : 90 ] . وقال عزوجل :( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ....)[ الحديد:16 ] . فهذه الآية تتضمن توبيخاً وعتاباً لمن سمع هذا السماع ، ولم يحدث له في قلبه صلاحاً ورقة وخشوعاً، فإن هذا الكتاب المسموع يشتمل على نهاية المطلوب ، وغاية ما تصلح به القلوب ، فإن القلوب إذا أيقنت بعظمة ما سمعت ، واستشعرت شرف نسبة هذا القول إلى قائله ، أذعنت وخضعت . فإذا تدبرّت ما احتوى عليه من المراد ووعت ، اندكت من مهابة الله وإجلاله ، وخشعت ... ومتى فقدت القلوب غذاءها ، وكانت جاهلة به ، طلبت العوض من غيره ، فتغذت به ، فتعوّضت عن سماع الآيات ، بسماع الأبيات ، وعن تدبر معاني التنزيل ، بسماع الأصوات
14
معني الخشوع معني الخشوع : هو : لين القلب ورقَّته وسكونه وخضوعه وانكساره ، فإذا خشع القلب تبعه خشوع جميع الجوارح والأعضاء لأنها تابعة له وبالجملة فإن الخشوع قيام القلب بين يدي الرب بالخضوع والذل والتعظيم والإجلال والوقار والمهابة والحياء . فينكسر القلب لله كسرة ملتئمة من الوجل والخجل والحب والحياء وشهود نعم الله . فيخشع القلب لا محالة فيتبعه خشوع الجوارح . . . ويتفاوت الخشوع في القلوب بحسب تفاوت معرفتها لمن خشعت له ، وبحسب تفاوت مشاهدة القلوب للصفات المقتضية للخشوع . فمن خاشع لقوة مطالعته لقرب الله من عبده واطلاعه على سره المقتضي للاستحياء من الله تعالى ومراقبته في الحركات والسكنات . ومن خاشع لمطالعته لكماله وجماله، المقتضي لمحبته والشوق إلى لقائه ورؤيته . ومن خاشع لمطالعته شدَّةَ بطشه وانتقامه وعقابه المقتضي للخوف منه . وأول ما تفقد هذه الأمة الخشوع ،كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : » أول شيء يرفع من هذه الأمة الخشوع ، حتى لا ترى فيها خاشعاً « فالخشوع أول ما يرفع من القلوب ، تتلوه أعمال الجوارح ، كعقدٍ انفرط فتتابع نظمه ، فبذهاب الخشوع تكون العبادة بغير روح .
15
وصايا علي الطريق
16
لا تكثرالضحك عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » لاَ تُكْثِرُوا الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ« ـ ليكن دعاؤك بحضور قلب وخشوع وبكاء وتضرع. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » أُدْعُوا الله وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بالإجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الله لا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لاَهي أطعم المسكين وامسح رأسه . عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلاً شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال له »إن أردت تليين قلبك ، فأطعم المسكين وامسح رأس اليتيم ـ اجعل همك همًّا واحدًا . عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال : ق ال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ، فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَهِ، وَلَ مْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ مَا كُتِبَ لَهُ ، وَمَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ نِيَّتَهُ، جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ» عليك بزيارة القبور .عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ القُبُورِ أَلاَ فَزُورُهَا ؛فَإِنَّهَاتُرِقُّ القَلْبَ ، وَتُدْمِعُ الْعَيْنَ ، وَتُذَكِّرُ الآخِرَةَ »
17
إذا أذنبت ذنباً فأحدث توبةً
إذا أذنبت ذنباً فأحدث توبةً . عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إِنّ العَبْدَ إذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً ، نُكِتَتْ في قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ، فإِذَا هو نَزَعَ واستَغْفَرَ وَتَابَ صُقِلَ قَلْبُه،وَإنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُو عَلَى قَلْبِهُ ، وهُوَ الرَّانُ الذَّي ذَكَرَ الله تعالى : (كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كانوا يَكْسِبُونَ)[ المطففين : 14] » ـ أكثر من الاستغفار . عن الأغر المزني رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي ، وَإِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللّهَ فِي الْيَوْمِ، مِائَةَ مَرَّةٍ». قال شيخ الإسلام : الغين: حجاب رقيق أرقّ من الغيم . فأخبر أنّه يستغفر الله استغفاراً يزيل الغين عن القلب فلا يصير نكتة سوداء،كما أنّ النكتة السوداء إذا أُزيلتْ لا تصير ريناً 60. وقال الشوكاني رحمه الله : " المراد هنا ما يعرض من الغفلة والسهو الذي لا يخلو منه البشر، وقد قال صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه : »إِنَّما أَنا بَشرٌ مِثْلكمْ، أَنْسى كما تَنْسَونَ، فإِذا نَسِيتُ فذَكِّروني « ، وإنما استغفر منه صلى الله عليه وسلم وإن لم يكن ذنباً ، لعلوّ مرتبته وارتفاع منزلته حتى كأنه لا ينبغي له أن يغفل عن ذكر الله سبحانه وتعالى في وقت من الأوقات.
18
للشيخ/ عبد الهادي بن حسن وهبي
من كتاب: اصلاح القلوب للشيخ/ عبد الهادي بن حسن وهبي N.E.M لا تنسونا من صالح دعائكم
عروض تقديميّة مشابهة
© 2024 SlidePlayer.ae Inc.
All rights reserved.