العرض التّقديمي يتمّ تحميله. الرّجاء الانتظار

العرض التّقديمي يتمّ تحميله. الرّجاء الانتظار

محاضرات أ.م.د. لقاء عادل حسين

عروض تقديميّة مشابهة


عرض تقديمي عن الموضوع: "محاضرات أ.م.د. لقاء عادل حسين"— نسخة العرض التّقديمي:

1 محاضرات أ.م.د. لقاء عادل حسين
بلاغة االحديث النبوي : أرسل الله سبحانه نبيه () من خير العرب قبيلة ، ومن أوسطهم نسبا ، وأكرمهم بيتا ، وتلقي الفصاحة في السنوات الأولى من عمره في قبيلة بني سعد ، قضى في ربوعها خمس سنوات بعد ولادته مباشرة .و ( بنو سعد ) إحدى القبائل التي كانت وسط الجزيرة العربية ، حيث كانت في مأمن من الاختلاط بالشعوب التي كانت تسكن في أطراف الجزيرة ، وقضى الرسول حياته الأولى بينهم ، فتربي على الفصاحة ، وشب عليها ، وظهرت آثار هذه التربية وتلك النشأة في حياته . يروى أن أبا بكر () قال للنبي () لقد طفت في العرب ، وسمعت فصحاءهم ، فما سمعت الذي هو أفصح منك ، فمن أدبك ؟ ، فقال () " أدبني ربي فأحسن تأديبي" . وفي معنى هذا ما روي عن علي () رواه عنه العسكري ، فقال : قدم بنو نهد بن زيد على النبي () فقالوا : أتيناك من غور تهامة ، ـ وذكر خطبتهم ، وما أجابهم به رسول الله ، ثم قال : ( أي على ) : يا نبي الله ، نحن بنو أب واحد ، ونشأنا في بلد واحد ، وإنك تكلم العرب بلسان لا نفهم أكثره ، فقال : أدبني ربي ، ونشأت في بني سعد بن بكر" وقد روت عائشة ( رضي الله عنها ) في صفة منطق الرسول ، قالت : " ما كان رسول الله يسرد كسردكم هذا ، ولكن كان يتكلم بكلام بين فصل يحفظه من جلس إليه "

2 وفي حديث آخر لها ، قالت : " كان رسول الله () يُحدّث حديثاً لوعَدَه العاد لأحصاه " .
وقد بلغ من فصاحته ، وقدرته على البيان أنه وضع كثيرا من المفردات وضعا جديدا ، من ذلك : كلمة ( صِير ) في قوله « مَن نظر من صير باب فقد دَمّر ". قال أبو عبيدة - من علماء اللغة ـ والمؤلفين في غريب الحديث ـ لم يسمع هذا الحرف إلا في هذا الحديث . وقد يكون للكلمة معني معروف سابق ، لكن النبي () ينقلها إلى معنى جديد ، وقد تكون مستعملة في إحدى القبائل بهذا المعنى ، لكن أصحابه لم يكونوا يعرفونها ، فعندما ينطق بها الرسول تصبح الكلمة مستعملة . من ذلك : كلمة ( الإمعة ) ، روى حذيفة بن اليمان () أن النبي () قال : " لا يكن أحدكم إمُعَة ، قالوا : وما الإمْعَة ؟ ، قال : الذي يقول : أنا مع الناس ، إن أحسن الناس أحسنت ، وإن أساءوا أسأت ، ولكن وطنوا أنفسكم ، إن أحسن الناس أن تحسنوا ، وإن أساءوا أن تجتنبوا إساءتهم " . وروى الزمخشري في كتابه ( الفائق ) عن ابن مسعود : " كنا نعد ( الإمعة ) في الجاهلية الذي يتبع الناس إلى الطعام من غير أن يدعي . وعن ابن مسعود () قال : قال رسول الله () ما تعدون الصرعة فيكم ؟ ، قالوا : الذي لا تصرعه الرجال ، قال : لا ، ولكنه الذي لا يملك نفسه عند الغضب " ۰ كذلك أثر عنه أنه سبق إلى وضع تراكيب جديدة ، منها : قوله () " مات حتف أنفه" ، حتى إن عليا () قال عندما سمعها ، ما سمعتها من عربي قبله . ويقول الشريف الرضي في تفسير هذا : « إن الميت على فراشه من غير أن يعجله القتل إنما ينفس شيئا فشيئا حتى تفيض روحه ، فخص النبي ( الأنف ) بذلك ، لأنه جهة الخروج النفس ، وحلول الموت ، ولا يكاد يقال ذلك في سائر الميتات ، حتى تكون الميتة ذات مهلة ، وتكون النفس غير معجلة » .

3 ويقول الرافعي في تفسير هذا التعبير : « إن موت الرجل على فراشه من غير حرب لا قتال ، ولا أمر يؤرخ به الموت في الألسنة، مما كانوا يأنفون له ، والحتف : هو الهلاك ، فكأن صاحب هذه الميتة إنما ماتت أنفته وكبرياؤه ، فلم يرفع الموت أنفه في القوم ، بل أذله وأرغمه ، فكان به هلاكه ، لأن حياته كانت في عزته ، وعزته كانت في أنفه ، وأنفه هو الذي كبه الموت ، وإنما مجاز العبارة ، كما يقال في الكبر : ورم أنفه ، وفي العزة : حمى أنفه » . ومن ذلك أيضا ، قوله () : « الآن حمي الوطيس » ، و ( الوطيس ) حفرة تحفر فتوقد فيها النار للاستواء ، ، فهي استعارة لحرارة القتال . وكذلك قوله () : « هُدَنّة على دَخَن » في السلم الظاهري الذي يضمر تحته الحرب الشعواء ، فقد شبه الهدنة التي تؤذن بالحرب بالدخان الذي يؤدي إلى النار . ومثله قوله () : « إياكم وَخَضراء الدمن ، قالوا : وما خضراء الدمن يا رسول الله ؟ قال : المرأة الحسناء في المنبت السوء ، ففي الحديث تشبيه المرأة الحسناء في المنبت بالنبات الشديد الخضرة النابت في مبارك الإبل - على طريقة التمثيل – فالنبي () نهى عن نكاح المرأة لمجرد الإعجاب بجمالها الظاهر ، دون بحث عن نشأتها ، والسؤال عن مخبرها .

4 تفرد الرسول بعلم كل لغات القرآن
نزل القرآن الكريم بلغة قريش ، وهذا هو المشهور عند العلماء ، لكن بعض الباحثين يرى أن أكثره نزل بلغة قريش ، والقليل منه نزل بلغة القبائل العربية الأخرى ، بدليل أن من القريشيين من كان يجهل معاني بعض كلمات القرآن ، حيث إنها لم تسمع في لغتهم . فقد روى أن أبا بكر وعمر - رضي الله عنهما ـ لم يعرفا معنى كلمة ( الأب ) في قوله تعالى : فَلْيَنْظُرِ الإنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (٢٤)أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (٢٥)ثُمَّ شَقَقْنَا الأرْضَ شَقًّا (٢٦)فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (٢٧)وَعِنَبًا وَقَضْبًا (٢٨)وَزَيْتُونًا وَنَخْلا (٢٩)وَحَدَائِقَ غُلْبًا (٣٠)وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (٣١). فقد سئل أبو بكر عن ( الأب ) فلما فكر ولم يعرفه ، أمسك عن تفسيره ، وقال : أي سماء تظلني ، وأي أرض تقلني ، إذا قلت في كتاب الله .. إذا قلت مالا علم لي به ؟ ولما قرأ عمر () هذه الآية ، قال : كل هذا قد عرفناه ، فما الأب ؟ ، ثم قال : هذا لعمري التكلف ، وما عليك يا بن أم عمر ألا تدري ما الأب ؟ .

5 ويروي عن ابن عباس () أنه قال : « ما كنت أدري ما  فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ  حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر ، فقال أحدهما ، أنا فطرتها ، يعني : ابتدأت حفرها . وقد ذكر الزمخشري عند تفسير قوله تعالى :  إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ  ، أن ابن عباس قال : ما كنت أدرى معنى ( يحور ) حتى سمعت أعرابية تقول لبنية لها : حوري ، أي ارجعي . فمما لاريب فيه أنه () كان على معرفة تامة بكل اللغات التي ورد بعض الفاظها في القرآن ، حيث أنه مُبيّن لما في القرآن ، وموضح لما انبهم منه ، ولا يمكنه ذلك حتى يفقه مدلولات هذه الألفاظ . فالنبي () انفرد عن قومه ، بل عن بقية العرب بمعرفة كل هذه الألفاظ القرآنية باللغات واللهجات المختلفة ، فقد كان يتلقى ذلك عن طريق الإلهام من الله تعالى مصداقا لقوله تعالى :  وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا  . ومما يدل على ذلك ما رواه عبدالله بن عمر ( رضي الله عنهما ) قال : « كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله () فنهتني قريش ، وقالوا : تكتب كل شيء ورسول الله بشر ، يتكلم في الغضب والرضا ، فأمسكت عن الكتابة ، فذكرت ذلك له () فأومأ بأصبعه إلى وقال : « اكتب ، فو الذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق » . والمعروف أن النبي () لم يعرف الرحلة أو التنقل بين قبائل العرب حتى يتعلم منها اللغات ، ولو كان الأمر أمر تنقل في القبائل لكان أبوبكر على علم بها ، فقد ذكر الرواة أنه كان على علم بالأنساب ، حتى إن حسان بن ثابت لما هجا قريشا ، وتناول الخفي من أنساب بعض رجالها ، ظن القرشيون أن الشعر لأبي بكر ، فقالوا : لقد قال ابن قحافة الشعر بعدنا ، ولكان عمر بن الخطاب كذلك ، حيث كان في جاهليته سفيرا لقريش لدى القبائل العربية . فمع ما كان لهما من صلات بين القبائل لم يعرفا معنى ( الأب ) في الآية الكريمة كما سبق-


تنزيل العرض التّقديمي "محاضرات أ.م.د. لقاء عادل حسين"

عروض تقديميّة مشابهة


إعلانات من غوغل