تنزيل العرض التّقديمي
العرض التّقديمي يتمّ تحميله. الرّجاء الانتظار
1
التربية الإسلامية ومشكلات المجتمع المسلم
الفصل العاشر
2
التربية الإسلامية ومشكلات المجتمع المسلم
يعج هذا العصر بكثير من المشكلات النفسية والاجتماعية التي انتشرت في المجتمعات الإسلامية، وإن اختلفت هذه المشكلات في عددها وقوتها التأثيرية من مجتمع لآخر. يمكن النظر إلى هذه المشكلات من منظورين: أحدهما منظور واقعي للمشكلات والأسباب التي أدت إلى ظهورها، والآخر منظور مستقبلي يرصد التنبؤ بمدى نجاح الأساليب المستخدمة في مواجهة هذه المشكلات والتصدي لعلاجها.
3
وطالما أن التربية الإسلامية ربانية المصدر والمنهج، لذا فهي الأولى بالإتباع والانتهاج لمجابهة المشكلة الإنسانية في أبعادها النفسية والاجتماعية
4
عوامل المشكلات في المجتمع المسلم
يرى بعض المفكرين المسلمين أن هناك خمسة أسباب رئيسية وراء المشكلات الاجتماعية والنفسية في المجتمعات الإسلامية وهي: 1.التخلف العلمي الذي صحب فترة الركود والاستعمار والاضطراب في جميع جونب الحياة عند المسلمين على اثر المؤامرات والضربات الموجهة إليهم. 2. انكماش عدد العلماء العاملين المبرئين من مرض الجمود والتعصب الأعمى وضيق الأفق ،وظهور طائفة ضحلة العلم قليلة الإدراك لخبايا الأمور احتلت للأسف مواقع قيادية فاعلة.
5
3. انغماس كثير من القيادات الإسلامية في أنواع من الترف والاستخفاف بالدين وأهله، وقطع أواصر المحبة والتراحم بين الأمة. 4. الانفصام والازدواجية والتشتت الفكري والصراع الداخلي الذي يعيشه الأفراد والمجتمعات الإسلامية بين الفكر الإسلامي والحضارة الغربية.
6
وقد ورد في القران الكريم في مواضع عديدة ما يؤكد عناية الإسلام ب :
المشكلات النفسية وخاصة ما يتعلق منها بالظلم، والكبر، والخيلاء، والغش، والغيبة والنميمة، والاستهزاء بالآخرين. والمشكلات الاجتماعية مثل: الاستخفاف بالحقوق، والرشوة، والمحاباة، والمحسوبية واكل مال اليتيم. كما ظهرت في الآونة الأخيرة أمراض اجتماعية مثل: إدمان المخدرات، وتعاطي المسكرات، ومشكلات الانحراف وجنوح الأحداث، ومشكلات قيادة السيارات وغيرها.
7
ويرى بعض الفقهاء أن هناك أمراضا اجتماعية ظاهرية : مثل الظلم والرشوة والتجسس والغش والغيبة والنميمة والكذب والسب واللعن والسخرية وقذف المحصنات. وأمراض باطنية :مثل الكبر والغضب والحسد والاستخفاف بالمسلمين وحقوقهم وسوء الظن بهم . ويرى المربين أن التربية الإسلامية هي " العنصر الفارق والحاسم في مواجهة المشكلات والأزمات الحادة التي تتعرض لها الشعوب ".
8
وفي العصر الحاضر يمكن القول :
بان هناك انفصاما شديدا تعاني منه الشخصية المسلمة، فسلوكها بعيد عن مصادر ومناهج فكرها. كما أنها تنادي بشعارات رنانة لكن أفعالها بعيدة عن مضمون هذه الشعارات. وتفاخر بماضيها وتراثها، ثم تعمل بوعي أو بدون وعي على هدم هذا الماضي وهذا التراث باستيرادها لما سواه. وأصبحت العملية الاجتماعية في مظهرها الديني طقوسا وممارسات جوفاء إلا ما رحم الله.
9
الأسس التربوية الإسلامية لمواجهة مشكلات المجتمع
1. الصبر يعد الصبر من المسائل التي تحتاج إلى وقفه تأمليه متأنية في الحياة، فليس كل ما يريده الإنسان يمكنه الحصول عليه في الوقت الذي يريده .و حاجات الإنسان لا يمكن أن تبرر له الوسائل غير المشروعة في استعجال تحصيلها، وأن عدم وجود عنصر الصبر عند البشر مدعاة لفناء البشر. قال تعالى ” وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ”. وقال تعالى ” قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ” ويقتضي الصبر التسليم الكلي لله، قال تعالى: ”مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ”
10
وللصبر جوانبه الوقائية وجوانبه العلاجية :
فهو يقي النفس من عديد من المزالق التي يصعب علاجها، فان وقعت فالصبر عليها والتأني في علاجها أفضل وسيلة لمواجهتها. كما أن الصبر سمه من سمات القوة، قال تعالى: ” وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ” لذا يعد الصبر المستند إلي الإيمان و المجاهدة أحد الأسس التربية المهمة في مواجهة مشكلات الفرد والمجتمع المسلم.
11
2. المجاهدة : علاج المشكلة النفسية يتطلب جهاد النفس، قال تعالى: ” أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ” كما أن المجاهدة مدعاة لبلوغ مرحلة الهدى، قال تعالى: ” وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ” وتؤكد التربية الإسلامية أن الإنسان الذي يقع في مشكلة مطالب بمجاهدة نفسه ليتخلص منها. وترى أن الصبر قد يعالج المشكلة النفسية في مواقف عديدة، غير أنه لا يكون فعالاً في مواقف أخرى إلا إذا كانت المجاهدة قرينة له.
12
3. التطهر وتزكية النفس : إن طهارة النفس وتزكيتها عن الصغائر والنقائص من عوامل الوقاية من المشكلات الاجتماعية والنفسية. قال تعالى: ” قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكّىَ * وَذَكَرَ اسْمَ رَبّهِ فَصَلّىَ ” كما أن ذكر الله سبحانه وتعالى والخوف منه والتضرع إليه وتقواه من أهم الأعمال المطلوبة للوصول إلى مرحلة الطهارة النفسية. لذلك يجب الدعاء بالآتي: [ اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها. اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها ] إن طهارة الجسم مدعاة لطهارة النفس، وطهارة النفس مدعاة لطهارة الجسم.
13
4. تكريم النفس : إن الله سبحانه وتعالى كرم النفس البشرية تكريماً عظيماً وجعل قتل النفس بدون وجه حق يعد مثل قتل الناس جميعا، قال تعالى: ” أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ” ومن دلائل تكريم النفس البشرية أن الله سبحانه خلق الناس جميعاً من نفس واحدة وأنه جل شأنه ساوى بين النفوس فلا فرق لنفس على نفس إلا بتقواها قال تعالى: ” إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ”
14
ومن عظيم تكريم الله للناس أن حرم عليهم تحريما قاطعا ألوانا كثيرة من السلوك المشين مثل الغيبة والنميمة والتجسس والهمز واللمز والتنابز بالألقاب قال تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ” كما أن كثير من المشكلات النفسية منبعها الجهل بقيمة الإنسان. فلا ينبغي أن يشعر الإنسان بأنه عديم الكرامة قال تعالى : ” وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ”
15
5. الاطمئنان : أراد الله سبحانه وتعالى لعباده من خلال أنبيائه وكتبه أن يربي الناس تربية إسلامية، تعتمد على الاطمئنان النفسي الذي يتحقق بموجبه الإيمان. فلا اطمئنان بعيدا عن الإيمان. فالأمن النفسي والطمأنينة يتحققان بالإيمان الحق بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبالكتب السماوية، وبالرسل، وباليوم الأخر، وبالقدر خيره وشره. والآيات القرآنية الكريمة التي توضح أثر الإيمان في الاطمئنان النفسي كثيرة، ومنها قوله تعالى: ” الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ”
16
6. الهدى : من أساسيات التربية الإسلامية للنفس البشرية أن تبتعد عن الضلال والزيغ والفساد والهوى. قال تعالى : ” مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ”
17
7. التقوى : التقوى صنو الإيمان والخوف من الله وحده دون سواه.
وتقوى الله سبحانه وتعالى حصانة منيعة ضد كل الأسباب التي تعترض أمن النفس الإنسانية و طمأنينتها وصحتها.لقوله تعالى : ” وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ” التقوى مفتاح معالجة المشكلات النفسية كلها، وذلك أن المعالجات الحسية قد لا تجدي نفعا للمشكلات النفسية مادامت النفس بعيدة عن التقوى.
18
موقف التربية الإسلامية من بعض مشكلات المجتمع المسلم
موقف التربية الإسلامية من بعض مشكلات المجتمع المسلم من الصعوبة بمكان حصر المشكلات الاجتماعية والنفسية التي تواجه المجتمع المسلم حصرا تاما، خاصة وأن كثيرا من هذه المشكلات كان سببه الانفتاح الثقافي غير الموجه على الثقافات الأخرى. ولقد انتشرت هذه المشكلات داخل المجتمع الإسلامي بسبب الجهل بطبيعة النفس الإنسانية وبسبب البعد عن المنهج الحق في تشخيص هذه المشكلات وعلاجها. وسوف نناقش دور التربية الإسلامية في مواجهة ست مشكلات تنتشر في المجتمعات الإسلامية
19
1-مشكلة القلق والاكتئاب
القلق النفسي أمر طبيعي عند الإنسان، إلا أنه يصبح مشكلة نفسية لديه عندما تكون توقعاته غير مضمونة النهايات، وعندما يعتريه الخوف والتوتر بشكل ملحوظ. وقد يستمر القلق النفسي عند الفرد ويصبح حالة مرضية يصعب عليه التعامل معها. يرى بعض علماء النفس أن القلق الطبيعي هو الذي يمكن أن نطلق عليه القلق الصحي في حياة الإنسان، أو القلق الذي لا حياة بدونه.
20
القلق المرضي يكون : نتيجة لمواقف طارئة. أو نتيجة لمواقف مستديمة. وتعد الضغوط والصراعات التي تنشأ من مواقف الحياة المختلفة نماذج واضحة للأسباب المؤدية إلى القلق، غير أن نوع القلق يرتبط بدرجة إيمان الفرد ومستوى فهمه لذاته.
21
أما الاكتئاب فهو حالة أشد من حالة القلق ويحدث عادة نتيجة لضغوط أو مواقف شديدة الوقع على الفرد، ويصعب عليه التخلص من هذا الشعور. غير أن بعض حالات الاكتئاب الشديد تتطلب مددا زمنية طويلة للشفاء منها، ولاشك أن ضعف الوازع الديني يقف وراء عديد من الأمراض النفسية مثل القلق والصراع والكبت والاكتئاب. ويحدث الاكتئاب في حالات متعددة منها : 1- الانهزامية الثقافية والحضارية. 2- عدم القدرة على التغيير أو التأثير. 3- الافتقار إلى القدوة الصالحة. 4- سلبية الاتجاهات عند الآخرين.
22
وتوجه التربية الإسلامية طاقات الإنسان نحو تحقيق مرضاة الله التي تتحقق بها سعادة الإنسان وتستقيم حياته وتقوى شخصيته. والتربية الإسلامية باعتبارها تربية تملأ النفس والعقل، لا تترك للنفس البشرية أي مجال للشعور بالفراغ وإنما تربي الفرد على أن كل ساعات الحياة ولحظاتها أمانة في عنقه وعليه أن يستغلها في الخير. وبذلك يجد لذة نفسية تبعد عنه التوتر والقلق.
23
2. مشكلة الانحراف يعرف احد الباحثين الانحراف بأنه " خروج عن ما هو مألوف من السلوك الاجتماعي دون أن يبلغ حد الإخلال بالأمن الاجتماعي بصوره ملحوظة أو خطرة تهدد الاستقرار الداخلي للمجتمع ” وتقع المسئولية على عاتق التربية للقيام بالوقاية والعلاج. ومن الأسباب التي تقع وراء مشكلة الانحراف أو جنوح الأحداث : الفقر، سوء الأحوال العائلية، وتدني المستوى الثقافي والاجتماعي والاقتصادي.
24
مظاهر الجنوح : مخالفة القوانين والأنظمة واعتياد الهروب من البيت أو المدرسة، والتمرد على السلطة الأسرية، ومصاحبة رفاق السوء، والتسكع أو التسول في الأماكن العامة في الليل والنهار، والشذوذ الجنسي، وتناول المشروبات أو العقاقير المسكرة والسرقة والكذب المتكرر وإيذاء الآخرين.
25
ومن أبر الأسباب التي تؤدي إلى الانحراف والجنوح ما يلي :
القسوة أو التساهل الزائدين في المعاملة مع الأطفال من قبل الأسرة. الطفولة غير السعيدة بسبب الفقر أو الرخاء الشديد. الافتقار إلى التربية الدينية. التصدع الأسري. التخلف العقلي أو الذكاء المفرط. الإعلام غير الموجه.
26
3- مشكلة الأمية الأمية ظاهرة اجتماعية تعاني منها البلاد النامية بصفة عامة، والمجتمعات الإسلامية بصفة خاصة، وتمتد آثارها إلى الميادين الاقتصادية والاجتماعية. ويري المفكرين أن انتشار الأمية في المجتمعات الإسلامية يعد من أهم أسباب تخلف هذه المجتمعات. فالفرد الذي يعجز عن القراءة والكتابة يعجز عن تنمية ذاته وتنمية مجتمعه. ومفهوم الأمية لا يقتصر على الأمية الأبجدية، وإنما يمتد ليشمل أميات أخرى كثيرة مثل : الأمية الدينية والعلمية والاجتماعية والأمية الوظيفية والحضارية.
27
وتأثير الأمية يظهر بصورة واضحة في التخلف الاقتصادي والتقني والسياسي والحضاري. وحاليا يقاس مدى تقدم الأمم ورقيها بعدد المتعلمين فيها، وكثرة إنتاجها الفكري والأدبي، وكثرة مخترعاتها، ومدى مشاركتها في النمو الحضاري العالمي. وهذه المعايير لا تتوفر في مجتمع تنتشر فيه الأمية.
28
والتربية الإسلامية التي تنطلق من طلب العلم فريضة، كفيلة بالقضاء على مشكلة الأمية في المجتمعات الإسلامية إذ أن مبدأ فريضة التعليم يغرس في النفوس العزم على التعليم والإيمان بضرورته. فالإسلام عقيدة وعبادة وتنظيم وعمل لا يتحقق بدون تعليم .لذا كان التعلم فريضة على كل مسلم ومسلمة وله ثواب عظيم ومكانة سامية ومنزلة رفيعة عند الله سبحانه وتعالى. قال علية الصلاة والسلام [ أفضل الصدقات أن يتعلم المسلم علما، ثم يعلمه أخاه المسلم ] ومتى أستقر الإيمان بوجوب التعلم، وأيقن كل مسلم أن دينه لا يستقيم إلا إذا تعلم ثم عمل بعلمه، فإن ذلك سيكون أفضل حافز للقضاء على الأمية.
29
4ـ مشكلة احتقار العمل اليدوي
من أبرز المشكلات التي تواجه المجتمعات الإسلامية عزوف بعض الشباب عن العمل اليدوي في مجال الزراعة والصناعة، والإقبال على الإعمال الإدارية والتجارية، على الرغم من دعوة الإسلام إلى العمل. فقد ربى رسول الله المسلمين على الاهتمام بالعمل، وبين شرفه وأهميته بقوله صلى الله عليه وسلم [ ما بعث الله نبيا إلا رعى غنم فقال أصحابة وأنت فقال نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة ] وفضل الإسلام الفرد الذي يقوم بالإنفاق على المتعبد. وقد أدى احتقار العمل اليدوي إلى انتشار التخلف التقني في المجتمعات الإسلامية .
30
5ـ مشكلة المخدرات اجمع الفقهاء المسلمين على عظيم جرم المخدرات إدمانا وترويجا. وأكدت الدراسات الميدانية والنظرية أن رفاق السوء من الأصدقاء هم أقوى المؤثرات في جر زملائهم إلي هاوية المخدرات، سواء كان ذلك بالمدارس أو بالأحياء السكنية أو الأندية الرياضية ونحوها.
31
وتلعب عدة عوامل اجتماعية واقتصادية دورا فعالا في ظاهرة تعاطي
المخدرات مثل: البعد عن الأهل، ووقت الفراغ الكثير، ومحاولات الهروب من الواقع الاجتماعي، والملل من المدارس، وصعوبة ظروف العمل، وكثرة المشكلات الأسرية، وهناك عوامل أخرى منها طلب الفرفشة، وحب الاستطلاع، وتقليد بعض الشخصيات. وتؤكد دراسات أخرى أن من أسباب الإدمان الاضطرابات النفسية والعصبية للمتعاطي، وسوء استعمال العقاقير الطبية.
32
الآثار الناتجة عن تعاطي المخدرات فأهمها كما أوردها الباحثون ما يلي:
بطء التنفس، القلق والتوتر، بطء دقات القلب، انخفاض ضغط الدم، فقدان الشهية، ضيق حدقتي العين، التثاؤب والرعشة وبرودة الجسم، ضعف البنية، الضعف الجنسي، قلة النوم والأرق، تصلب الشرايين وانسدادها، وتوقف الدورة الدموية، التهابات الجلد وزرقة لونه، البلادة، التراخي، ضعف حركة الأمعاء والإمساك، غيرها
33
6. مشكلة الغزو الفكري يدل مصطلح الغزو الفكري على حيثيات متعددة ارتبطت بوقائع أو ظواهر اجتماعية، وأسهمت في خروج أشكال جديدة من الأفكار والسلوك عند أفراد معينين، أو عند جماعة معينة تتطابق مع نماذج غريبة عنها. ويندرج تحت هذا كل من التبعية الثقافية، والتقليد الثقافي، والانصهار الثقافي، والانبهار الثقافي والعزلة الثقافية. التبعية الثقافية مفادها أن يتبع قوم ثقافة قوم آخر بحكم التفوق الثقافي. وهذا النوع من التبعية هو النمط التقليدي للغزو الثقافي أو الفكري الذي تسانده مظاهر ثقافية براقة أو حقيقية تتفوق على الثقافة المحلية. على أن هذا التفوق الثقافي قد يكون وقتيا أو عرضيا.
34
التقليد الثقافي : مرحلة تشعر فيها الجماعة بأن ما لديها من ثقافة لم يعد مناسبا لمتطلبات الحاضر ولا مواكبا له، فتنزع إلى الأخذ بما عند الغير أخذا مفتوحا. الانصهار الثقافي : فيدل على مرحلة أكثر تطورا وأشد خطرا في الأخذ الثقافي، وذلك حين يظهر الفرد انصهارا تاما داخل الثقافة الجديدة، بحيث ينسى أو يتخلى عن ثقافته الأصلية. على أن الانصهار الثقافي قد يكون أمرا حسنا في بعض المواقف، وذلك حين يتحقق للفرد أو للجماعة الأمن بأبعادها المختلفة، وأهمها الأمن من عذاب الله يوم القيامة.
35
الانبهار الثقافي :هو انشغال وإعجاب غير مبرر بما عند الغير من منتجات ثقافية.
العزلة الثقافية : هي صورة من صور الغزو الفكري تستخدم لإبعاد فئة اجتماعية ما عن حياة العامة لتبقى محدودة الأثر والتأثير. وقد يفرض على هذه الفئة أن تقبل أنماط معينة من المنتجات الثقافية، دون أن يسمح لها بنشر أي منتج ثقافي لها إلا إذا وافق أهداف الحصار الثقافي. وهذه المظاهر الثقافية جميعها لا تقبل بها التربية الإسلامية.
36
رغم أن كثيرا من بلاد المسلمين تتعرض مناهجها الدراسية لأشكال شتى من الغزو الفكري. سواء ما كان مرتبط بالأصول الثقافية أو مرتبط بالفروع. ذلك أن الغزاة قد يطرقون الفروع لتدمير الأصول، أو يطرقون الأصول لتدمير الأصول والفروع معا. والغزو الثقافي يتم بصورة مباشرة أو غير مباشرة، من خلال بث الأفكار الغريبة. وتظهر قوة الثقافة الأصلية حين تقف في مجابهة الوارد الثقافي.
عروض تقديميّة مشابهة
