الأفخارستيا كلمة يونانية تعني الشكر و عرفان الجميل . و في التقليد المسيحي تدل على العمل الذي أسسه يسوع عشية موته الفدائي ، إذ قدم ذاته تحت شكلي الخبز و الخمر لبني البشر لمغفرة خطاياهم وخلاصهم. إن يسوع وهب حياته حبا بنا حتى الموت على الصليب ليصالحنا مع الله الآب . إنه حمل الفصح وذبيحة الصليب .
سر الافخارستيا سر الأفخارستيا هو من الأسرار السبعة ، وضعه يسوع المسيح في العشاء السري. فبعد أن قدس جسده ودمه قال لتلاميذه : ” إصنعوا هذا لذكري“ . وقد رسمهم كهنة وأساقفة أيضا ، وقلدهم السلطان ليرسموا هم أنفسهم كهنة للعهد الجديد ، يقدسون على مثال ما قدس هو .
مفاعيل سر الافخارستيا 1) إن تناول القربان المقدس أي جسد المسيح ودمه يقوي إتحادنا به 2) فكما ينمي الغذاء المادي حياتنا الجسدية ، هكذا تغذي المناولة حياتنا الروحية إذ في إتحادنا بجسد المسيح القائم من الموت تتجدد وتنمو فينا حياة النعمة التي نلناها في المعمودية . 3) ومثلما يعيد إلينا الغذاء المادي ما خسرناه من جهد و قوة ، هكذا تقوي الافخارستيا المحبة في نفوسنا ، هذه المحبة تبعدنا عن الخطايا العرضية وتحفظنا من الخطايا المميتة . 4) في الافخارستيا تتجسد وحدة الكنيسة ، فجميع الذين يتناولون القربان المقدس يتحدون بالمسيح في جسد واحد هو الكنيسة: ” بما ان الخبز واحد فنحن الكثيرون جسد واحد ، لأننا جميعا نشترك في الخبز الواحد“.
القداس القداس هو تجديد العشاء السري . فهو إذا وليمة المسيح لأحبائه. والقداس هو ذبيحة الصليب نفسها وليس تذكارا أو تمثيلا لها . إنما ذبيحة الصليب كانت دموية وذبيحة القداس غير دموية .
المذبح يجتمع حوله المؤمنون للاحتفال بالإفخارستيا وهو يمثل وجهين لسر واحد: مذبح التقدمة ، ومائدة الرب . وهو بالتالي رمز ليسوع المسيح الحاضر وسط جماعة المؤمنين به ، كحمل يقدم لأجل خلاصهم ، وكطعام روحي لهم.
صلاة الجماعة يا رب ، خلص شعبك وبارك ميراثك . إحفظ كمال كنيستك . يا رب ، خلص شعبك وبارك ميراثك . إحفظ كمال كنيستك . لا تهملنا نحن المتوكلين عليك. هب السلام لعالمك ، ولكل شعبك . وإليك نرفع المجد والشكر ، أيها الآب والابن والروح القدس ، آمين
للذاكرة : إن سر الافخارستيا هو محور حياة الكنيسة وذروتها . ”في الليلة التي أسلم فيها ، ليلة العشاء الأخير ، وضع مخلصنا ذبيحة جسده ودمه ، كي تستمر ذبيحة الصليب عبر الأجيال حتى مجيئه ، وكي يكل إلى كنيسته ، عروسته المحبوبة ، ذكرى موته وقيامته ، سر التقوى ، وعلامة الوحدة ، ورباط المحبة ، ووليمة فصحية حيث يؤكل المسيح فتمتلئ النفس نعمة وتعطى عربون المجد الآتي“ . دستور في الليتورجيا عدد 47
مقدمة من : منى داود ، كاترينا أيوب ولنا سعيد