القديس اغريغوريوس اسقف نيصص القابه: كوكب نيصص – معلم المسكونة – عمود الكنيسة كلها نشأته: ولد من ابوين مسيحيين تقيين غنيين فى مدينة قيصرية الكبادوك يسميان باسيليوس وإميليا. والد القديس كان محامياً خطيباً لديه 5 ابناء و 5 بنات، اكبرهم ق. باسيليوس الكبير أسقف قيصرية. ولد حوالى سنه 330 م. أخته ق. ماكرينا تمتعت بمواهب فكرية نسكية. من بين اخوته بطرس أسقف سبسطية. مات والده فى سن صغيرة تاركاً اولاده تحت رعاية جدتهم وامهم. لم يكن القديس فى البداية ميالاُ إلى الحياة الروحية. وفى يوم طلبت منه والدته الذهاب معهم للأحتفال بعيد شهداء سبسطية الأربعين وتحت الألحاح ذهب على مضض. أذ نام فى الأحتفال رأى بستاناً جميلاً اراد دخوله فمنعه الأربعون شهيداً. فاستيقظ من نومه نادماً وقرر أن يعيش حياة الإيمان طالباً صلوات الشهداء. دراسته: يدين القديس لأسرته العجيبة (أمه وجدته واخته) بالمعرفة والتقوى فكان لهم بصمات قوية فى حياته. وكان اخوه باسيليوس مثله الأعلى وحسبه "أعجوبة العالم" وفى الأغلب لم يتعلم بالجامعات مثل اخيه.

نفيه: واجه القديس مقاومة عنيفة من الأريوسيين وعقدوا مجمع سنه 375م. زواجه: يبدو أنه قد تزوج. غير ان البتولية فى فكرة ليست امتناعاً عن الزواج لكن هى نقاؤه الحياة لكها: بتوليه النفس والفكر والأحساس ولكن يبدو ان زوجته انضمت بعد ذلك إلى القديسة ماكرينا فى ديرها وانطلق غريغوريوس إلى فلسطين ومصر لزيارة الآباء الرهبان. والتحق بالدير الذى اسسه اخوه ق. باسيليوس فى بنطس وفى الدير تتلمذ على كتب العلامة اوريجانوس ودرس اللاهوت والفلسفة. اسقفيته: سيم على نيصص على يد اخيه باسيليوس وكانت إيبراشية مجهولة ثم اشتهرت بسبب اسقفها نفيه: واجه القديس مقاومة عنيفة من الأريوسيين وعقدوا مجمع سنه 375م. فى انقرة واتهموه بتبديد أموال الكنيسة التى تركها سلفه وببطلان سيامته. فقبضوا عليه لكنه هرب من بين أيديهم بطريقة غامضة وأصيب بمرض واختفى للعلاج. ثم عقد مجمع آخر بأمر الأمبراطور الأريوسى فالنس سنه 376م.

كتب ضد الهراطقة ابو ليناريوس وانوميوس. وعزل القديس من إيبارشيته فى غيبته. عاش القديس هذه الفترة فى حياة تأميله ودراسة ممتعة للكتاب المقدس رغم مرارة نفسه من جهة شعبه وإيبارشيته. ثم بعد سنتين مات الأمبراطور الأريوسى فالنس وتولى جراتيان صديق ق. امبروسيوس وتلميذه الحكم فأعاد الأساقفة المستبعدين من كراسيهم. فاستقبله الشعب بحفاوة وتهليل ودموع الفرح تنهمر من عيونهم وحملوا العذارى القديسات المشاعل. شهرته اللاهوتيه: نال شهرة فائقة بسسب كتاباته اللاهوتية واشتراكه فى المجامع لحل مشاكل لاهوتية منها مجمع فى انطاكية سنه 379م. واشترك فى مجمع القسطنطينية المسكونى وقدم عظة فى افتتاحه سنه 381م. كتب ضد الهراطقة ابو ليناريوس وانوميوس. تنيح حوالى عام 394م.

أقوال القديس اغريغوريوس من يتقبل التجديد (العماد) يشبه جندياً صغيراً أعطى له مكان بين المصارعين، لكنه لم يبرهن بعد على استحقاقه للجندية.

الله ليس مسئولاً عن الشرور الحاضرة، فقد أسس طبيعتك لتكون حرة غير مستعبدة، إنما تقع المسئولية على الإرادة المنحرفة التى بها يختار الإنسان ما هو ردئ عوضاً عما هو أفضل.

جهاد النفس دائم ومستمر، رحلة متعة لا تتوقف ، تجاهد النفس لا بذاتها بل بالله العامل بنعمة فيها. فتقودنا اليد الألهية إلى غير المرئى.

لا يليق بالإنسان ان يذل أخاه الإنسان، اذ خلق الجميع فى كرامة لا يليق بالإنسان ان يذل أخاه الإنسان، اذ خلق الجميع فى كرامة. كيف يمكن لإنسان أن يكون سيداً على حياة الآخر إن كان هو ليس سيداً على حياته ؟

المسيحى مدعو للسلوك فى طريق الكمال الأبدى إنه يشعر بأن التوقف فى الطريق غير أمن لأن كل صلاح بطبيعته غير محدود ولا يعوقه إلا وجود ماهو مضاد له. فالحياة لا يوقفها الموت والنور لا يحده الظلام. هكذا كل ماهو بالكلية صالح لا يتوقف إلا فى النقطة التى يبدأ فيها ماهو ضده...

الذين يذوقون وينظرون خلال الخبرة أن الرب حلو (مز 8:34) يصير هذا التذوق دعوة إلى مزيد من التمتع. فالذى يقوم أمام الرب على الدوام يختبر هذا الدافع المستمر نحو مزيد من التقدم.

إن الإنسان قد أصبح إبنا لله بالأتحاد مع المسيح بالولادة الروحية (بالأسرار) وعندئذ نخلع الإنسان العتيق ونلبس الطبيعة الألهية الجديدة. وحين يصبح الإنسان إبناً لله فإنه يأخذ مالم يكن لديه (النعمة ويترك مالديه (الخطية)

إن الله هو المحبة وهو مصدر الحب إن الله هو المحبة وهو مصدر الحب. ونحن نصير تلاميذ السيد المسيح إن كان لنا حب بعضنا لبعض ولكن إذا غاب هذا الحب فإن صورة الله تنتفى وتختفى منا بالتمام وعندئذ تزول عنا كل النعم.

يجب ان نتعلم قبل كل شئ أن نصلى دائماً بلا توقف الصلاة تصالح الأعداء وتحفظ الأصدقاء. الصلاة هى المحامى لك فى قضاياك. الصلاة هى نور الفرح كما هى تعزية المجربين. عن طريق الصلاة إنتصر بنى إسرائيل على عماليق وأبيد 185 الف من الأشورين فى ليلة واحدة بالسيف غير المنظور.

يستطيع الإنسان أن يقترب إلى الله عن طريق الصلاة ولكنه كثيراً ما يفشل فى تقديم المجد اللائق بالعظمة الألهية وكثيراً ما يهين الإنسان عظمة الله دون أن يدرى عن طريق الطلبات التافهة. وهو فى ذلك يشبه انساناً فقيراً يفكر خطأ حين يقترب إلى الملك الأرضى ولا يطلب شيئاً يليق بهذا الملك بل يطلب شيئاً تافهاً وفقاً لهواه، هكذا الإنسان الذى يقدم صلاة بدون حديث لائق لكنه يريد القوة الألهية ليستخدمها فى الأمور الأرضية التى حسب شهواته. وعلى سبيل المثال لو ضايقنى احد الأشخاص وتحرك قلبى بالكراهية نحوه فصرخت إلى الله وطلبت منه أن يضربة فكأنى أقول لله: إجعل شهوة قلبى قدامك وإجعل شرى يأتى أمامك. وهذا معناه انه يريد ان يشترك معه فى غضبه وحاشا أن يكون هذا.

إن النصوص المقدسة تعلمنا أن المعرفة الروحية تكون كشعاع من نور فى اولئك الذين إختبروه. وفى الواقع إن كل ما ليس من التقوى يعتبر ظلاماً. ولكى تتبدد الظلمة يجب أن يكون لك شركة مع النور.

إن حياة النفس هى فى إتمام إرادة الله إن حياة النفس هى فى إتمام إرادة الله. وهكذا نحن نمرض عندما تبتعد حياتنا عن الملكوت وعندما نملأ انفسنا بسم عدم الطاعة التى من خلالها تقهر طبيعتنا بهذا الشر حينئذ يأتى الطبيب الحقيقى (اب الأعتراف) الذى يعالج الشر بنجاح عظيم بما هو ضده كما ينص قانون الطب فيشفيهم من مرضهم بأتحادهم مع إرادة الله.

الإنسان الذى يغتسل (بالتوبة المستمرة) يأتى إليه الروح القدس، ويسكن فيه ويلهب نفسه بالنار. فيتحول المؤمن بالتوبة إلى لهيب نار روحى يزداد التهاباً بغير توقف.

كما لا تستمر طبيعة الطفل المولود حديثاً فى زمن الفطام إنما يتقوت بالطعام حسب قانون الطبيعة فيأخذ فى حدود ما يناسبه مما يعطى له، هكذا يليق بالنفس المولودة حديثاً الا تبقى كطفل خامل عاطل، إنما يلزمها أن تتقوت بطعامها بما يناسب طبيعتها فتنعش نفسها بكل فضيلة وجهاد لأنه من الضرورى أن نحضر أنفسنا إلى الرجولة الكاملة.

فى خشبة الصليب قوة الخلاص لكل بشر مع إنها قطعة من الشجر الرخيص فى خشبة الصليب قوة الخلاص لكل بشر مع إنها قطعة من الشجر الرخيص. علامة الصليب تنقسم إلى 4 جهات تنبثق من المركز، عليه يتمدد ذلك الذى جمع كل شئ فيه فى ساعة موته التى سبق فأعدها، مقدماً بنفسه قراراً فيه انسجام بين الطبائع المتباينة منها ما هو فوق وما تحت وما على جانبيه. فتتطلع كل الخليقة إليه.

ليس الجسد مصدراً للشر إنما حرية الأختيار (الإرادة الحرة) ليس الجسد مصدراً للشر إنما حرية الأختيار (الإرادة الحرة). الجسد هو مسكن للنفس، الجسد هو اداة الروح... العامل فى صحبة النفس

حولت الصلاة الحوت إلى بيت ليونان، وردت حزقيال إلى الحياة من أبواب الموت عينها وحولت اللهب إلى ريح بارده للثلاثة فتية.

ما هو خطة الشر ضد النفس إلا التغرب عن الله؟ لايمكن للنفس البشرية ان تتغرب عن الله إلا إذا كان ذهنها مستعبداً للشهوات.

فلنذكر على الدوام يوم الدينونة هذا، لنبقى على الدوام قادرين ان نستمر فى الفضيلة. من يطرد من نفسه تذكار هذا يندفع كحصان جامح فلت زمامه... أما من يحفظ فى قلبه مخافة (الدينونة ) فيسير سيرة حسنة.

يقول العريس فى مزمور 24 إنه يرغب ان تفتح الباب وأن ترتفع ابواب نفسك ليدخل ملك المجد، يلزمك ان تقبل اشتياقاتى فى نفسك. كما يقول الإنجيلى "من يصنع مشيئة ابى الذى فى السموات هو اخى واختى وامى" (مت 5:12) يليق بك ان تقترب إلى الحق وتصير شريكه حتى لا تنفصل عنه.

حتى إن نال احد المواهب الآخرى التى ينعشنا بها الروح - اقصد التكلم بألسنة الملائكة والنبوة والعلم ونعمة الشفاء – ولم يتطهر تماما من متاعب الأهواء التى فى داخله بمحبة الروح – ولم يتقبل العلاج النهائى للخلاص يكون فى خطر السقوط ما لم يحفظ المحبة بثبات وحزم بين فضائلة. فأن اقتناءه عطايا (الروح) بسبب نعمة الروح الغنية والمحبة لا يعنى انه لا يحتاج إلى الكمال.

عندما يحل بك هذا الغنى اتضع فى الفكر وكن إيضاً خاضعاً وفكر فى الحب كأساس لكنز النعمة بالنسبة للنفس.

لا نفع للصوم ولا الصلاة ولا السهر إن غابت نعمة الروح القدس.