عقائد الأمم الضالة في معبوداتهم
تمهيد
ما معبودات المشركين؟ لماذا يعبدون هذه الآلهة؟
معبودات المشركين
تنوعت معبودات المشركين على مر العصور، وتلاعب الشيطان بهم في أنواع من التصورات للآلهة الباطلة، فلكل أمة وكل زمان آلهة متنوعة، تختلف في أشكالها ومظاهرها، وتتفق في مدلولاتها على الآلهة الباطلة: 1- طائفة اتجهت إلى تعظيم الموتى وعبادتهم، وكان لهم في ذلك طريقان:
أ- قوم صوَّروا لهم الصور على هيئة أصنام متنوعة، كما فعل قوم نوح وغيرهم. ب- قوم عظَّموا قبورهم، فنصبوا حولها الأبنية الفخمة، والأضرحة المزينة، ككثير من القبوريين الغلاة من هذه الأمة.
2- طائفة اتجهت إلى تعظيم الكواكب التي زعموا أنها تؤثر على العالم، فجعلوا لها بيوتاً وسَدَنَةً، وسلكوا سبلاً شتى في عبادتهم لهذه الكواكب، فمنهم من عبد الشمس، ومنهم من عَبَدَ القمرَ، ومنهم من يعبد غيرهما من الكواكب الأخرى حتى بنوا لها هياكل لكل كوكب هيكل يخصه، وصوروا لهم آلهة تدل على هذه الكواكب، وهؤلاء هم الصابئة.
3- طائفة اتجهت إلى عبادة النار، وهم المجوس. 4- طائفة عبدت الحيوانات، كالبقر وغيرها. 5- طائفة عبدت الملائكة والأنبياء والصالحين. 6- طائفة عبدت الأشجار والأحجار. 7- وبالجملة فقد زين الشيطان لبعض الناس هذه المعبودات الباطلة حتى عبدوها من دون الله .
تصورات المشركين في معبوداتهم
اختلفت تصورات المشركين في آلهتهم التي يعبدونها من دون الله، ويجمع هذه التصورات: أنهم جميعا توهموا أن في هذه الآلهة شيئاً من خصائص الربوبية : أ- فمنهم من يزعم أن هذه الأصنام تمثل أشياء غائبة لها القدرة والقوة، قال ابن القيم رحمه الله: وضع الصنم إنما كان في الأصل على شكل معبود غائب، فجعلوا الصنم على شكله وهيأته وصورته، ليكون نائباً منابه، وقائماً مقامه، وإلا فمِن المعلوم أن عاقلاً لا ينحت حجراً بيده، ثم يعتقد أنه إلهه ومعبودُه.
ب- ومنهم من يزعم أن هؤلاء يشفعون لهم عند الله في قضاء حوائجهم ويقولون: ( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) . ج- ومنهم من تصور في معبوده أنه ولد الله، فمشركو العرب وغيرهم عبدوا الملائكة على أنها بنات الله، تعالى الله عما يقولون، والنصارى عبدوا المسيح عليه السلام على أنه ابن الله تعالى الله عما يقولون علواً كبيرا.
الرد على هذه العقائد الباطلة
لقد ردَّ الله على هذه العقائد الباطلة جميعًا، فمن ذلك ما يلي: أولا: الردُّ على عبّاد الأصنام، بأنها لا تنفع ولا تضر: 1- قال الله تعالى: (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى ) ومعنى الآية كما قال القرطبي رحمه الله : أفرأيتم هذه الآلهة أنفعت أو ضرَّت حتى تكون شركاء لله تعالى.
2- وقال الله تعالى: ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71) قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آَبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ) .
ثانيا: الردُّ على عبّاد الكواكب والشمس والقمر، بأنها مسخرة لله تعالى لا تملك من أمر نفسها شيئا: 1- قال الله تعالى : (وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ) . 2- قال الله تعالى : ( والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ) .
1- قال الله تعالى : ( ما اتخذ الله من ولد ) . ثالثًا: الردُّ على عبّاد الملائكة والمسيح عليهم السلام، حين زعموا أنهم أولاد الله، بأن الله تعالى لا صاحبة له ولا ولد: 1- قال الله تعالى : ( ما اتخذ الله من ولد ) . 2- قال الله تعالى : ( أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة ) . 3- قال الله تعالى : (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ)
التقويم