أسس التربية الإسلامية
تمهيد : تعريف الأسس " جملة المنطلقات العقائدية والفكرية والتشريعية التي ينبثق عنها نظام تربوي متكامل ومتوازن يهتدي بهديها ، ويتحدد في ضوئها " ويمكن إجمال هذه الأسس على النحو التالي :
أولاً : الأسس العقائدية : العقيدة الإسلامية هي الإيمان الجازم بالله ، وما يجب له في ألوهيته وربوبيته ، وسماته وصفاته ، والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره ، وبكل ما جاءت به النصوص الصحيحة من أصول الدين وأمور الغيب وأخباره ، وما أجمع عليه سلف الأمة ، والتسليم لله تعالى في الحكم والقدر والشرع ، ولرسوله بالطاعة والتحكيم والاتباع .
طبيعة العلاقة بين العقيدة والتربية العقيدة والتربية على درجة كبيرة من القوة والعمق ، بحيث يمكن أن يؤدي انفصالهما إلى تعطيل لمهمة الطرفين بحيث : عقيدة بدون ترجمة سلوكية تبقى مبتورة لذا يجب أن ينبثق عنها تربية مستنيرة بعيدة عن ظلمات الشرك والكفر ، وقد عبر عن هذا المضمون قوله تعالى : " اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ”
وتعد العقيدة الإسلامية هي الأساس لبناء الشخصية المتناغمة المنسجمة والمتسقة في القيم ؛ وذلك لكونها تؤدي إلى وحدة المصدر والاتجاه ،
التربية المنبثقة من عقيدة صالحة أقوى وأنفع من تربية صادرة عن عقيدة فاسدة ، ينتج عنها مجتمع متفكك فاسد ، يظهر فيه التناقض ويحيط به الانحلال؛ لأنه يفتقر إلى المصدر الثابت الذي سيجد فيه إرادته وقوته وخير مثال على ذلك ، هو المجتمع الغربي بعد النهضة الصناعية ، فهو يعاني من تدهور في الأخلاق وتفكك في الأسرة والعلاقات الاجتماعية
حتى تستقيم العملية التربوية بكل عناصرها، معلماً، ومتعلماً، ومنهاجاً، وإدارة كان لا بد من توافر العقيدة الإسلامية ، التي تنشدها وتسعى إليها الفطرة السليمة
ربط القرآن الكريم الإيمان بالسلوك ، والمتدبر آيات القرآن الكريم يلحظ النداءات المتكررة – دوماً – للمؤمنين - (يا أيها الذين آمنوا) – ثم يدعوهم إما إلى الالتزام بالأقوال والأفعال الحميدة ، أو ينهاهم عن أقوال وأفعال سيئة ، ولكون التربية -في جوهرها- عملية تستهدف تعديل سلوك الإنسان وبناء شخصيته بطريقة متكاملة متوازية ؛ فإن هذا يؤكد على أن العقيدة هي أقرب السبل لتحقيق ذلك ، ويمكن بيان أثر العقيدة في تربية الفرد على النحو الآتي :
أ- في المجال الفكري : ويمكن بيان أثر العقيدة في تربية الفرد على النحو الآتي : ما علاقة الفكر بالعقيدة ؟ علاقة طردية (فالعلاقة وثيقة بين الفكر والعقيدة ، ذلك أن صحوة التفكير تؤدي إلى الإيمان الصحيح ) لأن العقيدة هي الأساس الأول للتفكير ولها دور كبير في ترقيته
تنمي العقيدة نزعة الخير في تفكير الإنسان ، ويتضح ذلك من : " وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ * تَدْعُونَنِي لأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ * لا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلا فِي الآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ".
ب- المجال الخلقي : تقوم العقيدة بتنمية معانيها في النفس، و ترتقي الأخلاق وعلى رأس هذه المعاني الإيمان بالله، وباليوم الآخر، وبرسوله محمد الأخلاق ذاتها هي علامة من علامات العقيدة السليمة وهذا ما يتضح من خلال الهدي النبوي الشريف " أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً " . لأنها تحثهم على الالتزام بكل سلوك أخلاقي ، و ترشدهم إلى مجانبة الرذائل ، وجاء في التوجيه النبوي " ليس المؤمن بالطعان واللعان ولا الفاحش البذيء ” .
ج- المجال النفسي : فالعقيدة الصحيحة تؤدي حتماً إلى توافق الإنسان مع فطرته وصحة مشاعره كعضوٍ في المجتمع ، وللعقيدة دور كبير في تحقيق السكن النفسي لدى الفرد ، ففيها هدوءٌ للقلب وراحة للأعصاب ، فلا توتر عصبي ، ولا تمزق نفسي ولا انفصام أو شذوذ، وإنما اطمئنان وانشراح صدور . وفي ضوء ذلك لا يمكن أن تتحقق الصحة النفسية أو الشخصية السوية لدى المتعلم، ما لم تنطلق العملية التربوية ابتداءً من أسس عقائدية سليمة .
ثانياً : الأسس التشريعية : لكل أمة قوانينها وتشريعاتها ونظمها وبالرغم من تباينها واختلافها إلا أنه يجمعها ما يلي : أنها من اختلاق البشر قصورها في تحقيق المصالح ودرء المفاسد الاضطراب والتباين ؛لاختلاف عقول واضعيها ،ورغباتهم وأهوائهم النظرة المادية أو النفعية لهذه التشريعات،على حساب الجوانب الروحية والخلقية.
معاني كلمة ” شريعة ” : أ. لغةً : جاءت كلمة الشريعة في كتاب الله العزيز بمعنيين أولهما الطريقة المتبعة " ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا ” جاءت الشريعة في موضع آخر بمعنى سن القواعد والنظم وإظهار الأحكام ، حيث قال تعالى : " شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى " (الشورى ، آية : 13) ب. اصطلاحاً : " الأحكام التي سنها الله لعبـاده ليكونوا مؤمنين عاملين على ما يسعدهم في الدنيا والآخرة " .
ما الفائدة من الشريعة ؟ أسباب حاجة الناس للشريعة لأنها تعد نظاماً إلهياً أو قانوناً إسلامياً ،تنظم الحياة الإنسانية بالكيفية التي أرادها الله ، وهذا القانون قد بُنيت قواعده بناءً متيناً ، وأحكمت أصوله ، وهذا ما عبر عنه قوله تعالى : " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا " (المائدة، آية : 3) .
تابع الفائدة من الشريعة أنها تميز تنظم العلاقة بين الناس ولولا وجود النظم الشرعية التي تميز الخبيث من الطيب، وتنظم العلاقة بين الناس ، وتوجههم إلى ناحية الخير لصالح المجموع ؛ لتعارضت الميول؛ فتكون حياة الفرد مضطربة لا هناءة فيها ولا غاية ولو ترك الناس وشأنهم في مناحي العيش ، لاستبد كلٌ برأيه واتبع شهوته ،
تابع الفائدة من الشريعة تعد الشريعة الضابط لتصرفات المرء ومعاملاته فإذا تمكنت تعاليم الشريعة من نفس الفرد ومشاعره ، تصبح بمثابة ضابط خلقي يحاكم المرء نفسه إليه ، عندما يقف أمام أمور مشتبهات كبعض أساليب البيع والشراء وكذم الإنسان يجاهر بالمعصية ونحو ذلك والضابط الخلقي هنا غير الوازع الديني ، فالوازع يبعد الفرد عن المحرمات ولكن الضابط هو الذي يضع للفرد حدوداً واضحة للمحرمات فلا يقترب منها .
تابع الفائدة من الشريعة تربية الأخلاق من خلال الممارسة والتطبيق من خلال معرفة الحلال وممارسته ، ومعرفة الحرام والامتناع عن فعله ، مـع تأكيد فضيلة الحلال ورذيلة الحرام ، من شأنها أن تسهم في تطهير الفرد من الشرور والآثام
تابع الفائدة من الشريعة تربية الإنسان على التفكير المنطقي عن طريق استنباط الأحكام ، بما تتمتع من مرونة وحيوية وقدرة على العطاء المستمر وإصدار الأحكام في أحلك الظروف وأصعبها ، للشريعة دور فاعل في بناء المجتمع المتحضر الراقي ، ذلك أن فهمها يحتاج إلى تعلم القراءة والكتابة ، وتلاوة القرآن ، وتدبر أحكامه ومعانيه ، وتعلم الحساب لفهم علم الفرائض، والتاريخ لفهم السيرة وآيات الجهاد ، وبناءً عليه حض القرآن الكريم، على التفقه في الدين وتعلمه " فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ "
تابع الفائدة من الشريعة وتقديم العلاج لكل داء اجتماعي أو نفسي ومن هذه المرونة ، نشأت مرونة عقل المسلم ، وقدرته على حسن المحاكمة والاستقلال .
كيفية بناء القواعد و المضامين التربوية : وتستمـد التربية الإسلامية أهدافها من مقاصد الشريعة الإسلامية التي يتم التوصل إليها بامتثال أوامر الله واجتناب نواهيه . إذا لم يوجد نص شرعي في بعض الأمور التربوية ، يمكن الاستفادة من قواعد التشريع الإسلامي المستنبطة من مصادره – كقاعدة الضرورات تبيح المحظورات والضروريات تقدر بقدرها ، وقاعدة لا ضرر ولا ضرار إذا ثار جدل حول بعض القضايا الاجتماعية ، والثقافية ، والتعليمية البحتة، يجب على الباحث في مجال التربية الإسلامية ،الانطلاق في التعامل معها من الأحكام الشرعية ، فيرتكز عليها في تأسيس حكمه وموقفه تجاهها .
أمثلة على كيفية بناء القواعد و المضامين التربوية قضية استخدام العقاب البدني في التعليم المدرسي : جاء في الحديث الشريف دليل على جواز ضرب الولد على ترك الصلاة أو التقصير في أدائها " مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع ” وقياساً على ذلك ، أجاز الفقهاء المسلمون " للمعلم الضرب على كل خلقٍ سيئ صدر من الولد وعلى كل ما فيه إصلاح للولد " وقد اشترط علماء التربية على المعلم عند إيقاع العقاب في حق التلميذ المسيء ألا يزيد عن عشر ضربات؛ وذلك التزاماً بالحكم الشرعي كما جاء في الحديث الشريف : " لا يُجلد فوق عشر جلدات، إلا في حدٍ من حدود الله "
التدخين وفي ضوء الأحكام الفقهية ، التدخين – ليس مجرد عادة اجتماعية سيئة فحسب – وإنما ينظر إليه على أنه سلوك سلبي ومحرم ، وقد أفتى الفقهاء المعاصرون بذلك ، حيث صدر عن لجنة الفتوى بالأزهر أن " شرب الدخان ثبت يقيناً من أهل المعرفة والاختصاص والمؤتمرات الطبية العالمية ، ضرره بالصحة وبالمال والذي نرى حرمة شربه، واستيراده وتصديره، والاتجار به" . وقد ارتكز الفقهاء في تحريمهم للدخان على جملة من الأدلة الشرعية المدعمة بنتائج الأبحاث العلمية ، ومن هذه الأدلة الدامغة ما جاء في قول الرسول عليه الصلاة والسلام : " لا ضرر ولا ضرار " ومنها قوله تعالى: " وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا " (الإسراء ، الآيتان : 26-27) .
ولقد وضع علماء أصول الفقه ، مجموعة كبيرة من القواعد لاستنباط الأحكام الفقهية لما يُستجد من أحداث ومشكلات في كل زمان ومكان ، وهي مهمة للمربي والباحث التربوي في الإسلام ؛ لأن معرفتها تساعد على استنباط أحكام ومفاهيم وآراء وقيم تربوية ؛ مما يساعد على إثراء التربية الإسلامية في المجالات التربوية الكثيرة .
ثالثاً : الأسس الفكرية : يقصد هنا بالأسس الفكرية ، التصور الإسلامي للإنسان والكون والحياة وهو بطبيعته ينبثق عن عقيدة التوحيد وبالتالي نجده " ينشئ في العقل وفي القلب آثاراً كما أنه ينشئ في الحياة الإنسانية مثل هذه الآثار ، كذلك ينشئ في القلب والعقل حالةً من الانضباط لا تتأرجح معها الصور ، ولا تهتز معها القيم ، ولا يتميع فيها التصور ولا السلوك".
أ- التصور الإسلامي للإنسان : نظرة الإنسان لنفسه : تتلخص نظرة الإنسان في أنه يميل إلى الإفراط والتفريط : الإفراط ويرى الإنسان فيه أنه أكبر وأعظم كائن في العالم ، وقد عبر عن ذلك نداء قوم عاد " وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً " وعلى لسان فرعون " مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي " . و التفريط يظن أنه أدنى وأرذل كائن في العالم ، فيطأطئ رأسه أمام كل شجرٍ ، وحجرٍ ، ونهرٍ ، أو جبلٍ ، أو حيوان . أما نظرة الإسلام للإنسان و مهمته في الحياة ، وعلاقته بالكون ، ويمكن إجمال ذلك في الآتي :
1- حقيقة الإنسان وأصل خلقه : ترجع حقيقة الإنسان إلى أصلين : أ. الأصل البعيد وهو الخلقة الأولى من طين حيث سواه الله - عز وجل - ونفخ فيه من روحه ، ”خلق آدم عليه السلام ” ب. الأصل الثاني القريب وهو خلقه من نطفة وقد عبر عن ذلك قوله تعالى : " الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِن طِينٍ* ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ * ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ " ويثير القرآن لدى الإنسان عاطفة العرفان بالجميل والشكر لله الخالق " لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ" حيث خلق الله الإنسان في أحسن صورة تميز بها عن المخلوقات الأخرى ، وفي ضوء هذا الفهم ، يحرص الإنسان على أن يكون متواضعاً للآخرين غير متكبر دائم الشكر لله - عز وجل -
2. الإنسان مخلوق مكرم : فالإنسان في نظر الإسلام ليس كالنباتات والحيوانات التي هي وسائل لغايات أبعد منها ، فلا يجوز أن يستعمل كآلة ، حيث كرّم الله - عز وجل - الإنسان على سائر المخلوقات ، كما جاء في قوله تعالى : " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً " (الإسراء ، آية: 70)
ومما كرّم الله به الإنسان ، أن ميزه بالعنصر الروحي ، فهو ينشأ من نور الله ونفخه من روحه " إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ " (ص ، الآيتان : 71 ، 72) . ووهب الله - عز وجل - الإنسان القدرة على التعلم والمعرفـة ، كما جاء في قوله تعالى : " اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ " (العلق ، الآيات: 3-5). وزود الله - جلت حكمته - الإنسان بكل الأدوات اللازمة لتعلمه وتربيته .....الآية
ونتيجة شعور الإنسان بكرامته وإدراكه لهذه المنزلة الرفيعة التي امتن الله بها عليه ، تجده يعتز بنفسه ، ويرفض كل أشكال الذل والهوان من قبل الآخرين " وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ " (آل عمران ، آية : 139) . وقـد عبر عن هذا المعنى قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام فلا نطلب بغير الله بديلاً" .
3- الإنسان مميز مختار : النتيجة التربوية : الإنسان قادراً على التمييز بين الخير والشر ، وعليه أن يحسن اختيار طريقه في الحياة " وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا " و تكون مسئوليته وجزاؤه " فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ* وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ " النتيجة التربوية : الشعور بالمسئولية يربى في نفس الإنسان الوعي واليقظة الدائمة ، والبعد عن المزالق ، وعدم الاستسلام للأهواء ، والعدالة والبعد عن الظلم والبغي ، والاستقامة في كل سلوك الإنسان . يجعله قادراً على توجيه نفسه نحو الخير لدينها ودنياها ، وهذا يتم من خلال اكتسابه لمهارة التفكير المسئول ، فيسعى إلى تقويم نفسه وتعديل سلوكه بما يتوافق مع تعاليم الدين الحنيف .
4- الطبيعة الإنسانية خيرة ومرنة : إن البشرية تبدأ طريقها مهتدية مؤمنة موحدة ، كما أراد الله - سبحانه وتعالى -، وبين ذلك في كتابه العزيز : " فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ" (الروم، آية: 30) والمقصود بالفطرة كما في الآية السابقة الدين الذي شرعه الله ، حيث فطر الله - عز وجل - خلقه على معرفته وتوحيده ، فالإسلام " يعتبر أن الأصل في الفطرة هو الاستعداد للخير ، فالإنسان خلق في أحسن تقويم، وإنما يرتد أسفل سافلين، حين يستسلم لغير منهج الله".
فعنصر الخير موجود أساساً في النفس الإنسانية و" هذه النظرة إلى الإنسان ، تختلف عن النظريات الأخرى التي تعتبر الإنسان محاطاً بالخطيئة منذ قدومه إلى هذا العالم " . فالتربية الإسلامية تتعامل مع الطبيعة الإنسانية على أن فيها فطرة طيبة تهفو إلى الخير ، وتسرّ بإدراكه ، وتأسى للشر ، وتحزن من ارتكابه ، وترى في الحق امتداد وجودها وصحة حياتها وفيها إلى جوار ذلك نزعات طائشة تشرد بها عن سواء السبيل ، وتزين لها فعل ما يعود عليها بالضرر .
ولعل إرسال الأنبياء والرسل الكرام عليهم السلام ، أقوى دليل على إمكانية تغيير عواطف الناس ، ومعتقداتهم ، وأخلاقهم ، وعاداتهم وقد استطاع الإسلام أن يحدث تغييراً جذرياً شاملاً في شخصية الفرد العربي فحوله من الوثنية والكفر وعبادة الأصنام إلى التوحيد والإيمان وعبادة الواحد القهار ، ومن التعلق بالمنافع العاجلة إلى السعي وراء الحصول على رضوان الله ومثوبته في الآخرة ، ومن الإباحية إلى العفة والطهر ، ومن العصبية القبلية إلى التسامح، ومن امتهان المرأة إلى إجلالها. إن التغير والتطور الذي يطرأ على الطبيعة الإنسانية ، إنما يحدث بطريقين : الأول يكون بالحذف والإزالة فيما يخص العادات والميول والقيم والاتجاهات المكتسبة . أما فيما يتعلق بالخصائص الثابتة الراسخة التي يولد الإنسان مزوداً بها كالغرائز الفطرية التي من بينها غريزة حب البكاء والخوف وحب المال ؛ فإنها تتغير بالتعديل والتهذيب .
5- الوظيفة العليا للإنسان عبادة الله : فللإنسان مهمة أساس في هذا الكون ، وهي عبادة الله - عز وجل - وتوحيده ، وإخلاص هذه العبادة لله وحده "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ" (الذاريات، آية:56) وقال تعالى : " فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا" (الكهف، آية: 110)، وحينما تستقيم حياة الفرد المسلم، على أساس العبودية لله -عز وجل-، بمفهومها الشامل كمنهاج حياة ، فإنه حتماً سيقوم بكل ما هو موكل إليه من أدوار ومسئوليات تجاه نفسه ، وأسرته ، ومجتمعه ، وأمته ، وتجاه حياته الدنيا والحياة الآخرة ، وتجاه الكون الذي يعيش فيه .
ب- التصور الإسلامي للكون : تعريف الكون : يشمل الكون كل خلق الله مما " يقع عليه اسم الشيء من أجناس لا يحصرها العدد ولا يحيط بها الوصـف " التصور الأسلامي للكون : الإسلام أتى بنظرة محددة للكون ، فيها علاقات الإنسان بالأشياء ، بعد أن كون لديه العقيدة الواضحة، فهيأه للإبداع والإنتاج الفكري . الكون في التصور الإسلامي وحدة متكاملة بين عالمين عالم الغيب و عالم الشهادة تمتاز نظرة الإسلام إلى الكون ، بأنها ليست نظرة عقلية محضة ، ولكنها تعمل على تحريك عواطف الإنسان وشعوره بعظمة الخالق وبصغر الإنسان أمامه وبضرورة الخضوع له ، كل ذلك إلى جانب البراهين العقلية القاطعة على وحدانية الله وألوهيته في هذا الكون وسائر الأكوان التي لا نراها " ويمكن تلخيصها على النحو التالي :
1- الكون مخلوق لغاية : غاية خلق الكون : فالله - سبحانه وتعالى - ، خلق الكون لحكمة وغاية " وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ* مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلاَ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ" (الدخان ، الآيتان : 38،39). وقال تعالى : " وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ * لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ " . و عليه يرتبط الإنسان المسلم بالله - عز وجل - خالق الكون ، ويتوجه إليه بالعبادة كما يتربى على الجدية في حياته ؛ فيكون حذراً من الغفلة ، والخوض ، والعبث ، واللهو ؛ ومن ثم يصبح لحياته معنى ومغزى فيشعر بالرضا ، والسعادة ، والارتياح .
2- الكون مدبّر بقدرة الله : فالله - سبحانه وتعالى - مدبر هذا الكون الفسيح وفق نظام محكم " وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا " (الفرقان ، آية : 2) . والإنسان جزءٌ من هذا الكون الرحب ، وهو خاضع في كل شئونه لتدبير الله وإرادته ، وحينما ينظر الإنسان المسلم إلى الكون الهائل ، يشعر بالرهبة والإجلال تجاه بارئه ، ويشعر بالعظمة والجمال والطمأنينة والأمن لهذا الكون الصديق الذي أنشأه الله . وطالما أن هذا الكون بما فيه الإنسان مسير بأمر الله جلت حكمته ، فإنه من الطبيعي أن يستعين هذا الإنسان بخالقه ، ويتوكل عليه في كل أموره " وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ " (آل عمران ، آية : 160) .
3- خضوع الكون لسنن الله : فالكون خاضع لسنن سنها الله وفق أقدار قدرها جلت حكمته ومنها على سبيل المثال تعاقب الليل والنهار ، ودورة الشمس والقمر في المواسم التي لا تتخلف ، وعبر عن ذلك قوله تعالى : " وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ * وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" (يس ، الآيات : 37-40) . ومن خلال تكرار الليل والنهار وتقدير الفصول الأربعة ، يتعلم الإنسان الحساب ، وما من شك في أن " التربية السليمة ، تعتبر السنن الكونية والقوانين الطبيعية، خير موجه لها في عمليات تخطيطها لمناهجها ، وفي اختيار وسائلها وطرقها ، وأساليب التعامل مع المتعلمين في ميادينها " .
- الكون كله قانت لله : أشار القـرآن الكريم في أكثر من موضع إلى أن جميع ما في الكون قانت لله مقبلٌ عليه فجاء ، في قوله تعالى : " تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا " حتى الحشائش الصغيرة والأشجار وهي في حالة قنوت لله - عز وجل - " وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ ". ويمكن أن ينتج عن هذه الحقائق القرآنية آثار تربوية في حياة الإنسان المسلم لعل من أبرزها : التوجه إلى الله باستمرار بالدعاء ، والاستغفار ،والتوبة إلى الله ، وابتغاء مرضاته ، فهو أولى من الجمادات بفعل ذلك ؛ وقاية الإنسان من الوقوع في الوثنية ، بعبادة مظاهر الطبيعة التي تحيط به ، طالما أن هذه المظاهر على اختلاف أشكالها وألوانها قانتة لله تعالى ، فضلاً عن كونها لا تملك نفعاً ولا ضراً .
5- تسخير ما في الكون للإنسان : التصور : كل ما في الكون من إمكانات هائلة مسخر للإنسان : " أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً " (لقمان ، آية : 20) . الآثار المترتبة على ذلك : تربية عواطف الإنسان وانفعالاته على الخشوع لله ، والشعور بفضله وعنايته ورحمته وحلمه ؛ فيندفع إلى حمد الله ، وشكره ، وتسبيحه ، وتوحيده .
تربية عقل الإنسـان ، على مبدأ التقنية ، واستخدام القوانين العلمية وقوى الكون ؛ من أجل سعادة الإنسان ورفاهيته ، السعي إلى إعمار الكون ، والحرص على الانتفاع بثرواته " المحافظة على سلامة البيئة التي حباها الله للإنسان ، وتجنب الإضرار بها ، وجاء في التوجيه النبوي الشريف " من قطع سدرةً صوّب الله رأسه إلى النار " الاستفادة من الموارد الطبيعية على قدر الحاجة ، وعدم الإسراف في استخدامها حتى لا تُستنـزف ؛ مما يؤدي إلى مشكلات بيئية واقتصادية .
ج- التصور الإسلامي للحياة : التصور : نظر الإسلام إلى الحياة الإنسانية ، نظرة قائمة على التفاؤل والشعور بالمسئولية والتوازن ، ويمكن تلخيص التصور الإسلامي للحياة فيما يلي:
1- الحياة الدنيا دار اختبار للإنسان : عبّر عن ذلك قوله تعالى : " الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً . ويوضح القرآن الكريم نتيجة هذا الامتحان الذي يمر به الإنسان في حياته الدنيا " يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا أُوْلَـَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " . (الأعراف ، الآيتان : 35 ، 36)
2- متاع الحياة الدنيا محدود وزائل : فالحياة الدنيا ، بما فيها من رغبات وشهوات ونعم ، عبارة عن متاع محدود من حيث الكم والنوع مقارنة بنعيم الآخرة " أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ " (التوية ، آية : 38) . كما أن هذا المتاع من حيث الأجل قصير ومؤقت ، ينتهي بانتهاء حياة الإنسان ، وقد عبر القرآن عن ذلك في قوله تعالى : " وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ " (الروم ، آية : 55)
3- الحياة الدنيا دار عمل وجد : فالحياة الدنيا ليست دار راحة واسترخاء بقدر ما هي دار عمل واجتهاد متواصل، كما صورها الكتاب الحكيم " يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ " (الانشقاق، آية : 6) .
4- التكامل بين الحياتين الدنيا والآخرة : فالعلاقة بين الحياتين الدنيا والآخرة ، قائمة على التواصل والتكامل ، فلا يقدم التصور الإسلامي الحياة الآخرة بديلاً عن الحياة الدنيا ولا العكس ، "وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا" (الإسراء، آية : 19) .
5- النصرة والتمكين للمؤمنين في الحياة الدنيا : من سنن الله نصرة المؤمنين في الدنيا والآخرة " إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ " فليست الدنيا لظهور الكفر والشرك والفساد ، كيف يمكن التوفيق : ”ينتصر أهل الباطل في فترة زمنية بالغم من أن التمكين في الحياة الدنيا للمؤمنين الذين تجسدت فيهم معاني العبودية لله وحده " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا"
وفي ضوء التصور الإسلامي للحياة ، يفترض أن يتحدد سلوك الفرد المسلم على النحو الآتي : ألا يغتر بالحياة الدنيا ولا ينسى أنها دار اختبار ، وذلك يتطلب الدوام على مجاهدة النفس . التمتع بخيرات الدنيا ونعيمها في إطار الحلال . الزهد في الحياة الدنيا وإيثار الآخرة عليها ، وجاء في التوجيه النبوي الشريف " عن ابن عمر قال : أخذ رسول الله ببعض جسدي فقال : يا عبد الله ، كن في الدنيا كأنك غريب ، أو كأنك عابر سبيل ، وعد نفسك من أهل القبور " . الإكثار من العمل الصالح ، والتطلع إلى مرضاة الله من خلاله . التحلي بالصبر حتى يثبت على الطاعات ، ويبتعد عن المحرمات ، وهذا ما يحتاجه المؤمن أكثر من غيره .