قواعد في صفات الله تعالى
تمهيد
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (الكمال ثابت لله تعالى، الأكملية، بحيث لا يكون وجود كمال لا نقص فيه إلا وهو ثابت للرب – تبارك وتعالى – يستحقه بنفسه المقدسة ) .
القاعدة الأولى صفات الله تعالى صفات كمال لا نقص فيها . قال تعالى : ( ولله المثل الأعلى ) ، والمثل الأعلى هو الوصف الأعلى والأكمل.
القاعدة الثانية باب الصفات أوسع من باب الأسماء ، لأن كل اسم يشتق منه صفة ، مثال : «العليم» يشتق منه صفة ( العلم ) . وليس كل صفة يشتق منها اسمٌ كصفة «الكلام » و «الإرادة » و «اليد » لا يشتق منها اسم.
القاعدة الثالثة صفات الله توقيفية لا مجال للعقل فيها على جهة التفصيل ، فلا يثبت لله من الصفات إلا ما دل الكتاب والسنة على ثبوته، قال تعالى: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ) قال الإمام أحمد رحمه الله : (لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه ، أو وصفه به رسوله ، لا يتجاوز القرآن والحديث ) .
القاعدة الرابعة نصوص الصفات معلومة المعنى ومجهولة الكيفية، كما قال الإمام مالك رحمه الله لما سئل عن كيفية الاستواء قال : الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة.
صفات الله تنقسم إلى قسمين : القِسم الأول: صِفات ذاتية. القاعدة الخامسة صفات الله تنقسم إلى قسمين : القِسم الأول: صِفات ذاتية. وهي : التي لم يزل متصفاً بها ، كالعلم والقدرة والسمع والبصر والعزة والعلو ، ومنها الصفات الخبرية كالوجه واليدين والعينين.
القِسم الثاني: صِفات فعلية. القاعدة الخامسة القِسم الثاني: صِفات فعلية. وهي: التي تتعلق بمشيئته ، أي : يفعلها سبحانه إذا شاء ، كالنزول إلى السماء الدنيا.
القاعدة الخامسة القسم الثالث: صفات ذاتية فعلية باعتبارين كالكلام ، فإنه باعتبار أصله صفةٌ ذاتيةٌ؛ لأن الله تعالى لم يزل ولا يزال متكلمًا، وباعتبار آحاد الكلام صفة فعلية لأن الكلام يتعلق بمشيئته يتكلم متى شاء بما شاء ،كما قال تعالى : (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )
التقويم