الجامعة المستنصرية / كلية الآداب قسم الانثروبولوجيا والاجتماع المرحلة الثانية: مادة الايكولوجيا أستاذ المادة: أ.م. د. بشير ناظر حميد تسلسل المحاضرة:19 أسم المحاضرة: الايكولوجيا الثقافية بعد جوليان ستيوارد
أشار مارفن هاريس Marvin Harris الذي يعتبر من ابرز تلامذة جوليان ستيوارد والذي اعتمد الى حد كبير على الايكولوجيا الثقافية في صياغة آرائه الخاصة بالمادية الثقافية وأن اعتبرها مدخلاً هاماً من مداخل المادية التاريخية والحتمية في الفكر الماركسي- في كتابه "بزوغ النظرية الأنثروبولوجية" إلى انه من الصعب معرفة الكم الكبير الذي كتب في مجال البحوث الانثروبولوجية من منظور ايكولوجي، كما أن قائمة الأنثروبولوجيين الذين استفادوا بشكل مباشر من معالجة جوليان ستيوارد التفاعلات التكنو بيئية، والتكنو-اقتصادية هي قائمة كبيرة نسبياً.
لهذا لم يقتصر الاهتمام بالمدخل الايكولوجي في العقود الأولى من القرن الماضي على علماء الاجتماع الأمريكيين، وإنما وجد صداه ايضاً لدى علماء الانثروبولوجيا في أمريكا وفي غيرها، وإذا كان ستيوارد يطلق على اتجاهه في البحث اسم " الايكولوجيا الثقافية " مؤكداً تحديد مجالها الخاص تجاه مجال الايكولوجيا العامة التي تدرس الكائنات الحية في مستوياتها النباتية والحيوانية من حيث ارتباطها بالبيئة.
أن الآراء قد تباينت لدى الباحثين الايكولوجيين من بعده، مابين مؤيد لهذا التحديد الذي يقصر الدراسة على المجتمعات البشرية والتفاعل بين العوامل الثقافية والعوامل البيئية، وما بين معارض لهذا التحديد على أساس أنه يضعف الاهتمام بالعوامل البيولوجية التي من شأنها زيادة فهمنا للظواهر الثقافية في تفاعلها مع البيئة، وزيادة قدرتنا على استكشاف نشأتها وتطورها، ونعرض في المحاضرة القادمة فكرة عن كل من الرأيين.