P
حادث سقوط الطائرة الإيرانية – كيش - نموذجاً آليات التعامل الأمني مع حوادث سقوط الطائرات حادث سقوط الطائرة الإيرانية – كيش - نموذجاً
رائد دكتور/ خالد حمد محمد الحمادي إعداد رائد دكتور/ خالد حمد محمد الحمادي اكتوبر 2004م
أهمية البحث يأخذ الجهاز الأمني علي عاتقه مهمة تحقيق الأمن والأمان في البــلاد وهو في سبيل تحقيقه لهذه المهمة الشريفة يتعامل مع الكثير من الكوارث والحوادث الأمنية الطارئة، إلا أن لحوادث سقوط الطائرات أهمية خاصة لدى الأجهزة الأمنية تكتسبها لسببين:
السبب الأول [1] قلة المعلومات عن طبيعة الحادث وأسبابه وكافة التفصيلات المتعلقة به فور العلم به. [2] الرغبة لدى الجميع سواء كان مختصاً أو غير مختص في الاتصال سواء للإدلاء بمعلومات أو بيانات قد يتصف البعض منها بعدم الدقة أو للاستفسار عن طبيعة الحادث وما تم اتخاذه من إجراءات.
[3] صعوبة الاتصال ولفترة زمنية غير قليلة نظراً لانشغال كافة خطوط الاتصـــال بتلقي المعلومات وطلبات الاستفسار من جهات وأشخاص عدة في نفس اللحظة والتوقيت. [4] صعوبة استخدام أجهزة الاتصالات اللاسلكية وقد يرجع ذلك إما إلـى طبيعة البيانات والإخطارات الأمنية بالغة الأهمية والسرية والتي لا يجب اللجوء إلى استخدام الأجهزة اللاسلكية في الإبلاغ بها ، أو إلى رغبة الكثير سواء من الموجودين بموقع الحادث والمنتقلين إليه في التحدث عبر هذه الأجهزة ودون الالتزام بالقواعد الواجب مراعاتها عند التحدث بها. [5] رغبة الجميع في المشاركة في عمليات الإنقاذ وهو الأمر الذي يؤدي إلى حدوث نوع مــن الازدحام الارتباك بموقع الحادث ويحول دون قيام الجهات المختصة أصلا.
[6] ازدحام كافة الطرق والمنافذ المؤدية لموقع الحادث نتيجة لاندفاع الكثير بسياراتهم إليه سـواء بهدف المشاركة في عمليات الإنقاذ والمساعدة أو لمشاهدة الحادث ، الأمر الذي يؤدي فــي النهاية إلى صعوبة وصول الجهات الموكل إليها التعامل مع الحادث بتجهيزاتها. [7] وجود أعداد كبيرة سواء من المتوفين أو المصابين أو المطلوب إنقاذهم بموقع الكارثة الأمـر الذي يتطلب ضرورة وجود أعداد كبيرة من سيارات الدفاع المدني والإسعاف والأطباء بالموقع في لحظات قليلة عقب وقوع الحادث. [8] قيام بعض الأشخاص من ذوي الخطورة الإجرامية بالاندفاع عبر الجموع بغرض الاستيـلاء على ما تصل إليه أيديهم من مقتنيات ضحايا الحادث وذلك تحت مظلة تقديم المساعدة في عمليات الإنقاذ والإطفاء .
السبب الثاني 1- أثار دولية : 2- أثار قانونية : 1- أثار دولية : على اعتبار أن ركاب الطائرة المنكوبة متعددوا الجنسيـــــــــــــــة 2- أثار قانونية : حيث ينبغي تحديد الجهات التي سوف تقوم بالتحقيق في الحادث وهي جهات متعددة وصولاً إلى تحديد الجهة المسئولة أو التي سوف تتحمل الخطأ نتيجة وقوع الطائرة والمسئولة عن صرف التعويضات .
3- أثار إعلامية : 4- أثار أمنية : 3- أثار إعلامية : حيث تحظى حوادث سقوط الطائرات باهتمام كبير من قبل كافة وسائل الإعلام المحلية 4- أثار أمنية : حيث تولي الجهات الأمنية في دولة وقوع الحادث اهتمامها بتحقيق هذا الحادث بل ويشاركها في ذلك العديد من الدول لمعرفة عما إذا كان الحادث عمدياً من عدمه ، وخاصة في ظل وجود شبح الإرهاب الذي يطل من حين لآخر على العالم بوجهه القبيح.
التعامل الأمني مع حادث سقوط الطائرة الإيرانية - كيش - كنموذج أولا : الأساليب التي تم اتباعها للتعامل مع الحادث [1] قامت آليات الدفاع المدني فور وصولها بإطفاء النيران المشتعلة بحطام الطائرة المنكوبة. [2] تم تقسيم المجموعات المنتقلة للتعامل مع الحادث إلى مجموعات ثلاث :
المجموعة الأولى : وهي مجموعة البحث والإنقاذ المجموعة الثانية : مجموعة التزويد والإمداد المجموعة الثانية : مجموعة التزويد والإمداد
[3] تم تقسيم موقع الحادث إلى عدة مواقع مع إسناد مسئولية البحث والإنقاذ في كل موقع لإحدى الفرق المكونــــــة لمجموعة البحث والإنقاذ . [4] تمــت إقامــة طــوق أمنـــي حــــول موقــــع الحـــــادث. [5] تم توجيه فريق المهام الصعبة للقيام بعمليات المسح لمسرح الحادث للتأكد من الوصول لكافة الضحايا والأشلاء وبقايا الطائرة . [6] تم توجيه فرقة الكلاب البوليسية والتي قامت بالمعاونة في عمليات المسح لمسرح الحادث .
[7] تم تكوين فريق لمقابلة أهالي وأقارب الضحايا وبهدف معاونتهم في التعرف على ذويهم وفي جمع المعلومات والبيانات الموجودة لديهم والتي قد تساعد في التعرف على الضحايا والمصابين. [8] تم إعداد نقطة إعلامية لتسهيل التقابل مع الصحفيين والإعلاميين والإجابة عن استفساراتهم ومساعدتهم في أداء عملهم وبالصورة التي لا تتعارض مع مقتضيات العمل بموقع الحادث أو بالمعلومات والبيانات الواجب الإدلاء بها. [9] تم نقل جثث ضحايا الطائرة إلى المختبر الجنائي في شرطة دبي للقيام بعمليات التعرف على الضحايا والمصابين وذلك باستخدام أساليب الفحص البيولوجية المختلفة والتي منها أسلوب البصمة الوراثية (D-N-A) .
ثانيا: الإيجابيات التي أتضحت أثناء التعامل مع الحادث [1] سرعة استجابة كافة الجهات الشرطية وجهات الدعم والمساندة لنداء الانتقال لموقع الحادث وأداء المهام الموكولة إليها. [2] ارتفاع مستوى أداء الفرق المشاركة في مواجهة الحادث ، وقيامها بالأعمال الموكولة إليها بكفاءة واقتدار . [3] سرعة التغلب من قبل الجهات المشاركة في مواجهة الحادث على الصعوبات التي واجهتهاا بموقع الحادث سواء كانت بشرية أو فنية أو تقنية.
ثالثا: السلبيات التي أتضحت أثناء التعامل مع الحادث [1] عدم القيام بالسرعة المطلوبة بتنظيم الحركة المرورية بمنطقة وقوع الحادث . [2] تواجد الكثير من منتسبي الشرطة والقوات المسلحة من غير ذوي الاختصاص بموقع الحادث الأمر الذي أعاق سرعة إنجاز الأعمال المطلوب القيام بها . [3] قيام بعض منتسبي الشرطة والقوات المسلحة ببعض أعمال البحث والإنقاذ بموقع الحادث وبغرض المساعدة للجهات القائمة بهذا الأمر دون وجود الدراية الفنية الكافية لديهم للقيام بهذا الأمر.
[4] عدم تجمع الصحفيين في نقطة معينة للإدلاء لهم بالتصاريح المتسلسلة والمدروسة وتنظيم السماح لهم بدخول مسرح الحادث.. [5] عدم وجود زي موحد لكل فرقة تميزها عن الأخرى حتى يتم القضاء على الازدواجية. [6] عدم تأمين مسرح الحادث بالصورة المطلوبة نتيجة لعدم إقامة الطوق المطلوب حوله وفقا للأبعاد والمواصفات الكفيلة بتحقيق التأمين والسيطرة المطلوبة.
[7] عدم الاستفادة من غرفة العمليات المتحركة في إعداد المركز الرئيسي لإدارة الحادث. [8] عدم تحديد الأماكن التي تم العثور فيها على الضحايا بعد أن تم رفع جثثهم لصعوبة وضع علامات حلها بسبب تجمهر الناس. [9] عدم اتباع القواعد الخاصة بنظم الاتصالات من حيث أولويات التحدث والعبارات المستخدمة وزمن التحدث الأمر الذي أدى على عرقلة الاتصالات وعدم نقل التكليفات والأوامر بالسرعة المطلوبة.
[10] عدم وجود خط ساخن بين مركز شرطة المطار وغرفة العمليات بالإدارة لاستخدامه في حالات الطوارئ والكوارث والأزمات ، حيث أدى انشغال خطوط الاتصال بالغرفة إلى تعذر نقل وتبادل المعلومات بين المركز والغرفة. [11] تعطل وعدم صلاحية بعض المركبات المنتقلة لموقع الحادث مثل براد سيارة حفـــــظ الجثث وقدم سيارة الكوارث التابعة لإدارة الإسعاف وعدم وجود البديل. [12] التوقف المفاجئ لنظم الاتصالات السلكية نتيجة للضغط الشديد عليها مما أدى إلى تعطل الاتصال بمكتب الشرطة بالمطار لمدة حوالي (9) دقائق .
التوصيات ثانيا-- تفعيل دور لجنة إدارة الأزمات الطارئة. أولا- ضرورة الاستفادة من الآليات الأمنية العالمية الخاصة بالتعامل مع حوادث سقوط الطائرات. ثانيا-- تفعيل دور لجنة إدارة الأزمات الطارئة. ثالثا- إجراء تدريبات عملية وبصفة دورية للوحدات المختصة.
خامسا- العمل على تحديث وتطوير المعدات والآلات المستخدمة رابعا- العمل على تحديث وتطوير المعدات والآلات المستخدمة في عمليات البحث والإنقاذ وذلك بصفة دورية. خامسا- العمل على تحديث وتطوير المعدات والآلات المستخدمة في عمليات البحث والإنقاذ وذلك بصفة دورية. سادسا ضرورة العمل على ربط مركز شرطة المطار مع غرفة عمليات شرطة الشارقة - بخط ساخن-- سابعا- التأكيد على ألا ينتقل إلى موقع الحادث من الأجهزة الشرطية إلا ذوي الاختصاص ووفقا للخطط الموضوعة تجنبا لما يسمى بالازدواجية في العمل. ثامنا-- توعية الجمهور عن طريق وسائل الإعلام مثلا بكفيفية التعامل مع مثل هذه النوعية من الحوادث حتى لا يتسبب في عرقلة عمل الأجهزة الشرطية.
الله ولي التوفيق