المحاضرة الخامسة النظريات العاملية في الذكاء (نظرية العوامل الطائفية – القدرات العقلية الاولية– (ثيرستون) )

أ.نظرية القدرات العقلية الأولية ( ثرستون) يعتبر ثرستون أحد العلماء البارزين, الذين كان لهم إسهاماتهم المتميزة في مجالات متعددة, فله جهوده البارزة في ميدان قياس الاتجاهات, وفي تطوير الأساليب الإحصائية, خاصة منهج التحليل العاملي. ويعتقد في نظريته أنه يمكن رد النواحي المختلفة للنشاط العقلي إلى عدد قليل من العوامل الطائفية, التي تدخل في العديد من مظاهر السلوك الإنساني. وبذلك أنكر ثيرستون وزملاؤه وجود العامل العام الذي يوجد في جميع مظاهر النشاط المعرفي, وأرجعوا ظهور هذا العامل العام في بحوث سبيرمان, إلى أخطاء في العينة التي طبقت عليها الاختبارات, والى طبيعة الاختبارات نفسها. والعامل الطائفي يدل على صفة مشتركة بين طائفة (أي مجموعة) من الاختبارات, بحيث لا تمتد هذه الصفة حتى تشمل جميع الاختبارات فتكون بذلك صفة عامة, ولا تضيق في .نطاقها , بحيث تكون قاصرة على اختبار واحد, فتصبح خاصة

مثال: مرادف كلمة شقيق: عم، أخ، خال، جد القدرات العقلية الأولية:: 1- قدرة الفهم اللفظي: القدرة على فهم اللغة بما في ذلك اشتقاق المعاني من الكلمات والتعبير عن الأفكار لفظياً، ويمكن قياسها باختبارات مثل المفردات والفهم والقراءة. مثال: مرادف كلمة شقيق: عم، أخ، خال، جد 2- طلاقة الكلمات: القدرة التي تعكس محصول الإنسان من مفردات اللغة التي يستخدمها في أفكاره ،تتمثل في اختبارات إنتاج الأضداد، وتكوين الكلمات ذات البدايات والنهايات المعينة في وقت محدد وما شابهها (تعتمد على كم الألفاظ لقضية معينة ). مثاله: إيجاد اكبر عدد ممكن من الكلمات التي تبدأ او تنتهي بحرف معين في زمن محدد. 3- القدرة العددية: وتتمثل بالقدرة على الأداء العقلي الذي يتسم بالسرعة والدقة في إجراء العمليات الحسابية،و سهولة التعامل مع الأعداد والرموز, مثل عمليات الجمع والطرح والضرب والقسمة والاستدلال الحسابي.

4- القدرة المكانية( التصور المكاني): وتعتمد على قدرة التصور البصري للأشكال في الحيز المكاني, سواء كانت الأشكال ثنائية (مسطحة) أو ثلاثية الأبعاد وكذلك تدوير الاشياء عقليا، وتقيسها اختبارات الأشكال الهندسية. 5- قدرة السرعة الإدراكية: يقصد بها القدرة على التعرف على الحروف أو الأرقام أو الرموز بسرعة وتمييز أوجه الشبه والاختلاف بين الأشياء،وتتمثل في سرعة إدراك التشابه والاختلاف بين الأشكال, وسرعة تصنيف الكلمات. 6- القدرة التذكرية: القدرة على تذكر مجموعة من الكلمات أو الحروف أو الارقام أو الرموز. كما تعني القدرة على التذكر الترابطي بين الاشياء التي ليس لها معنى. 7- قدرة الاستدلال العام: القدرة على ابتكار حلول المسائل. مثال: كيف يمكنك الحصول على 7 لترات من الماء إذا كان معك وعاءان أحدهما سعته 5 لتر والاخر سعته ثلاثة لتر؟

8- قدرة الاستدلال القياسي: يعني استخلاص النتائج وليس هناك ابتكار او اكتشاف. مثاله: هيثم أصغر من محمد و ناصر اكبر من محمد لذا فإن ناصر .......... من هيثم 9- قدرة الاستدلال الاستنتاجي والعلاقات: القدرة على أن يرى الشخص العلاقة بين شيئين أو فكرتين ويستخدم العلاقة بينهما . مثاله: تبحر السفينة ،كما ............. الطائرة. تميل ب- تعود ج- تطير د- تمشي

وقد أجرى ثرستون بحثا آخر على عينة من الأطفال, نشره عام 1941, وكان يهدف إلى التأكد, مما إذا كانت العوامل التي اكتشفها في بحثه السابق توجد أيضاً عند الأطفال, وقد استخدم في هذا البحث ستين اختبارا, وبعد حساب معاملات الارتباط وتحليلها عمليا, توصل ثرستون إلى نفس العوامل السابقة تقريبا. لاحظ ثيرستون أن العوامل التي استخلصها من عينة التلاميذ الصغار، كانت أقل استقلالاً من العوامل التي استخرجت من عينة الطلاب الجامعيين. لذلك قام بإجراء تحليل عاملي من الدرجة الثانية، عن طريق حساب معاملات الارتباط بين العوامل الأولية ثم تحليلها. وقد توصل من ذلك إلى عامل تشترك فيه هذه القدرات العقلية الأولية، يمكن تسميته بقدرة القدرات أو الذكاء. وهكذا نجد أن ثرستون لم يكن يعترف في المراحل الأولى لنظريته بوجود عامل عام، إلا أنه عاد بعد ذلك فأعترف بوجود عامل عام من الدرجة الثانية.