مقدمة في تخريج الأحاديث

Slides:



Advertisements
عروض تقديميّة مشابهة
المهارات اللغوية تقديم : احمد مخلص.
Advertisements

المحاضرة الخامسة النظريات العاملية في الذكاء
المدخل إلى الثقافة الإسلامية
دور المعلومات العلمية والرسمية وعلاقتها
هى مادة يفرزها مخ الانسان والحيوان بكميات قليلة
أشهر طرق التخريج الطريقة الثالثة تخريج الحديث من خلال موضوع متن الحديث
سورة التين.
المملكة الأردنية الهاشمية وزارة العدل
ميمونة بنت الحارث الهلالية رضي الله عنها
اولاً: الشركات. تجربة معهد نورين لإعداد معلمات القرآن الكريم بالرياض للتميز في معيار الشراكات والموارد.
أشهر طرق التخريج الطريقة الرابعة تخريج الحديث من خلال إسناد الحديث
الوحدة الثانية‘ الحياء وعمل القلب.
قواعد أخرى في الاستدلال
أحكام النجاسة.
مادة النحو 4 ARAB 415.
مادة النحو 4 ARAB 415.
أصول التفسير أسباب اختلاف المفسرين.
ثانيًا: تحرير التلخيص العلمي
قصة الأراشي.
الحديث ومصطلحه.
ج1-1- السؤال عما ينفع س1-اختر الإجابة الصحيحة فيما يلي:
القرآن الكريم والقراءات
الجامعة المستنصرية / الكلية الآداب القسم: الانثروبولوجيا والاجتماع
الناقض الثالث والرابع الأستاذ أبو يوسف منتدى التربية والتعليم بالمدينة المنورة لا تنسونا من صالح دعائكم الأستاذ أبو يوسف منتدى التربية والتعليم بالمدينة.
حقوق النبي صلى الله عليه وسلم
الأجور العظيمة.
الأجور العظيمة.
الرموز المتعارف عليها عالميا وما تشير إليه:
العقيدة وأهميتها.
الفصل الرابع الدافعية Motivation المحاضرة رقم ((19.
الوحدة الأولى القراءة الإعلامية.
التسلسل: 22ــ 26 اسم المادة:محاضرات في منهج البحث التاريخي
هى مادة يفرزها مخ الانسان والحيوان بكميات قليلة
قواعد في صفات الله تعالى
الأصل الثاني: الإيمان بالملائكة
كيفية التعامل مع النص المقروء
االواحدة الرابعة ‘ الأسلوب اللغوي 13.
نبذة تعريفية عن علم القراءات.
تطبيقات.
الدرس الاول : مصادر المعلومات مصادر المعلومات الوثائقية
الفصل الدراسي الثاني 1440هـ
بسم الله الرحمن الرحيم ثواب العمل الصالح ”الأذان و الإقامة“
الموضوع : استراتيجية الكتابة الفن الكتابي ( كتابة مذكرات يومية )
في مادة التربية الإسلامية للصف الخامس
الوحدة الأولى.
خامسًا: كلمات الشكر والتهنئة
Prof. Dr. İSMAİL ÇALIŞKAN ANKARA Öğr. Yılı, Güz dönemi
لماذا نقرأ.
الحديث الأول.
اعداد: ا.م.د. محمد سراج الدين قحطان
الناقض الأول الأستاذ أبو يوسف منتدى التربية والتعليم بالمدينة المنورة
طريقة كتابة المراجع في نهاية البحث وفق نظام الجامعة
بسم الله الرحمن الرحيم الفقه الصف الخامس الابتدائي 1.
الحديث الثاني.
حرص الرسول على هداية أمته عناية الرسول بتعليم أمته
الادارة الاتصالات عبارة عن تبادل المعلومات بين الأفراد بواسطة الوسائل الشفهية و غير الشفهية و ذلك للتأثير على السلوك و تحقيق النتائج المطلوبة". - و عرفّـه.
أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا صلاة الفجر.
الزيارة الصفية مفهومها وأهدافها
الأستاذ أبو يوسف منتدى التربية والتعليم بالمدينة المنورة
جامعة بغداد كلية العلوم الاسلامية قسم العقيدة والفكر الاسلامي
المقرر:- علم الحديث النبوي/ المرحلة الاولى
جامعة بغداد كلية العلوم الاسلامية قسم العقيدة والفكر الاسلامي
اعداد: ا.م.د. محمد سراج الدين قحطان
اعداد: ا.م.د. محمد سراج الدين قحطان
الاقتباس: هو احد وسائل جمع البيانات للمادة العلمية ويكون الاقتباس متماشيا مع خطوات صياغة البحث حيث يتم استخدام المادة المقتبسة خلال صياغة المادة من قبل.
الكفر الأصغر الأستاذ أبو يوسف منتدى التربية والتعليم بالمدينة المنورة
مقدمة في إدارة مصادر المعلومات
التفسير الموضوعي للمصطلح القرآني :
الإنترنت .. مصدراً للمعلومات
ترتيب مدرس المساق: د. أحمد إدريس عودة
نسخة العرض التّقديمي:

مقدمة في تخريج الأحاديث ترتيب مدرس المساق: د. أحمد إدريس عودة

* أولًا: تعريف التخريج لغة واصطلاحًا: 1- تعريف التخريج لغة: كلمة مأخوذ من الأصل الثلاثي (خرج)، الخاء والراء والجيم أصلان: - الأول: النفاذ عن الشيء، يقال: فلان خريج فلان، إذا كان يتعلم منه كأنه هو الذي أخرجه من حد الجهل. - والثاني: اختلاف لونين، فالخرج لونان بين سواد وبياض، يقال: أرض مخرَّجة، إذا كان نبتها في مكان دون مكان. 2- إطلاقات لفظ (التخريج) العامة: يطلق لفظ (التخريج) في اللغة، ويراد به معانٍ عدّة: أ. التدريب، يقال: تخرج الطالب من المعهد، أي أكمل تدريبه وتعليمه فيه. ب. الاستنباط، يقال: استخرج الحكم من آية أو حديث، أي استنبطه. ج. التوجيه، يقال: خرَّج المسألة. أي بيَّن وجهًا لها. د. الإظهار والإبراز، يقال: خرَّج الحديث، أي أظهره للناس بذكر مخرجه، أي ذكر رجال إسناده، وهذا أقرب المعاني لتعريف التخريج في اصطلاح المحدثين. 3- إطلاقات لفظ (التخريج) الخاصة: يطلق لفظ (التخريج) عند المُحدِّثين، ويراد بها معانٍ عدَّة: أ. الإخراج والإظهار والإبراز، أي إظهار الحديث وإبرازه بذكر مخرجه، وذلك بذكر رجال إسناده. ب. الاستخراج، أي استخراج الحديث من بطون الكتب وروايتها بأسانيد. ومنه كتب المستخرجات. ج. الدلالة على مصادر الحديث الأصلية، أي عزوها إلى من أخرجها من أصحاب الكتب الأصول، وهذا المعنى الذي شاع بين المُحدِّثين وكثر استعماله في القرون المتأخرة، وهو أقرب المعاني لتعريف التخريج اصطلاحًا.

4- التخريج اصطلاحًا: هو الدلالة على موضع الحديث في مصادره الأصلية التي أخرجته بسنده، ثم بيان مرتبته عند الحاجة * شرح التعريف: - "الدلالة على موضع الحديث": أي ذكر المؤلفات التي يوجد فيها هذا الحديث، كقولنا مثلًا: "أخرجه البخاري في صحيحه"، أو "أخرجه النَّسائي في سننه"، أو "أخرجه أحمد في مسنده"، أو "أخرجه الطبراني في معجمه". - "المصادر الأصلية": أي الكتب التي خَرّج فيها مُصنِّفُوها الأحاديثَ بأسانيد مستقلة عن شيوخهم، كــ "الكتب الستة". - "ثم بيان مرتبته عند الحاجة" أي بيان مرتبة الحديث من الصحة والضعف وغيرها إذا دعت الحاجة. وهذه زيادة ذكرها د. محمود الطحان، ولعل السبب: ما شاع قديمًا في كتب التخريج من إيراد أقوال أهل العلم في الحكم على الأحاديث أحيانًا، والكلام على الرُّواة. مع العلم أن تعريف (التخريج) اصطلاحًا دون هذه الزيادة هو الأنسب، والسبب: 1- إنَّه من الضروري عند صياغة أي تعريف أن يكون واضحًا جامعًا مانعًا، يمنع من اختلاط العلوم بعضها ببعض، فعلم تخريج الحديث هو علم مستقل يختلف عن علم دراسة الأسانيد، وغاية علم التخريج هي عزو الحديث إلى موضعه، بينما غاية دراسة الأسانيد هي الحكم على الأحاديث وبيان مرتبتها من الصحة والضعف. 2- إن د. الطحان في شرحه للتعريف قال: "المراد بـبيان مرتبته عند الحاجة: أي بيان رتبة الحديث من الصحة والضعف وغيرها إذا دعت الحاجة. لذلك فليس بيان المرتبة إذن شيئًا أساسيًا في التخريج، وإنَّما هو أمر متمم يؤتى به عند الحاجة إليه"..... وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا يوضع في التعريف؟!.

* ثانيًا: نشأة علم التخريج: علم التخريج من علوم الحديث المتأخرة؛ لأن الحاجة إليه جاءت متأخرة: 1- قديمًا: كانوا العرب وأهل الحديث خاصة يروون الأحاديث بأسانيدهم، ويحفظون الطرق والأسانيد والاختلاف بينها، فلمَّا صنَّفوا الكتب صنَّفُوها على هذا النحو، أي: أسندوا الأحاديث، وأسندوا الآثار، بل وأسندوا فتاوى التابعين، وأسندوا حتى أقوال الأئمة ومن جاء بعدهم، بل وحتى الأشعار. فقد تميز العرب بثلاثة: الإسناد، والأنساب، والإعراب. لذا لم يكن هناك حاجة لمن يطالع هذه الكتب للبحث عن شيء آخر، فأمامه الأسانيد، وعنده أسماء الرِّجال، وعلم معرفة أحوال الرَّجال متوفر في ذلك العصر. يشهد لذلك أقوال الأئمة في هذا المجال، ومنها: أنه ذكر عن الإمام أحمد بن حنبل أنه كتب ألف ألف حديث، أسقط منها ثلاثمائة ألف حديث، وخرج في مسنده من سبعمائة ألف حديث. وقال يحيى بن معين: "كتبت بيدي ألف ألف حديث»، - وقال البخاري: "أحفظ مائة ألف حديث صحيح، ومائتي ألف حديث غير صحيح«، وقال مسلم: "صنفت هذا المسند الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة«، وقال أبو داود السجستاني: "كتبت عن رسول الله  خمسمائة ألف حديث انتخبت منها ما ضمنته كتاب السنن«، وقال الحاكم: "كان الواحد من الحفاظ يحفظ خمسمائة ألف حديث«، وقال إسحاق بن راهويه: "أعرف مكان مائة ألف حديث ، كأني أنظر إليها ، وأحفظ منها سبعين ألف حديث من ظهر قلبي صحيحة ، وأحفظ أربعة آلاف حديث مزورة، فقيل : ما معنى حفظ المزورة؟، قال: "إذا مر بي منها حديث في الأحاديث الصحيحة فليته منها فليًا«، وسئل أبو زُرعة الرازي عن رجل حلف بالطلاق أن أبا زُرعة يحفظ مائتي ألف حديث هل حنث؟، قال: "لا"، ثم قال أبو زُرعة: "أحفظ مائتي حديث كما يحفظ الإنسان (قل هو الله أحد)، وفي المذاكرة ثلاثمائة ألف حديث".

2- ثم بعد اتساع دائرة الإسلام، وتوسع دوائر التصنيف: احتاج الناس إلى كتب في الفقه، وفي أصول الفقه، وأخرى في العقيدة، وكذلك اللغة، وفي التربية والسلوك والرقائق، وغيرها.... وكل من كتب ويكتب وسيكتب في هذه العلوم لابد له أن يستشهد بالقرآن الكريم وبأحاديث الرسول . ولو أن المستشهد بالآية أو الحديث توسع عند استشهاده، لخرج عن مقصود كتابه، لذا اختصروا في الاستشهاد، فاقتصر بعضهم على ذكر موضع الشاهد فقط، وبعضهم جاء بالأحاديث، مجردة عن التخريج، مجردة عن التصحيح والتضعيف، وكثر هذا النوع من التصنيف. ولكن ظهرت مشكلة بعد ذلك، هي: أنَّه وجدت كتب في علوم شتى من تفسير وفقه ولغة.. فيها نصوص من حديث رسول الله  يقرأها القارئ من غير أهل العلم بالحديث فلا يعرف موضعها من كتب السُّنَّة، ولا يعرف موقعها من الصحة والضعف، ولا يعرف غريب كلماتها، ولا يعرف ألفاظ رواياتها.... فحينئذ وجدت الحاجة إلى بيان ذلك لمن أراد أن ينتفع بهذه الكتب ما دام ليس من أهل الحديث، وليس من طلابه، لذا انبرى جماعة من أهل العلم لتخريج الأحاديث الواردة في الكتب المختلفة، وكان همهم الكشف عن أصل الحديث؛ أي بيان من خرَّجه من أصحاب الكتب الأصلية، وذكر رجال إسناده، وإن احتاج الأمر ذكر حاله من حيث الصحة والضعف، ونشأ علم تخريج الأحاديث، وظهرت كتب التخريج والتي خدمت العلوم المختلفة. وكانت قاعدة عند علماء التخريج ذكرها الإمام الزيلعي في "نصب الراية" تقول: أن المُخرّج همّه أصل الحديث، والفقيه همّه لفظ الحديث.

* ثالثًا: أهمية علم التخريج: علم التخريج من أهم العلوم، يحتاجه كل مشتغل بالعلوم الشرعية، الفقيه، والمفسر، والواعظ، والخطيب، وطالب العلم، وذلك: لانتقاء الأحاديث اللازمة للاستدلال بها. وتزداد أهميته للأمور الآتية: 1- انتشار المُصنَّفات في الحديث والتفسير والتاريخ...، والتي تعتمد على الرواية بالأسانيد. 2- كثرة المُصنَّفات الفقهية التي تذكر طرف الحديث الذي يشهد للحكم الفقهي. 3- قلة العناية بحفظ الأسانيد ووجوه الرواية في العصور المتأخرة. * رابعًا: فوائد التخريج: منها: 1- معرفة مكان وجود الحديث. 2- معرفة هل الحديث متواتر أم آحاد؟!، وذلك بجمع الطرق. 3- معرفة الأسانيد هل متصلة أم منقطعة؟!، وذلك بمقارنة الأسانيد. 4- يساعد في الحكم على الحديث بمجموع الطرق، فالحديث قد يرتقي، فالضعيف (ضعفاً خفيفاً) يرتقي إلى الحسن لغيره, والحسن إلى صحيح لغيره. 5- معرفة أحكام الأئمة على الحديث. 6- معرفة الرَّاوي المُهمل، وهو من يُذكر اسمه في السند أو المتن دون تمييز، فيقال مثلًا: محمد, عبد الله.. 7- معرفة الراوي المبهم، وهو من لم يذكر اسمه في السند أو المتن، فيقال مثلًا: رجل, أعرابي, عمه..

8- البحث عن زوال عنعنة المدلس, ومعالجة مشاكل الاختلاط 8- البحث عن زوال عنعنة المدلس, ومعالجة مشاكل الاختلاط. 9- معرفة زيادة الروايات أو نقصها، وبيان معنى الغريب، وبيان المدرج، وبيان الرِّواية الشاذة، وبيان أخطاء الرُّواة والنساخ، وغير ذلك 10- معرفة الوجوه المختلفة لرواية الحديث مما يساعد في الاستنباط الصحيح للأحكام الفقهية. 11- تصويب النص من التصحيف والتحريف.. مع العلم أن: التصحيف والتحريف مترادفان عند أهل الحديث. لكن الحافظ ابن حجر فرق بينهما كما يلي: - التصحيف: إذا كان التغيير في النقط. (الحروف) مثال: حديث: }أن النبي  احْتَجَر في المسجد{. صُحِّف هذا الحديث فقيل (احتجم) بدل (احتجر). - التحريف: إذا كان التغيير في الشكل، أي الضبط بالحركات والسكنات. مثال: سَليم وسُليم .

* خامسًا: أشهر كتب التخريج: قام العلماء بتصنيف كثير من كتب التخريج، والتي خدمت السنة النبوية، ومن أشهر تلك الكتب: 1- في العقيدة، مثال: كتاب تخريج أحاديث شرح العقيدة الطحاوية للألباني،، وهو تخريج لأحاديث شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي. 2- في التفسير وعلوم القرآن، مثال: كتاب تخريج أحاديث تفسير الكشاف للزيلعي،، وهو تخريج لأحاديث الكشاف للزمخشري. 3- في الحديث الشريف، مثال: كتاب تخريج أحاديث المشكاة للألباني،، وهو تخريج لأحاديث مشكاة المصابيح للتبريزي. 4- في أصول الفقه، مثال: كتاب تحفة المحتاج لابن الملقن،، تخريج لأحاديث كتاب المنهاج للبيضاوي. 5- في الفقه، مثال: كتاب نصب الراية للزيلعي،، وهو تخريج لأحاديث كتاب الهداية للمرغيناني، كتاب في الفقه الحنفي. 6- في التصوف والأخلاق، مثال: كتاب إخبار الأحياء بأخبار الإحياء للعراقي،، وهو تخريج لأحاديث كتاب الإحياء للغزالي. 7- في النحو والصرف، مثال: كتاب فالق الإصباح في تخريج أحاديث الصحاح للسيوطي،، وهو تخريج لأحاديث كتاب الصحاح للجوهري. 8- في موضوعات أخرى، مثال: كتاب تخرج أحاديث مشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام للألباني.

* سادسًا: الكتب التي يصح العزو إليها في التخريج: مصادر الحديث الأصلية: وهي الكتب التي خَرَّج فيها مُصَنِّفوها الأحاديث بأسانيد مستقلة عن شيوخه، مثال: صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وكذلك باقي الكتب الستة. بينما كتاب رياض الصالحين، كتاب الأربعين النووية، وكتاب بلوغ المرام من أدلة الأحكام لابن حجر، وكتاب الجامع الصغير للسيوطي... وغيرها ليست كتباً أصلية، لأن مُصَنِّفوها لا يروون الأحاديث بأسانيد مستقلة عن شيوخهم. ومصادر الحديث الأصلية التي يصح العزو إليها كثيرة، منها: 1- الجوامع: كتب حديثية مرتبة على الأبواب, تشتمل على أحاديث في جميع أبواب الدِّين الثمانية، وهي: العقائد, الأحكام, السير, الآداب, التفسير, الفتن, أشراط الساعة, المناقب. مثل صحيح البخاري، وصحيح مسلم. 2- السنن: كتب حديثية مرتبة على الأبواب، تشتمل على أغلب أبواب الدين, وتركز على أحاديث الأحكام. مثل: السنن الأربعة؛ سنن النَّسائي، وسنن الترمذي، وسنن أبي داود، وسنن ابن ماجه. 3- المُصنَّفات: كتـب حديثيـة مرتبـة على الأبـواب، تشتمل على الأحاديـث المرفوعـة والموقوفـة والمقطوعـة. مثل: مصنف عبد الرزاق الصنعاني. - ملاحظة: الموطآت كموطأ مالك كالمُصنَّفات وتختلف في التسمية فقط. 4- المستخرجات: جمع مستخرج، وهو كتاب حديثي خَرَّج فيه مُصَنِّفُه أحاديث كتاب حديثي آخر بأسانيد لنفسه من غير طريق صاحب الكتاب الأصلي بحيث يلتقي معه في شيخه أو شيخ شيخه. مثل: مستخرج أبي نُعَيْم الأصبهاني على صحيح مسلم.

5- المستدركات: جمع مستدرك، وهو كتاب حديثي يجمع الأحاديث التي تكون على شرط أحد المُصَنِّفين ولم يخرجها في كتابه. مثل: المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري. 6- المسانيد: كتب حديثية جُمعت فيها أحاديث كل صحابي في مكان واحد سواء كانت صحيحة أو حسنة أو ضعيفة دون التقيد بوحدة الموضوع. مثل: مسند الإمام أحمد. 7- الطبقات: كتب صُنِّفَت في التراجم، واعتنى أصحابها في جمع مادتها العلمية بالرواية بالأسانيد، مما أدى إلى وجود كثير من الأحاديث والآثار في ثنايا تلك التراجم. مثل: كتاب الطبقات الكبرى للحافظ محمد بن سعد. 8- المعاجم (المشيخات): كتب جُمعت فيها الأحاديث على ترتيب شيوخ المُصَنِّف، والغالب أنَّها مرتبة على حروف الهجاء. كالمعجم الأوسط والصغير للطبراني. 9- الأجزاء الحديثية: كتب حديثية جمع فيها مُصنِّفوها الأحاديث المروية عن رجل واحد، مثل: حديث أبي هريرة . أو في موضوع واحد، مثل: جزء رفع اليدين في الصلاة للإمام البخاري.

- س) هل هناك مُصَنَّفات حديثية لا تعتبر مصادر أصلية؟ نعم - س) هل هناك مُصَنَّفات حديثية لا تعتبر مصادر أصلية؟ نعم... كل مُصنَّف لا يروي فيه مُصنِّفُه الأحاديث بأسانيد مستقلة عن شيوخه لا يعتبر مصدرًا أصليًا، مثال: كتب الشروح، والمختصرات، وكتب التخريج، وكتب المجامع، وكتب الزوائد. أ. المجامع أو المجاميع: كتب حديثية جمع فيها مُصنِّفوها أحاديث كتب حديثية عدّة، ورتبت على ترتيب تلك المصنفات. مثال: جامع الأصول من أحاديث الرسول لابن الأثير الجزري. جمع فيه أحاديث صحيحي البخاري ومسلم وسنن أبي داود والترمذي والنسائي وموطأ مالك. ب. الزوائد: كتب حديثية جمع فيها مُصنِّفوها الأحاديث الزائدة في بعض كتب الحديث على كتب أخرى. مثال: مَجْمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي. جمع فيه الأحاديث الزائدة على الكتب الستة في مسند أحمد وأبي يَعْلى الموصلي، والبزار، والمعاجم الثلاثة الكبير والأوسط والصغير للطبراني. - س) هل المصادر الأصلية تقتصر على المُصَنَّفات الحديثية فقط، أم هناك مصادر أصلية في موضوعات أخرى؟ لا تقتصر المصادر الأصلية على المُصَنَّفات الحديثية فقط. بل ينضم إليها الكتب المُصَنَّفة في موضوعات أخرى كالتفسير، والفقه، والتاريخ، والصحابة، والشمائل، والقراءات، ومختلف الحديث، وغيرها... لكن بشرط: أن يروي مُصَنِّفوها الأحاديث بأسانيد مستقلة عن شيوخهم، أي: أن لا يكون المُصنِّف ناقلًا للحديث من مصنفات أخرى قبله... ومن أمثلة المصادر الأصلية في موضوعات أخرى: كتاب الأم وكتاب الرسالة للشافعي، وتاريخ الطبري، وتفسير الطبري.

- س) هل يجوز عزو الأحاديث إلى مصادر أصلية في موضوعات أخرى كالتفسير والفقه والتاريخ...وغيرها؟ لا، إلا في حالة واحدة فقط هي: عدم وجود كتاب حديثي أصلي خرَّج الحديث (إما لفقده أو عدم وصوله إلينا). - س) ما ضوابط ما يعتبر في التخريج وما لا يعتبر؟، أو ما ضوابط المصادر الأصلية التي يجوز أن نعزو إليها الأحاديث؟ 1- أن يكون لها إسناد مستقل لمؤلفيها إلا إذا فقد الكتاب الأصل أو لم يصلنا فإنَّه يمكن العزو إلى كتاب أشار إلى الحديث 2- لا يصح التخريج مطلقاً من الدوريات "المجلات"، أو "اليوميات"، أو "الجرائد"، أو الكتب التي لا يعتد بها علماء الحديث. 3- لا يصح عزو الحديث إلى من ليس من أهل الحديث- وإن جل- كعظماء المفسرين والفقهاء...، لأنهم لم يعتنوا بضبط التخريج، وتمييز الصحيح من غيره، فقد وقع كثير منهم في رواية الأحاديث الضعيفة والموضوعة رغم جلالته. مع العلم أن: الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي وقعت في بعض كتب عظماء المفسرين والفقهاء لا تقدح في جلالتهم وجلالة كتبهم. والسبب: أ- هذه الأخطاء الحديثية وقعت في كتبهم من غير قصد، فهم غير متخصصين في علوم الحديث. ب- هم مجتهدون، وليس من شرط المجتهد الإحاطة بكل الأحاديث، فلا نحكم بفساد الكتاب لخطأ وقع فيه صاحبه.

* سايعًا: مراحل التخريج: 1- تحديد الطريقة المستخدمة في التخريج: فيختار الباحث أقصر الطرق للوصول إلى الحديث في بطون الكتب الأصلية، وأشهر هذه الطرق: أ. من خلال المتن: من خلال أي لفظة في المتن ب. من خلال المتن: من خلال أول لفظة في المتن ج. من خلال المتن: من خلال موضوع الحديث. د. من خلال السند: من خلا معرفة راوي الحديث من الصحابة. هـ. من خلال إحدى صفات السند أو المتن. 2- الرجوع إلى الكتب المناسبة للطريقة المراد التخريج من خلالها. أ. للتخريج من خلال أي لفظة في متن الحديث نرجع إلى كتب عدّةَ من أهمها: المعجم المفهرس. ب. للتخريج من خلال أول لفظة في متن الحديث نرجع إلى كتب عدَّة من أهمها: موسوعة الأطراف. ج. للتخريج من خلال موضوع الحديث نرجع إلى كتب عدَّة من أهمها: مفتاح كنوز السنة. د. للتخريج من خلال معرفة راوي الحديث نرجع إلى كتب عدَّة من أهمها: نرجع إلى تحفة الأشراف. هـ. التخريج من خلال إحدى صفات السند أو المتن نرجع إلى كتب عدَّة بحسب الصفة. 3- استخراج الحديث من المصادر الأصلية؛ بعد التأكد من دقة العزو. 4- صياغة التخريج. (ستأتي)

* ثامنًا: قواعد التخريج: - القاعدة الأولى: التأكد من الحديث المراد تخريجه من المصدر الأصلي: يجب التأكد من صحة نسبة المصادر المساعدة للحديث في المصادر الأصلية, فقد يحدث التباس، والتأكد يكون من: أ. الراوي الأعلى: فقد يتفق الحديث في اللفظ والمعنى مع اختلاف الصحابي فالحديث يكون شاهداً. ب. متن الحديث لفظاً ومعنى: فقد يختلف اللفظ والمعنى لنفس الصحابي فيكون حديثاً آخر للصحابي. - القاعدة الثانية: عزو الحديث (التوثيق): اسم الكتاب والمؤلف...، كتاب:..., باب: .....، ج/ص/ح، المحقق...، الطبعة...، السنة...، دار النشر.... مع العلم أن: أ- طريقة التوثيق اجتهادية، قد تختلف من باحث لآخر. ب- المعلومات تذكر كاملة عند توثيق المرجع أول مرة، ثم يمكن الاكتفاء بأهم المعلومات: اسم الكتاب، كتاب: ، باب، الحديث والجزء والصفحة. - القاعدة الثالثة: صياغة التخريج: صياغة التخريج فن دقيق، يدل على دقة الباحث وحسن فهمه وعلمه، ويجب أن يراعى فيها عدة أمور.

* الأمور التي يجب مراعاتها عند صياغة تخريج الحديث: 1- مقارنة متن الحديث، وإثبات الفروق بين الرِّوايات بكلمات مختصرة على النحو التالي: - بلفظه أو بمثله: عند الاتفاق التام في اللفظ، أو الاختلاف في أحرف يسيرة. - بنحوه: عند الاختلاف اليسير في كلمات قليلة. - بمعناه: عند الاتفاق في المعنى وإن اختلف اللفظ. - مختصراً: عند وجود اختصار في رواية. - مطولاً: عند وجود طول في رواية. - فيه زيادة: عند وجود لفظة أو عبارة زائدة أفادت معنى جديدًا. - فيه قصة: عند وجود قصة في رواية. 2- ذكر المتابعات ثم الشواهد: أ. تعريف المتابعة والشاهد: - المتابعة: ورود الحديث من طريق آخر عن نفس الصحابي. - الشاهد: ورود الحديث من طريق صحابي آخر. ب. أهمية المتابعة والشاهد: تساعد على تقوية الحديث. ج. للوقوف على المتابعات والشواهد نرسم شجرة الإسناد، والتي لها فوائد عدّة، منها: تسهل الوصول إلى المتابعات والشواهد، وخاصة المتابعات، تساعد في التعرف على مواطن القوة والضعف في الإسناد، تساعد في التعرف على من عليه (مدار الحديث): وهو الرَّاوي الذي تلتقي عنده طرق الحديث، والذي يؤثر في الحكم على إسناد الحديث.

3- الإشارة إلى مواضع العلل في الرَّوايات 3- الإشارة إلى مواضع العلل في الرَّوايات. 4- الإشارة إلى حكم الحديث: إذا وجد الباحث أحكاماً للعلماء يذكرها، مع أن الحكم على الحديث وهو علم مستقل، ولكن للفائدة. 5- ترتيب مصادر التخريج: أ. حسب وفاة المُصنف: أخرجه مالك وعبد الرزاق وأحمد والبخاري ومسلم.. ب. حسب أهميتها: فنبدأ بالكتب الستة ثم نرتب الباقي على الوفاة. 6- الاختصار والتفصيل: أ. الاختصار: إذا كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما، وإذا كان الحديث متواترًا، وإذا كانت المناسبة لا تحتمل التفصيل كخطبة أو محاضرة. ب. التفصيل: في البحث العلمي، وعند التحقق من المسائل العلمية، وفي بيان العلل، وعند الاستدلال في الأحكام الفقهية. 7- بيان معاني الألفاظ الغريبة في الحديث، وذلك بالرجوع إلى كتب غريب الحديث. مثال: النهاية في غريب الحديث لابن الأثير. 8- ضبط الأعلام الواردة في سند أو متن الحديث، وذلك بالرجوع إلى كتب الرِّجال أو الكتب المختصة بضبط الأعلام. مثال: كتاب المغني في ضبط أسماء الرجال لابن طاهر الهندي، والأنساب للسمعاني.