اهداف التربية الاسلامية

Slides:



Advertisements
عروض تقديميّة مشابهة
المهارات اللغوية تقديم : احمد مخلص.
Advertisements

وحدة الهدف وهو القضاء على الرسول صلى الله عليه وسلم ودعوته
المدخل إلى الثقافة الإسلامية
*إدارة الصراع فى المنظمات*
برضاَ اللّهِ تعالى، والفوزَ بالخلودِ في الجنّةِ لأنهم سبقونا في الإسلامِ، وفي نصرةِ الرّسولِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ أبو بكرٍ الصّديقِ - عليٌ بن أبي.
هى مادة يفرزها مخ الانسان والحيوان بكميات قليلة
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وزارة التربية الوطنية
من عجائب القرآن الكريم.
الجنايات.
سورة التين.
روي أن الأحنف بن قيس كان جالساً يوما فجال في خاطره قوله تعالى
الوحدة الثانية‘ الحياء وعمل القلب.
المحاضرة الثالثة الأهداف الخاصة specifec objectives أهداف الوحدة الدراسية – الأهداف الإجرائية السلوكية مراجع المحاضرة : 1 – كتاب المناهج المعاصرة :
التعليم الفني(التقني) والتدريب المهني
بيئتي مرآة لشخصيتي.
الدرس الأول: تفسير سورة الصف من الآية (1) إلى الآية (4)
في ما روي، أن أحداً أتى رسول صلى الله عليه وآله وسلم فسأله...
بسم الله الرحمن الرحيم.
أمثلة لبعض صفات الله تعالى معانيها.
الأستاذ : عوض بن محمد القحطاني
التقويم التشخيصي المؤسسي للمدرسة
الدرس الأول : صلاة الجمعة وأثرها في ترابط المجتمع
مفهوم الوحدة التدريبية
تفسير سورة آل عمران من آية ( 164 : 168 ).
النظرية اليابانية (نظرية Z) الدكتورة مكية كريدي بنيان
تفسير سورة البقرة من آية ( 21 : 25 ).
الجامعة المستنصرية / الكلية الآداب القسم: الانثروبولوجيا والاجتماع
تفسير سورة آل عمران من آية ( 102 : 108 ).
بعض الدروس المهمة لعامة الأمة
( الأنشطة والوسائل التعليمية ) إعداد الطالبتين :
الناقض الثالث والرابع الأستاذ أبو يوسف منتدى التربية والتعليم بالمدينة المنورة لا تنسونا من صالح دعائكم الأستاذ أبو يوسف منتدى التربية والتعليم بالمدينة.
حقوق النبي صلى الله عليه وسلم
عقائد الأمم الضالة في معبوداتهم.
ادعاء حق التشريع والتحليل والتحريم
العقيدة وأهميتها.
المحاضرة الثامنة مرحلة المهد 2.
بسم الله الرحمن الرحيم مفاتيح الخـير و الشـر.
هى مادة يفرزها مخ الانسان والحيوان بكميات قليلة
قواعد في صفات الله تعالى
الموضوع : الفهم القرائي
تفسير سورة النساء من آية ) 131– 135).
برنامج نحو مجتمع آمن.
مفهوم صعوبات التعلم.
الأستاذ أبو يوسف منتدى التربية والتعليم بالمدينة المنورة
الركن الثاني رجاء الله.
الموضوع : استراتيجية الكتابة الفن الكتابي ( كتابة مذكرات يومية )
بسم الله الرحمن الرحيم توحيد للصف الخامس الابتدائي
معنى الصحة النفسية المفهوم السلبي للصحة النفسية : هي السلامة من أعراض المرض النفسي أو العقلي . هذا المفهوم يلقى قبولا في ميادين الطب النفسي . المرض النفسي.
تحديد الأهداف الباب الثاني – الفصل الثاني
ظهور البدع فى حياة المسلمين وأسبابها
تفسير سورة البقرة من آية ( 106 : 110 ).
توحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية
أصول الإيمان الأصل الأول: الإيمان بالله. الأول: وجود الله تعالى:.
لماذا نقرأ.
الدرس الأول الشرك تعريفه ـ أنواعه
هدف التربية العام تهيئه الفرص المناسبة لمساعده الإفراد
الناقض الأول الأستاذ أبو يوسف منتدى التربية والتعليم بالمدينة المنورة
عناصر العلم الحصول على قدر من المعرفة للحقائق الطبيعية.
تفسير سورة البقرة من آية ( 177 : 179 ).
تخطيط وتنمية الموارد البشرية
هل تريد أن تطهر نفسك وتزكيها؟
ادراة الصف في الروضة.
كــم وزنــك؟؟ 50 كيلو 70 كيلو 90 كيلو لا .. لا ... لا
توزيع الدرجات دوري أول عشر درجات دوري ثاني عشر درجات
الزيارة الصفية مفهومها وأهدافها
العوامل المؤثرة على دوافع الفرد
14 عملا ينجي من النار أخوكم... عبدالله بوعركم.
للحوار بين أتباع الأديان والثقافات؛
جامعة بغداد كلية العلوم الاسلامية قسم العقيدة والفكر الاسلامي
التمسك بالسنة وزارة التربية المركز الإقليمي لتطوير البرمجيات التعليمية
نسخة العرض التّقديمي:

اهداف التربية الاسلامية يقصد بالهدف لغة " كل شيء مرتفع من منشأ أو جبل ويقال : أهدف على التل أي أشرف عليه " ، اصطلاحاً : الهدف التربوي هو " التغير المرغوب الذي تسعى العملية التربوية - أو الجهد التربوي - إلى تحقيقه سواء في سلوك الفرد وفي حياته الشخصية ، أو في حياة المجتمع وفي البيئة التي يعيش فيها الفرد أو في العملية التربوية نفسها

اختلف علماء التربية والباحثين في تصنيف أهداف التربية الإسلامية ، إلا أنهم جميعاً أكدوا على ما يلي: تكامل أهداف التربية الإسلامية وشمولها جوانب عديدة في حياة الإنسان . تأكيدها على مفهوم الإنسان الصالح ، اهتمامها بالحياة الدنيا والآخرة معاً . استيعابها لمحاور ثلاثة أساسية (الفرد ، المجتمع ، الأمة) . تجمع بين الثابت والمتغير في ، تبقى هناك أهداف أساسية ثابتة لا تتغير مع مر الزمان ، مع وجود مساحة من المرونة تسمح باشتقاق أهداف جديدة تتلاءم مع واقع الأفراد في عالم متغير ، وسد حاجاتهم بما لا يتعارض مع الأصول الشرعية . ويمكن تحديد أهداف متدرجة للتربية الإسلامية على النحو التالي :

اهداف التربية الاسلامية بناء المجتمع الفاضل تكوين الإنسان المسلم بناء الأسرة المتماسكة بناء الأمة الإسلامية

أولاً : تكوين الإنسان المسلم : تهدف التربية الإسلامية إلى تكوين الإنسان المسلم ، المتكامل في شخصيته العابد لله من خلال الاهتمام ببناء الجوانب الآتية : أ- البناء الإيماني : ويدور هذا الجانب ، حول أركان الإيمان المتعارف عليها ، ولكن ما العائد من البناء الإيماني ؟؟؟؟؟ إكساب الفرد المسلم ، مجموعة من المفاهيم والحقائق السليمة المتعلقة بقضية الإيمان . . حماية الفرد من الانحراف العقائدي بأشكاله التقليدية والمعقدة ، والتي من أبرزها: المبالغة في تعظيم الأولياء والصالحين ، والأخذ بالأفكار والمذاهب الإلحادية والعلمانية.

3. التأكيد على لزوم الربط بين الإيمان والعمل الصالح " وَالْعَصْرِ 3. التأكيد على لزوم الربط بين الإيمان والعمل الصالح " وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ " . 4. تربية الإنسان على الاستقامة في النية والسلوك الظاهر ، وهذا ما لا يتحقق بدون تنمية الإيمان لديه ، ولعل ذلك يفهم من خلال التوجيه النبوي الشريف " عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال : قلت يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً ، لا أسأل عنه أحداً بعدك قال : قل آمنت بالله ثم استقم " .

5. بلوغ التقوى لدى المؤمن : وتحقيقها ذلك في ذات الفرد المؤمن ، من أسمى أهداف التربية الإسلامية في هذا الجانب الدليل"الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " . تعريف التقوى هي " شعور بالضمير وحالة في الوجدان ، تنبثق منها اتجاهات وأعمال ، وتتوحد بها المشاعر الباطنية والتصرفات الظاهرة ، وتصل الإنسان بالله في سره وجهره .

ولتحقيق الأهداف السابقة ، تعمل التربية الإسلامية على : تكوين الرغبة في الإيمان ، من خلال بيان أهميته في حياة الإنسان فبدون الإيمان يصبح وجوده بدون معنىً وحياته بلا غاية ، خاصة عندما تنعدم لديه الآمال في حياة أخرى باقية، ولأن الإيمان هو طريق النجاة في الآخرة " فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ” . بيان انسجام عقيدة الإيمان مع الفطرة الإنسانية قال جل وعلا : " فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ " .

ب- البناء الروحي أهمية بناء الروح الإسلامية في الإنسان لا يقل أهمية عن بناء العقيدة ، ويعد الجانب الروحي من أهم جوانب الطبيعة الإنسانية . يمثل العنصر الجوهري الذي يميز الإنسان عن الحيوان ، ومن ثم فإن تنميته تُعد ارتقاءً بالناحية الإنسانية إلى مدارج الكمال . أن الروح صاحبت خلق الإنسان ونشأته الأولى من الطين " وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ * وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ * وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ " ،

يمثل الجانب الروحي في الإنسان ، القاعدة والركيزة الأساس التي بمقتضاها يتجه الإنسان إلى عمل الخير والشر " ألا إن في الجسد مضغة ، إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب " . أن " الحياة الروحية هي التي تضفي على حياة الإنسان القوة ، والإشراق ، والبهجة في الدنيا ، والأمل السعيد في الآخرة ، وهي التي تجعله يتحمل الصبر ويواجه الصعوبات بشجاعة وبسالة دون أن ينهار "

أهداف التربية الإسلامية من وراء تنمية الجانب الروحي لدى المتعلم: تعريفه بطبيعة العلاقة بينه وبين خالقه ، والقائمة على أساس ربانية الخالق وعبودية المخلوق " وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ " . 2. تطهير النفـس من الرذائل والنيات السيئة ، ذلك أنها بمثابة الجراثيم في الجسم ، تجعل الروح مريضة المعنى قال تعالى : " فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ " . 3. إعداد الإنسان الورع ، الذي يراقب الله - عز وجل - في أعماله ، ويرتبط به نفسياً وروحياً وجاء في الحديـث الشريف " الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك " .

تحقيق السمو والارتقاء الروحي لدى الفرد المسلم ، فيصبح نمطاً حياً متحركاً للفكر الإسلامي ، ويصرف سلوكه في الحياة مع نفسه ومع الآخرين " ، ويعبر القرآن الكريـم عن هذا المضمون الروحي من خلال وصفه للممارسات السلوكية الدالة عليه " وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا * وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا * وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا " .

وسائل التربية الإسلامية من وراء تنمية الجانب الروحي لدى لمتعلم إبراز مدى الحاجة المستمرة إلى الله - عز وجل - في السراء والضراء " وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُورًا" تكوين الوعي الكامل لدى الفرد بأهمية الحياة الروحية وضرورتها للفرد والمجتمع ، ودورها في الوقاية من الأمراض المختلفة ، النفسية ، والجسدية ، والأخلاقية ، فضلاً عن كونها عاملاً أساساً في تحقيق السعادة الإنسانية ، وبناء الحضارة المتكاملة المتوازنة . تشجيع الفرد المسلم على العبادات بروحها لا بشكلها " قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ " على سبيل المثال :

الصلاة وقاية للإنسان من الانحراف واقتراف الرذائل " إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ ” " الزكاة تطهير من شح النفس وإطلاق للروح من الأثرة البغيضة التي تحس بوجودها وحدها ، ولا تحس بالآخرين " ، وجاء في قوله تعالى مخاطباً نبيه عليه الصلاة والسلام : " خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا" ، الصيام فهو وسيلة لبلوغ التقوى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " ، وحث القرآن الكريم على عبادات أخرى من غير الفرائض ، لها دورها في تنمية الروح الإسلامية ، ومن ذلك المداومة على ذكر الله " فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ " ولا يقصد بالذكر هنا تعداد اسم الله باللسان فقط ، بل لا بد من ارتباط ذلك بذكر الجنان والقلوب ، بمشاهدة آيات الله وآلائه في الطبيعة والذكر بالتفكير ، فالنـوع الأول من الذكر لا يربي الشعور ، ولا ينمي الإنسان من الناحية الروحية . أما النوع الثاني ، فهو الذكر المربي والمطلوب في مجال التربية الروحية .

ج- البناء الخلقي : الأخلاق الحسنة من عوامل النهوض والاستقرار في المجتمعات ، في حين أن سوء الأخلاق من أبرز أسباب تفككها وانهيارها ؛ ولذا جاء الإسلام ليرسي قواعد الأخلاق ويتمم مكارمها ، وقد امتدح ربنا - عز وجل - نبيه  قائلاً : "وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ" اعتبرعلماء التربية المسلمين أن تهذيب الأخلاق وتقويمها ، وتعويد الآداب الفاضلة ، من أسمى أهداف التربية الإسلامية . كذلك اعتبروها أساساً لنجاح المعلم والمتعلم على السواء ، فكل تربية لا تؤسس على الخلق الكامل ، تعد تربية فاشلة . واهتم بعض المربين الغربيين بالبناء الأخلاقي ، ورأوا أن النقص الخلقي قد يكون أفدح من النقص العلمي ، وأن الهدف من التعليم كله هو بناء الأخلاق .

مميزات الأخلاق الإسلامية : ملاءمتها للفطرة الإنسانية اتصافها بالإنسانية والواقعية ؛ مما يسهل ممارستها على مستوى الفرد والجماعة الثبات خاصية لازمة للتربية الإسلامية ، وهي تسمح للناس بالتطور من حولها، في حين أن القيم الخلقية في نظر الفلسفات الأخرى ، متغيرة بتغير المجتمعات وتطور فلسفتها . تضع بين يدي الفرد معياراً واضحاً محدداً يحكم به على الأخلاق وتمده بمنظومة من الفضائل الخلقية ، تحثه على الالتزام بها فهي – على سبيل المثال – تدعو إلى الوفاء بالعهد " وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ " ، وتحث على الصدق وتمتدحه كما ترغب بالصبر ، وفي المقابل تنفر التربية الإسلامية من كل سلوك يتنافى مع الأخلاق .

وتعمل التربية الإسلامية على تنمية الأخلاق الإسلامية لدى المتعلم من خلال : 1. تكوين الحب للفضائل ، وحسن الأخلاق من خلال إثارة العاطفة الدينية " ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن ، فإن الله تعالى يبغض الفاحش البذيء " ، وفي المقابل تنمي شعور الكراهية والنفور والاشمئزاز من الرذائل والجرائم ، كما جاء في قوله تعالى : " وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ “ .

2. تكوين بصيرة علمية وقناعة عقلية بالقيم الأخلاقية ، وذلك ببيان حكمة المبادئ الأخلاقية وأهميتها وضرورتها . 3. التشجيع على ممارسة الفضائل الخلقية ؛ حتى تصبح عادة أخلاقية محببة ، ويشير (الغزالي) إلى أن اكتساب الأخلاق بالمجاهدة والرياضة . 4. الحث على ممارسة العبادات ؛ لكونها وسيلة فاعلة في تنمية الفضائل الخلقية " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ " .

د- البناء العقلي : مجد الإسلام العقل واهتم به بشكل ملحوظ ، فهو مناط التكليف، وبه تميز الإنسان عن غيره من المخلوقات وبه يدرك آيات الله ويفهمها " إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ” وتعمل التربية الإسلامية على تنمية عقل المتعلم من خلال ما يلي : 1. تدريبه على استخدام المنهج العلمي في التفكير : فهي تشجع المتعلم على استخدام التأمل والتفكير والملاحظة من خلال النظر بما في الكون والدليل " أَفَلا يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ* وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ" .

معوقات /عوائق التفكير العلمي الأهواء من أهم عوائق التفكير السليم، وقد حذر القرآن الكريم من اتباع الأهواء مبيناً أثرها السلبي . الآية اتباع الظن حيث جاء في الحديث الشريف " إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ” كما تحث العقل على طلب الدليل في كل اعتقاد . التسرع في إصدار الأحكام دون التأكد من صحة الخبر " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ” . التقليد يعد من أكبر عوائق التفكير والبحث ؛ لأنه يعني القبول بالآراء والأقوال دون معرفة برهانها ، وفي ذلك تعطيل لوظيفة العقل . لهذا فإن التربية الإسلامية تؤكد على مبدأ الاستدلال المثمر المؤدي إلى معرفة الحقيقة " وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ".

2- تربية المتعلم على الاستقلال في الرأي وتحريره من الإمعية : تابع البناء العقلي 2- تربية المتعلم على الاستقلال في الرأي وتحريره من الإمعية : الإمعية ناتجة عن استخدام الإكراه العقائدي والفكري و الإسلام يرفض ذلك" لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ“. أو ناتج عن التقليد الأعمى للآخرين دون تمحيص منهجهـم ، أو إعمال العقل فيه وقد نهى الإسلام عن ذلك " وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ ” الفائدة التربوية أن التربية الإسلامية تنمي لدى المتعلم اتجاهاً قوياً ، نحو عدم الإذعان لطريقة السلطة في التفكير ، ومن الخضوع لتأثير الآخرين ، وبذلك تحرر الفرد من الإمعية ، كما جاء في التوجيه النبوي " لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنّا ، وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطّنوا أنفسكم ، إن أحسـن الناس أن تحسنوا وإن أساء فلا تظلموا " ،

3. تدريب المتعلم على النقد الذاتي بدل التفكير التبريري : تابع البناء العقلي 3. تدريب المتعلم على النقد الذاتي بدل التفكير التبريري : النقد الذاتي : ذلك الأسلوب من التفكير الذي يحمل صاحبه المسئولية في جميع ما يصيبه من مشكلات ونوازل، ولقد عرض القرآن لهذا النموذج من التفكير في قوله تعالى: " وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ " التفكير التبريري هو الذي يفرض الكمال بصاحبه ، ويبرئه من أية مسئولية في الأخطاء التي تحدث .،وهذا نمط مشوه للتفكير حيث يشجع على مدح الذات وعدم اتهامها . ويمكن أن يترتب على النمط التبريري في التفكير سلبيات كثيرة أ. على مستوى الفرد : عدم القدرة على تطوير سلوكه نحو الأفضل ، حرمانه من خبرات الآخرين ، وعدم الاستفادة من نصائحهم ، وقوعه في الكذب ، وممارسته للحيل وخداع الآخرين بأساليب شتى ملتوية .

ب. على مستوى المجتمع ، فيمكن أن يؤدي إلى : نشر الظلم وهضم حقوق الآخرين ، ومصادرة حرياتهم المشروعة ، وانتشار الجرائم ، تعطيل مصالح الآخرين ، والحد من مستوى الإنتاج ، إعاقة العملية التنموية في شتى مجالات الحياة . النقاط من الكتاب

تابع البناء العقلي - تدريب المتعلم على التفكير الجماعي بدل الفردي : ويقصد بذلك توجيه الفرد نحو النظر في الصالح العام ، وتحمل المسئولية فيما قد يحصل للجماعة " وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً” . وقد انتقد القرآن الكريم انصراف بعض المسلمين إلى قضاء حوائجهم ومصالحهم الدنيوية على حساب الأمر الهام الذي كانوا مجتمعين عليه " وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ " .

البناء الاجتماعي : اهتمت التربية الإسلامية بالجانب الاجتماعي من منطلق أصالته في الطبيعة الإنسانية ، وهي تعمل على ربطه بالعقيدة ، والأخلاق ، والفكر ، فهي جميعاً نسيج متشابك ، وبناء الإنسان يرتبط بهذا النسيج .وتعمل التربية الإسلامية ، على تنمية هذا الجانب الاجتماعي لدى المتعلم من خلال ما يلي : 1. تعريفه بواجباته نحو الآخرين في المجتمع : فالفرد يعيش في مجتمع ، له فيه حقوق وعليه واجبات ، وحقوق الآخرين عليه، هي واجبات عليه إدراكها ، ومن ثم القيام بها على أكمل وجه ، ويمكن تلخيص أهم تلك الواجبات فيما يلي : واجباته نحو والديه ، واجباته نحو ضيوفه وأرحامه وجيرانه ، واجباته نحو إخوانه المسلمين .

2- حثه على الالتزام بالآداب الاجتماعية العامة : ومن هذه الآداب ، التناجي بالخير لا الشر " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلا تَتَنَاجَوْا بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ " ومنها ترك الظن والتجسس على الآخرين وغيبتهم ، ومن الآداب الاجتماعية التي على الفرد المسلم الالتزام بها، الاستئذان قبل دخول البيوت ، كما أن هناك آداباً خاصة بالطريق ، على المسلم مراعاتها كما جاء في التوجيه النبوي الشريف " إياكم والجلوس على الطرقات ، فإن أبيتم إلا المجالس ، فأعطوا الطريق حقها ، غض البصر ، وكف الأذى ، ورد السلام ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر " .

3- إكسابه جملة من القيم الاجتماعية الأصيلة : حيث تعمل التربية الإسلامية على غرس وتنمية جملة من القيم الاجتماعية الأصيلة لدى المتعلم ، تعينه على التفاعل الإيجابي مع الآخرين ، وتساعده على التكيف مع المجتمع الذي يعيش فيه ، ومن القيم التي أكدت عليها التربية الإسلامية ، وحثت على ممارستها والالتزام بها في هذا المجال : التعاون الإيجابي مع الآخرين ، إغاثة المحتاج ، وتفريج كربته ، مخالطة الناس والصبر على أذاهم ، صحبة المؤمنين الصالحين ، وأكدت السنة النبوية على هذه القيمة الاجتماعية من خلال قوله : " لا تصاحب إلا مؤمناً ، ولا يأكل طعامك إلا تقيّ " .

و- البناء الوجداني (الانفعالي) : يشمل الوجدان في المفهوم الإسلامي عواطف الإنسان وانفعالاته ، وللوجدان أثر كبير في الفكر والسلوك ، إذ يدفع نحو بعض المواقف ، ويمنع من بعضٍ ، ويقرر بعض الأفكار ، ويحول دون بعضها الآخر ؛ ومن ثم كان الوجدان جانباً أساساً في الشخصية الإنسانية ، وليس بالإمكان أن يحكم الإسلام السلوك الاجتماعي للناس ، دون أن يغير مضمونهم العاطفي والانفعالي . ويقترن الوجدان في التربية الإسلامية بالقلب الذي " هو محل الإيمان ، والكفر ، والنفاق ، والاطمئنان ، والخوف ، والخشوع "

وتعمل التربية الإسلامية على تنمية الجانب الوجداني لدى المتعلم ؛ وصولاً إلى درجة النضج العاطفي والاتزان الانفعالي ، وذلك من خلال ما يلي : تربية عواطف الخوف والخشية من الله والخشوع له في نفس المتعلم ، وقد أكد القرآن الكريم على مسلك الخوف من الله ، واعتبر ذلك من علامات الإيمان ضبط وتوجيه عواطف المتعلم ومشاعره ، فالتربية الإسلامية تعمل على تكوين عاطفة الحب والكراهية لديه ، بحيث ينتج عنها عمل مثمر وسلوك إيجابي ، فالحب ينبغي أن يكون خالصاً لله -عز وجل- "قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ" تعويد المتعلم على تنقية قلبه من العواطف والمشاعر المحرمة ، حيث تؤكد التربية الإسلامية على سلامة الصدر من الأحقاد .

ز- البناء الجسدي : لماذا تهتم التربية الإسلامية بالجسم ؟ لأن الجسم يعتبر " أداة الاتصال بين العالم الروحي وبين العالم الأرضي تعمل التربية الإسلامية على تهيئة الظروف المناسبة لنمو الجسد ، وتوجيه طاقاته، وذلك من خلال ما يلي : تعويد الفرد المسلم على النظافة والطهارة ، في المطعم والمشرب وعدم الاستسلام والخضوع لشهوة الطعام والشراب تهذيب الطاقة الجنسية في الجسم ، لأنها جزءٌ من إفرازاته ؛ ولذا تعمل على توعية الفرد بالطريقة المشروعة التي تمكنه من إشباع شهوته الجنسية بأسلوب متحضر بعيد عن الفوضى الجنسية ، ويتم ذلك من خلال الزواج المباح ” ...من استطاع منكم الباءة ......“

ح- البناء الإبداعي : " الإبداع أصبح مفتاح التربية في أكمل معانيه ، وأوسعها وأصبح بالتالي مفتاح الحل لمعظم المشكلات المستعصية التي تعاني منها المجتمعات البشرية ” لذا يتعين علينا الاهتمام بالتربية الإبداعية ؛ لكونها الوسيلة الأساس لكل ابتكار وإتقان وإحراز تقدم في الميادين العلمية ، والصناعية ، والمهنية ، والإدارية .

وتهدف التربية الإسلامية من وراء البناء الإبداعي: تكوين وتنمية قدرات مبدعة ومبتكرة لدى المتعلم من خلال تكوين الإحساس والشعور بالجمال والإبداع الموجودة في مخلوقات الله الكشف عن الميول والاستعدادات المختلفة لدى المتعلمين ، ثم توجيههم إلى التخصصات والمهن والمهارات المناسبة لتلك الاستعدادات والميول في المراحل التعليميـة المختلفة ، تكوين القدرة على الإتقان والإبداع لدى المتعلم ، تشجيع الفن الهادف بأشكاله فهو يعد " من أكثر الوسائل الثقافية والتربوية لنشر الأفكار والقيم ، والتنفير من الرذائل والخرافات ، إذ استُخدم للأغراض التربوية " .

ط- غاية التربية الإسلامية : إذا كانت التربية الإسلامية ربانية في مصدرها ، فمن الطبيعي أن تكون غايتها تحقيق العبودية الخالصة لله " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ " " من تعلم علماً يبتغي به وجه الله ، لا يتعلمه إلا ليصيب به عرض الدنيا لم يجد عرف الجنة

ثانياً : بناء المتماسكة : الأسرة ثانياً : بناء المتماسكة : الخلية الأولى التي يتكون منها المجتمع الإنساني العتبة الاجتماعية الأولى التي تستقبل الكائن البشري منذ ولادته

و يتم بناء الأسرة المتماسكة من خلال ما يلي : حث الشباب على الزواج والترغيب فيه . بيان مقاصد الزواج والمتمثلة في إشباع الغريزة الجنسية ، وتحصين الزوجين (العفاف) وتحقيق السكن النفسي لدى الزوجين ، وإنجاب الذرية الصالحة توجيه المقبلين على الزواج ، إلى الالتزام بالمعايير الإسلامية الواجب توافرها في الزوجين

تبصير الأزواج بمقومات نجاح الحياة الزوجية ”تراحم، وحسن المعاشرة، والتشاور بينهما، والالتزام بحقوق ” وواجبات الحياة الزوجية. تقديم الإرشادات الزواجية المتعلقة بإدارة الخلافات بين الزوجين ، كالتحلي بالصبر ، وضبط النفس . توعية الزوجين بدورهما في رعاية الأبناء وتربيتهم ؛ حفاظاً على فطرتهم ، كما جاء في التوجيه القرآني " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ" .

ثالثاً : بناء المجتمع الفاضل : الإسلام يقتضي وجود جماعة متكاملة ، تقوم بالتكاليف الجماعية الفضائل الإسلامية ، تحتـاج إلى جماعة أو محضن يتلقف الأجيال الناشئة فينشئها على تلك الفضائل ، وتلك مهام لا يقوم بها الأفراد متفرقين ، وإنما تقوم بها الجماعة ؛ فتصبح المهمة أيسر والثمرة أقرب إلى المنال . فمن البدهيات المقررة في التربية الإسلامية ، أن يكون هناك مجتمع مسلم ، فكل الجهود المضنية التي تبذل في التربية ، عرضة للضياع حين لا يوجد هذا المجتمع ؛ لكونه الأداة الموصلة إلى تثبيت المفاهيم الإسلامية ، وتنشئة الأفراد عليها منذ نعومة أظفارهم

يتميزالمجتمع الفاضل بجملة من الخصائص من أبرزها ما يأتي يعطي للدين مكانة كبرى ، ويلتزم بتعاليمه في كل شأن من شئون الحياة مجتمع متعاون عملاً بالتوجيه القرآني مجتمع متكافل متراحم ، مجتمع منضبط حارس للقيم الإسلامية مجتمع يعلي من شأن العلم النافع ، ويعتبره خير سبيل لتثبيت العقيدة ، وتحقيق التقدم والرخاء، والقوة الاقتصادية والعسكرية يعلي من قيمة العمل ، ويحث عليه عملاً بالتوجيه القرآني " هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ " .

وتعمل التربية الإسلامية على بناء المجتمع الفاضل عن طريق : تنمية الروح الاجتماعية والولاء للمجتمع المسلم القائم على العقيدة الإسلامية ، وإبراز أهمية قيام هذا المجتمع . التشجيع على إقامة صلاة الجماعية في المساجد ، وجاء في التوجيه النبوي الشريف "صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذّ بسبعٍ وعشرين درجة". إعلاء مفهوم الأخوة بين أفراد المجتمع المسلم "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ".

رابعاً : بناء الأمة الإسلامية ذات الرسالة : يقصد بالأمة " مجموعة من الناس تحمل رسالة حضارية نافعة للإنسانية ، وتعيش طبقاً لمبادئ هذه الرسالة ، وتظل تحمل صفة الأمة ما دامت تحمل هذه الصفات . أما حين تفقدها فقد يطلق عليها اسم الأمة ، ولكنها لن تكون النموذج الإسلامي للأمة تماماً كما يطلق اسم دين على أي دين ، ولكن الدين المقبول عند الله هو الإسلام".

تميزت الأمة الإسلامية عن غيرها من الأمم

أسباب وهن الأمة وقد أصاب الأمة اليوم – في ظل تراخيها وتخليها عن رسالتها – ضعف وتراجع حتى تسلطت عليها الأمم ، كما جاء في الهدي النبوي " يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفقٍ كما تداعى الأكلة على قصعتها قال : قلنا : يا رسول الله أمن قلةٍ بنا يومئذٍ ؟ قال: أنتم يومئذٍ كثير، ولكن تكونون غثاءً كغثاء السيل، ينتزع المهابة من قلوب عدوكم؛ ويجعل في قلوبكم الوهن قال : قلنا : وما الوهن ؟ قال : حب الحياة وكراهية الموت " . وقد تكفل الله - جلت حكمته - بتوفير عوامل إحياء أمة الإسلام والنهوض بها من جديد لحمل رسالتها ، كما جـاء في الحديث الشريف " إن الله يبعث لهذه الأمة على راس كل مائة سنة من يجدد لها دينها "

وتعمل التربية الإسلامية على إعادة بناء الأمة الإسلامية ذات الرسالة من خلال ما يلي : تذكير المسلمين بالدور الريادي للأمة ، والمتمثل في إقامة العدل في الأرض غير متأثرة بانحرافات الآخرين ، وأهوائهم ، وشهواتهم . تربية الجيل المسلم " على إيثار مصلحة الأمة على المصالح الشخصية ، وعدم القيام بأي أعمال من شأنها أن تؤدي إلى الفتن والقلاقل في حياة الأمة ، وتوهن من قوتها". تقوية الروابط الإسلامية بين المسلمين ، ودعم تضامنهم الإسلامي عن طريق ما تقوم به التربية الإسلامية من توحيد الأفكار ، والاتجاهات ، والقيم في مشارق الأرض ومغاربها.

التأكيد على مبدأ الموالاة بين المسلمين . تبصير المسلمين بالأخطار والتحديات التي تواجه الأمة اليوم في جميع مجالات الحياة، لإعاقة حركتها ، وتعطيل دورها ، والصد عن سبيل الله " يُرِيدُونَ لِيُطْفِئوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ " . تكوين روح الجهاد لدى المسلمين ، وبيان وجه الحاجة إليه " وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ " . تعزيز ثقة المسلمين بدينهم وإيمانهم بوعد ربهم -عز وجل- بنصرة الأمة الإسلامية، وتمكينها في الأرض