سوء التغذية مفاهيم وحلول إعداد أ/إيمان محمد بسيوني محاضر بقسم الاقتصاد المنزلي.

Slides:



Advertisements
عروض تقديميّة مشابهة
الاسم : سارة صلاحات الصف : العاشر الاساسي
Advertisements

سكري الحمل د. عبيد ناصر المطيري استشاري الامراض الباطنيه و امراض السكر استشاري مضاعفات القدم السكرى مستشفى الأمومه.
الحوسبة السحابية. الحوسبة السحابية عادةً أين تخزني أو تحتفظي بملفاتك ومستندات الخاصة؟؟
تدريس العلوم – طريقة العرض
Udder And Milk Production
هى مادة يفرزها مخ الانسان والحيوان بكميات قليلة
لجنة التكنولوجيا من أجل التنمية
التغذية السليمة والهرم الغذائي
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وزارة التربية الوطنية
من عجائب القرآن الكريم.
شكل (1.9). فترة الصلاحية لخليط فواكه إستوائية طازجة معالجة و غير معالجة بتقنية الضغط الهايدروستاتيكي العالي.
بسم الله الرحمن الرحيم المادة : تدبير منزلي الوحدة :توعية الصحية.
إندماج البيئة والتنمية:
الأمن و في الخليج العربي
بحث الدرس Lesson Study ( التطوير المهني القائم على المدرسة )
هل يعطيني طعامي ما أحتاج إليه؟
دورة تدريبية المناصرة، التحشيد، التجنيد
أنشطة التعاون الفني لجنة التكنولوجيا من أجل التنمية الدورة الثانية
التعليم الفني(التقني) والتدريب المهني
الأهمية التغذوية للأغذية النباتية
محاضرة الدكتورة بيداء عبد السلام
الدكتورة شريفة الصبياني استشارية طب النساء والتوليد
الإدراك و التحفز.
بيئات السكن Session د. علي فرح أحمد.
الوظيفة الرئيسية للعظام في الجسم
السجل العام.
البناء الأخضر بين الاختيار و الضرورة مهندس/ شريف عبد الرحيم
الترابط بين التخطيط الاقتصادي والاجتماعي
الأستاذة / أميمة حسين هيكل
إدارة المعرفة وأهميتها في مؤسسات التعليم العالي
مناهج السياسة الخارجية
الجامعة المستنصرية / الكلية الآداب القسم: الانثروبولوجيا والاجتماع
المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين
مصادر المياه في المملكة
تعتبر الموارد البشرية ومؤسسات التعليم التقني والمهني والمجتمع المحلي أو سوق العمل من المحاور الأساسية للتعليم التقني والمهني،ولكل من هذه المحاور الدور.
مكونات المنهج : المحتوى
المحاضرة الثالثة والعشرون: مدخل نظرية صنع القرار: المادة: علم اجتماع التنظيم أستاذ المادة: د. رباح احمد مهدي.
"הלב שלי" - תוכנית לקידום הבריאות של ילדי ישראל
التوحد وأسبابه وبرامجه.
معوقات التنمية الصناعية في العراق إعداد أ.م .د / سرحان نعيم الخفاجي
الوحدة الثانية أجهزة جسم الإنسان.
التأمين الصحي م.م. سناء عريبي محمد.
Aldeen Foundation مهارة الاستماع للمتعلمين البالغين
اعداد : المدرس علاء محمد جاسم
هى مادة يفرزها مخ الانسان والحيوان بكميات قليلة
مقدمة عن السيطرة النوعية
الصيام وسيلة فعالة للتخلص من العادات السيئة والتي تؤثر سلباً على الحالة الصحية والتغذوية فالصيام دورة طبية مجانية يتلقاها المسلم كل عام مرة لصيانة الجسم.
تعصف بحياتنا بعض الازمات التى تجعلنا نغير من مفردات حياتنا ومعيشتنا ودراستنا مثل ما يحدث لدينا الآن جراء ازمة انفلونزا الخنازير " أعدت مدرستنا بعض الأنشطة.
Dr.Israa Lec:2 5th yr ETHICS 9/4/2019
مفهوم صعوبات التعلم.
الفصـل التاسع.
أعداد السكان.
المحور الاول – الفصل الثالث السنة الاولى
الصحفيون الشباب من أجل البيئة
الدكتورة إيمان يونس إبراهيم
الدكتورة إيمان يونس إبراهيم
معنى الصحة النفسية المفهوم السلبي للصحة النفسية : هي السلامة من أعراض المرض النفسي أو العقلي . هذا المفهوم يلقى قبولا في ميادين الطب النفسي . المرض النفسي.
التحدي العالمي صمم وأنشئ ابتكارك.
(الوظائف العليا للقشرة الدماغية)
الصدمة.
المحـاضـرة الـخـامـســة الفـصــل الثـالـث الـطـــــوب
هدف التربية العام تهيئه الفرص المناسبة لمساعده الإفراد
مجلس ابوظبي للتعليم منطقة العين التعليمية مدرسة مريم بنت سلطان ح3
التحدي العالمي امراض غير معدية مقدمة.
تحليل البيئة التسويقية
الدولة السنة (السنوات) الوضع التغذوي للأطفال الرسائل الرئيسية
576نهج - تصميم وتطوير المناهج الرقمية
تأسيس المشروع وخطة العمل
الزيارة الصفية مفهومها وأهدافها
الحوكمــــة.
نسخة العرض التّقديمي:

سوء التغذية مفاهيم وحلول إعداد أ/إيمان محمد بسيوني محاضر بقسم الاقتصاد المنزلي

سوء التغذية هو مصطلح يشير إلى نقص أو عدم توازن أو زيادة واحد أو أكثر من حوالى 50 عنصرا غذائيا يحتاجها الجسم. والتي تسفر عن ظهور بعض من اضطرابات التغذية المختلفة.

يتخذ سوء التغذية ثلاثة أشكال,هي: التغذية غير السليمة: يقصد بهذا المصطلح عدم الحصول على القدر المناسب من العناصر الغذائية الأساسية :كالبروتين، الكربوهيدرات ،الدهون، الفيتامينات والأملاح المعدنية, فيضعف الجسم. ويتسم بكثرة الإصابة بالعدوى والأمراض. ونتيجة لفقدان التغذية الصحيحة، يتعرض الكثيرون للوفاة نتيجة الإصابة بأمراض شائعة :كالحصبة أو الإسهال. ولا يقاس سوء التغذية بكمية الطعام الذي يتم تناوله، وإنما يقاس بالمقاييس الفيزيائية للجسم كالوزن والطول والعمر والتحليل المخبري للدم.

نقص التغذية: يستخدم هذا المصطلح لوصف حالة الأشخاص الذين لا يحتوي ما يتناولونه من طعام على عنصر غذائي معين أو أكثر بكمية كافية, لتلبية الحد الأدنى من احتياجاتهم اللازمة, لإمدادهم بالطاقة والنشاط والنمو وتجديد الأنسجة التالفة, وتنظيم العمليات الحيوية لديهم. ويوجد في الوقت الحاضر 102 مليار شخص يعانون نقص التغذية في مختلف أنحاء العالم، ومعظمهم من الدول النامية.

التغذية غير المتوازنة: هي التغذية التي يتم فيها تناول أنواع معينة من المغذيات أكثر من الأخرى كالنشويات, أو الدهون، فتظهر معها الأمراض المزمنة كالسمنة,وأمراض القلب والسكر.

بعض أسباب سوء التغذية قد تحدث سوء التغذية لإحدى الأسباب الآتية: النقص في الوارد من العناصر الغذائية المحددة في النظام الغذائي، أو النقص في فيتامين واحد(الرجيم القاسي). النظام الغذائي غير المتوازن. مشاكل صحية معيَّنة، مثل :متلازمة سوء الامتصاص والسرطان. والمجاعات كذلك هي إحدى صور سوء التغذية. تحدث سوء التغذية أيضاً عندما يتم تناول الطعام بشكل متكامل,ولكن إحدى العناصر الغذائية,أو أكثر لا تهضم أو لا تمتص. - إدمان الكحوليات. - إلتهاب القولون.

بعض أعراض سوء التغذية والآثار المترتبة عليه تختلف أعراض سوء التغذية حسب نوع الاضطراب الذى يصاب به الإنسان والمتعلق بالطعام، لكن هناك بعض الأعراض العامة و منها,الإرهاق،و الدوار،و نقص الوزن تناقص الاستجابة المناعية لجسم الإنسان، والارتباك، والغازات، والاكتئاب، والإسهال، والجفاف، والسمنة. وإذا تركت سوء التغذية بدون علاج ستؤدى إلى تغير في وظائف الجسم البيو كيميائية وهيكله, مثل اضطرابات متصلة بالدم متمثلة في النزيف. وفى مراحل متقدمة يصبح الجلد جافاً، وتتساقط الأسنان تتورم اللثة وتنزف،و يصبح الشعر جافاً ومتقصفاً ومتساقطا تتقعر الأظافر وتصبح هشة،و يضعف النظر، وتتأثر العظام وتتألم المفاصل.

يسبب سوء التغذية عددًا من المشكلات كالنحافة الشديدة، أو قصر القامة الشديد مقارنة بعمر الشخص، أو نقص الفيتامينات والمعادن (كنقص الحديد الذي يسبب فقر الدم)، أو زيادة الوزن (السمنة المفرطة). ويعد نقص المغذيات الدقيقة (الفيتامينات والمعادن) مهمًّا للغاية؛ حيث يعاني منه يقرب من ملياري شخص في العالم. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فنقص الحديد وفيتامين (أ) والزنك هي ضمن العشرة أسباب الرئيسة المؤدية إلى الوفاة من خلال الإصابة بالأمراض، وذلك في البلدان النامية. فنقص الحديد هو أكثر أشكال سوء التغذية شيوعًا؛ حيث يؤثر في مليارات الأشخاص في مختلف أنحاء العالم. كما يؤثر في إنتاجية الدولة، ويعوق النمو الإدراكي. ونقص فيتامين (أ) هو سبب أساسي لعمى الأطفال في البلدان النامية يولد ملايين الأطفال وهم يعانون الإعاقة الذهنية لعدم تناول أمهاتهم كمية كافية من اليود أثناء الحمل. ونقص الزنك يسهم في وقف النمو وضعف المناعة لدى الأطفال الصغار، ما يؤدي إلى وفاة مئات الأطفال سنويًّا.

سوء التغذية مشكلة عالمية

الوقاية : بتناول طعام صحى متوازن يساعد على منع أو تجنب الإصابة بمعظم أشكال سوء التغذية.

العلاج الاختبارات والفحوصات التي يقوم بها الشخص لاكتشاف سوء التغذية مثل التحاليل المعملية والفحوص الانثروبومترية والاكلينيكية. يرتكز العلاج على تعويض النقص في العنصر/العناصر التي يفتقر إليها المريض. في بعض الحالات قد يحتاج المريض لعلاج الأعراض و العلامات التي يسببها سوء التغذية أو علاج المرض أو الاضطراب المسبب لسوء التغذية

ويسهم العلاج المنزلي، الذي تم إعداده مؤخراً لمكافحة حالات سوء التغذية الوخيمة، في تحسين حياة مئات الآلاف من الأطفال كل عام. فقد أحدثت الأغذية العلاجية الجاهزة للاستعمال تغييراً جذرياً في علاج تلك الحالات- بإتاحة أغذية مأمونة يمكن استعمالها في البيت وضمان زيادة سريعة في الوزن للأطفال المصابين بتلك الحالات. وميزة الأغذية العلاجية الجاهزة للاستعمال أنّها عجينة جاهزة للاستعمال لا يتعيّن خلطها بالماء، ممّا يمكّن من تلافي مخاطر تكاثر الجراثيم في حالات التلوّث التي تحدث بدون قصد. ويمكن أن يُستهلك هذا المُنتج، الذي يحتوي على خليط من زبدة الفول السوداني واللبن المقشود والفيتامينات والمعادن، بشكل مباشر من قبل الطفل، وهو يوفّر مد خولاً كافياً من المغذيات اللازمة للشفاء التام من سوء التغذية. ويمكن تخزينه لمدة تتراوح بين ثلاثة وأربعة أشهر دون الاضطرار إلى تبريده، حتى في درجات الحرارة المدارية. ويجري، فعلاً، إنتاج عجينة الأغذية العلاجية الجاهزة للاستعمال في عدة بلدان منها الكونغو وإثيوبيا وملاوي والنيجر. في أعقاب توافق الآراء الذي تم بلوغه بشأن التدبير العلاجي المجتمعي لحالات سوء التغذية الوخيمة في مشاورة غير رسمية عُقدت في عام 2005 تعاونت منظمة الصحة العالمية مع اليونيسيف على إعداد دليل ميداني في هذا المجال، كما تم تنقيح الدلائل الواردة في التدبير العلاجي المتكامل لأمراض الطفولة لمراعاة مبادئ العلاج المنزلي الجديدة.

كيف أسهمت الحضارة الإسلامية في مجال علوم الغذاء والتغذية لقد انعكست نظرة المسلم إلى الغذاء على حياة العرب في صدر الإسلام ، إذ لم يهتم العرب كثيرا في تحسين وتطوير أطعمتهم ، ولم يعرف عنهم التفنن في ذلك، بل سلكوا أسلوب التقليد للأمم والشعوب الأخرى التي دخلت الإسلام فيما بعد، فكان أن تتعرف العرب على تقاليد هذه الأمم والشعوب في تحضير الأطعمة والوجبات، وكان أن انتقلت إليهم العديد من الأكلات والطبخات التي ما زالت تحتفظ بأسمائها غير العربية حتى يومنا هذا ، مثل : الكباب,والبرياني,والقوزي,والبرغل,والطرشي, والشركسي,والكشري,والمعكرونة,وغيرها من الأطعمة والإغذية. ومع مرور الوقت، واتساع رقعة الأقطار الإسلامية ، أصبح لدى علماء المسلمين اهتماما متزايدا في تدبير الأطعمة وعاداتها وآدابها، فكان أن ظهرت بعض الكتب التي تهتم بهذا الشأن ، مثل كتاب (الولائم) لشمس الدين محمد بن علي بن طولون الدمشقي ( ) ، وكتاب ( آداب الأكل) لابن عماد الأفقهبي ( ) ، وكتاب (تدبير الأطعمة) للكندي ( ).

الاعتدال وعدم الإسراف ولم يقتصر اسهام الحضارة الإسلامية على تدبير شؤون الغذاء وعاداته فحسب، بل كان لها الأثر الأبرز في تطوير المفاهيم الغذائية والتغذوية والصحية ، وفي تكوين السلوك التغذوي السليم وإبراز الغذاء كعامل مهم في صحة الإنسان ، وهو ما كان يشكل سبقا حضاريا وإعجازا علميا يؤكد صدق النبوة والرسالة المحمدية. فقد حثت آيات القرآن الكريم على عدم التبذير والإسراف في تناول الطعام، وعلى سلوك منهج التوسط والاعتدال في كل شؤون الحياة، فقال جل وعلا: { وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا} البقرة (143) ، وقال عز من قائل: { وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان} (الرحمن )وأفردت آيات القرآن الكريم مساحة خاصة للغذاء ، فقال عز وجل: { وكلوا واشربوا ولا تسرفوا، إنه لا يحب المسرفين} الأعراف (31). وقد وردت في السنة النبوية الأدلة الموجهة الى النهي عن الإكثار والإفراط في تناول الطعام والشراب، فقال صلى الله عليه وسلم : " ما ملأ ابن آدم وعاء من شر من بطنه ، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن أوده، فإن كان لا بد فاعل فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه

وتطبيقا للشريعة الاسلاميةإليك بعض الحلول المقترحة ترشيد الاستهلاك الغذائي: هو محاولة الحد من الاستهلاك والاستخدام الأمثل للمواد الغذائية لتحقق أفضل استفادة ممكنة وعدم الإسراف في استخدامها وتقليل الفاقد منها بقدر المستطاع وحصول كل فرد من الأسرة على الكمية اللازمة للجسم. ترشيد المستهلك: يهدف إلى تربية وتوعية الأفراد بحقوقهم وواجباتهم في عملية الإنتاج والاستهلاك,وتكوين أفراد على درجة من الوعي والفهم والمسئولية في استخدام الأسلوب العلمي لضمان حصول الجسم على عناصر الغذاء بنسب متوازية وكافية. وهي وسيلة من وسائل الاقتصاد التي تتبعها الأسرة للمشاركة في النمو الاقتصادي

وتتضمن ترشيدالإستهلاك في مجال التغذية: 1)توعية المستهلك بأن التغذية الجيدة ليست مجرد سد الجوع إنما تناول أطعمة متنوعة غنية بالعناصر الأساسية اللازمة للجسم. 2) تزويد المستهلك بالمعلومات التي تساعده على تخطيط وجبات غذائية متوازنة. 3) تبصير المستهلك أن السعرات الزائدة عن حاجة الجسم تخزن على شكل دهون,وبالتالي يؤدي إلى زيادة الوزن. 4) توعية المستهلك بأن هناك بدائل لكثير من الأطعمة تحتوي على نفس العناصر مثل: استبدال اللحوم بالأسماك,أو البيض,أو البقول. 5) اختيار أصناف تتناسب مع موارد أفراد الأسرة وإمكاناتها. 6) مراعاة القواعد الصحية في تقديم الوجبات. 7) التحرر من المفاهيم والعادات الغذائية الخاطئة :كالإسراف في الطعام. 8) التقليل من الفاقد من الأطعمة والاحتفاظ بأكبر قدر من العناصر الغذائية.

ودلت دراسات العلم الحديث على أن السمنة الناجمة عن الإفراط في تناول الطعام تعد من أخطر أمراض العصر، إذ ينشأ عنها العديد من الأمراض التي تهدد حياة الإنسان وتعرضه للهلاك مثل: أمراض السكري,وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين,والنقرس، وهذا ما يؤكد صحة المقولة المأثورة : " المعدة بيت الداء والحمية رأس كل دواء". كما جاءت الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة بتخصيص ذكر الأطعمة كاللحوم والتمر والعسل واللبن وتبيان أهميتها وفائدتها الصحية والتغذوية ، فقال جل وعلى مبينا أهمية العسل الصحية : { فيه شفاء للناس} النحل ( 69) ، وقال صلى عليه الله عليه وسلم منبها إلى أهمية التمر الغذائية : " بيت لا تمر فيه جياع أهله" رواه مسلم وأحمد ، وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا شرب اللبن (الحليب) قال : " اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه، وكان إذا أكل أو شرب غيره من الأغذية قال : " الله بارك لنا فيه وأطعمنا خيرا منه.

رواندا.. نموذج للنجاح في مكافحة الجوع و سوء التغذية بأفريقيا حققت رواندا نجاحا ملحوظا في الحد من الجوع بين الأطفال، ويعتقد خبراء التغذية أن تجربتها قد تمثل نموذجا يحمل العديد من الدروس لبلدان أخرى في أفريقيا.. وقد أشاد صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، في تقريره لعام 2013 عن التقدم المحرز في معالجة سوء التغذية بين أطفال رواندا، ففي عام 2005 كان أكثر من نصف الأطفال دون سن الخامسة من العمر – و يقدر عددهم بحوالي ألف طفل- يعانون سوء التغذية و الوهن و الضعف ،و خلال خمس سنوات انخفضت النسبة من نحو 52 % الى 44 %

وأشار التقرير إن النجاح جاء نتيجة أن النهج الرواندي اعتمد على محاولة إيجاد حلول نابعة من الداخل. حيث تم الارتقاء ببرامج التغذية المجتمعية في الثلاثين مقاطعة التي تتكون منها الإدارة المحلية في البلاد، كما تم إعداد خطة التأمين الصحي المجتمعي الشامل تقريبا. وقال فيديل نجابو، مدير صحة الأم والطفل في وزارة الصحة الرواندية " إن هذا قد تم عبر الغذاء الذي يزرع و ينتج محليا، وليس عبر حزم التدخلات التي تقدمها الجهات المانحة ، وإن هناك الآلاف من الحلول المحلية لمواجهه الجوع و سوء التغذية... وكل قرية اتبعت النهج المجتمعية الخاصة بها لمعالجة سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي بدون أن تتكلف أي عب ء مالي إضافي ، ونحن في مركز صحة الأم والطفل نقوم بتقديم الدعم ونلعب دور الرصد و التوجيه

وأشار " نجابو" إلى أن أبرز الأمثلة لحل أزمة سوء التغذية، كان العمل على إنشاء احتياطي مجتمعي من الحبوب بحيث تساهم كل أسرة بما لا يقل عن 20 في المئة من محاصيلهم خلال موسم جيد، مع تخزين الحبوب للاستخدام خلال المواسم العجاف؛ أو التوسع في زراعة الحدائق بالمنازل مع توفير المعلومات حول الخضروات التي يمكن زراعتها.. كذلك تم تأسيس مجموعات عمل تضم وكالات المعونة والباحثين والأكاديميين والمسؤولين الحكوميين تناقش الاقتراحات والحلول المقترحة". ويشير تقرير اليونيسيف إلى أن حل أزمة الغذاء في إفريقيا يجب أن ينبع من البحوث أن تقودها أفريقيا وليس المانحين.. فمعظم البحوث حول إيجاد حلول لسوء التغذية في إفريقيا تتم خارج دول المنطقة، لذا يجب أن يتم الاهتمام بالبحوث و توفير الموارد والدعم للباحثين في إفريقيا لإيجاد حلول تنبع من البيئة المحيطة، والنموذج الرواندي يمكن تعميمه في البلدان الأفريقية الأخرى، في الوقت الذى تتُرك فيه مسالة تطوير و إيجاد الحلول التقنينية لمبادرات الجهات المانحة الأجنبية.

ووفقا لنتائج دراسة تم إجرائها على مدار سنتين بتمويل من الاتحاد الأوروبي ضمن مشروع Sunray ) بحوث التغذية المستدامة لأفريقيا في السنوات المقبلة)، وجد أن التغيير لن يأتي إلا عبر بحوث التغذية التى تستهدف ظروف و احتياجات دول أفريقيا و التى يتم تصميمها لتلبية أولويات هذه البلاد.. ويقول باتريك كولشترن منسق المشروع من معهد الطب الاستوائي في ، بلجيكا "نحن بحاجة إلى هزة للبحوث الغذائية في أفريقيا وتحويلها رأسا على عقب، وفي الوقت الراهن، نجد أن الباحثين بالبلدان المتقدمة يبحثون عن الشركاء الأفارقة لإجراء البحوث المشتركة، على أساس التمويل والأولويات البحثية المحددة خارج أفريقيا ، و لكن أصبح الأن هناك حاجة وضرورة لأن يستند جدول أعمال البحوث على الاحتياجات التي تم تحديدها داخل القارة و يجب أن تكون شراكة و مقترحات البحوث من الجهات المانحة متطابقة مع هذه الأجندة. "

ويضيف منسق المشروع أن " أجندة البحوث القائمة هي أساسا موجهة من الجهات المانحة و وهي في الأغلب لا تتماشى مع الاحتياجات والأولويات المحددة محليا.. و يضرب مثلا بما يحدث في دولة "بنين" على سبيل المثال ، حيث ينتظر الباحثون وصناع السياسة في بنين "إملاء الاوامر من الجهات المانحة قبل اتخاذ أي إجراء" وبالتالي نجد أن البرامج الممولة من الجهات المانحة ليست مستدامة و غير مؤثرة بشكل كبير. وتؤكد الدراسة إنه "على الرغم من الكميات الهائلة من الأموال التي تنفق على أبحاث التغذية إلا أن معدلات سوء التغذية في بنين لم تنخفض كما حدث في رواندا التي جعلت من قضية التغذية اولوية قومية فضلا عن توفر الإرادة السياسية لحل هذه المشكلة بدلا من الاعتماد على تمويل و توجيه الجهات المانحة التي عادة ما تملى أجندتها الخاصة على الدولة و الحكومات المتلقية للمنح و الأموال.

ولقد اعتمدت دراسة ( بحوث التغذية المستدامة لأفريقيا في السنوات المقبلة) على استشارة أكثر من 100 من أصحاب المصلحة في 40 بلدا جنوب الصحراء الكبرى، وحددت المجالات ذات الأولوية بالبحث: مثل تأثير التدخلات المجتمعية؛ وما الذى يؤثر على نوعية وكمية الغذاء الذى يتناوله الطفل، وكيفية تعزيز فعالية الأطعمة التقليدية وهل هذه تساعد الناس خلال فترات الصدمات المناخية. ويقول تقرير اليونيسيف أن تمويل بحوث التغذية في أفريقيا يجب أن يتواءم مع الأولويات المحددة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى؛ و يساعد هذه البلدان على تطوير القدرات التقنية؛ وتقاسم النتائج مع بعضها البعض من أجل تعميم الفائدة والقضاء على سوء التغذية المنشر بالقارة الإفريقية، بعد أن دفعت أزمة أسعار الغذاء فى العالم خلال الفترة من 2006 – 2008 اعداد الأطفال ممن يعانون من سوء التغذية إلى مستويات صادمة