خصائص وتحديات الفكر الإسلامي ومستقبله خصائص وتحديات الفكر الإسلامي ومستقبله الاستاذ الدكتور خليل حسن الزركاني
تعريفات للفكر الاسلامي الفكر الاسلامي يعني كل ما انتجه فكر المسلمين منذ مبعث الرسول(صلى الله عليه وسلم ) الى اليوم. ويعني كل مالفه علماء المسلمين في شتى العلوم الشرعية وغير الشرعية . ويعني كل ما انتجه العقل البشري الموافق لمنهج الاسلام
الربانية الفكر الإسلامي فهو ملتزم بمعالم الطريق الى الله حيث يهدي الى الله سواء كان سلوكاً أو اعتقاداً لتنتفي بذلك عنه صفة الهوى وعدم الموضوعية حيث يعتبر الفكر تفقه للشريعة الإسلامية ففي الدين الحقائق الثابتة والمعاني التي اشترعها الله، كلية أو فرعية على وجه القطع والدوام، ولكن فيه فكر المسلمين الذين يأخذون تلك المعاني بالشرح ويقدمونها دعوة للآخرين أو يتفهمونها لكي يطبقوها في واقع معين» «19». الربانية خصيصة من خصائص الفكر الإسلامي ويستمد منها الفكر الإسلامي قدسيته ومنها تتبلور سائر الخصائص الأخرى «المذكورة»
الثبات وبما أن الفكر الإسلامي تتصدر خصائصه الربانية فلا بد لهذه الربانية أن تجعل من هذا الفكر ثابتاً لا تغيره الأهواء ولا تبدله المواقف شأن الفكر البشري. إن خاصية الثبات تظل ملازمة للفكر الإسلامي فثبات المصادر والأصول للفكر الإسلامي هي التي تنعكس على الفكر الإسلامي لتجعله فكراً ثابتاً (هناك ثبات في مقومات هذا التصور الأساسية وقيمه الذاتية فهي لا تتغير ولا تتطور ، حينما تتغير ظواهر الحياة الواقعية وأشكال الأوضاع العملية.. فهذا التغير في ظواهر الحياة وأشكال الأوضاع يظل محكوماً بالمقومات والقيم الثابتة لهذا التطور ولا يقتضي هذا تجميد حركة الفكر والحياة ولكن يقتضي السماح لها بالحركة ، بل دفعها الى الحركة ولكن داخل هذا الإطار الثابت وحول هذا المحورالثابت «21». إن الحقائق الثابتة في الفكر الإسلامي والتي لا تقبل الأخذ والرد وتتمثل في حقيقة وجود الله سبحانه وتعالى ، إن الكون بما فيه من خلقه تعالى، حقيقة الإيمان بالله وأركان الإيمان والإسلام وأركانه كل هذه الحقائق هي ثابتة ولا تقبل أي تغيير وتبديل.
الشمول شمول الفكر الإسلامي إنما يعبر عن شمول الإسلام كنظام للحياة، يفي بمتطلبات الحياة في مجال العقيدة والإقتصاد والسياسة والقانون وسائر متطلبات الحياة المجتمعية، هذه المجالات جميعها سيغطيها الفكر الإسلامي (صلح الإسلام أن يكون منهج حياة شاملاً متكاملاً ، منهجاً يشمل الإعتقاد في الضمير والتنظيم في الحياة ، بدون تعارض بينها ، بل في ترابط وتداخل يعز فصله). «22» ويقول الله تعالى وكل شئ أحصيناه في إمام مبين)يس «12».
التوازن خاصية التوازن في الفكر الإسلامي هي التي تجعله فكر لا يجنح الى أحد طرفي النقيض فهي التي توازن بين مصادر المعرفة من وراء الغيب والشهادة بحيث تجعل المسلم لا يشتط في استيعابه لعالمي الغيب والشهادة، وعن طريقها يتوازن المسلم بين الخوف والرجاء فهو كما يقرأ قوله تعالى واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب). البقرة«196» وقوله إن الله بالناس لرؤوف رحيم)البقرة«143». عن طريق التوازن أيضاً يعبد المسلم ربه بعيداً عن التطرف والرهبانية أو إهمال مايجب أن يقوم به من تكاليف، ليتخذ بين ذلك طريقاً متوزناً يؤدي ما عليه من فرائض وما يستطيع من سنن دون إفراط أو تفريط. ويكون التوازن في الإنفاق حيث ينفق المسلم وهو يراعي جانب الإتزان قال تعالى ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً)الإسراء«29».
الواقعية الواقعية خاصية من خصائص الفكر الاسلامي واي فكر لا يتفاعل مع الواقع هو بالضرورة فكر مثال ،لا مجال له في عالم التطبيق. لذلك كان الفكر الاسلامي واقعيا يعبر عن الوجود بواقعيةعلى مستوى الكون المرئي، كما ان نظام العبادة هو الآخر واقعي يستطيع البشر ممارسة العبادة خلافا لبعض الشعائر المثالية التي يعجز البشر عن ادائها وان الله لا يكلف نفسا الا وسعها(لا يكلف الله نفسا الا وسعها) البقرة«285». هذه الواقعية لا تقتصر فقط في مجال المحسوس والعبادة المفروضة ،بل تتجاوز ذلك حيث ان الخصام بين الواقع الطبيعي والعلم الشرعي لا اصل له بمعايير الاسلام ولابد لنا ان نحرر العلوم الطبيعية ونربطها بالدين رباط العالم بالعلمين معا ومن ثم نستطيع ان نواكب العصر مجددين للدين(فالعلم الطبيعي والعلم الشرعي فرعان من علم الدين ينبغي ان يتناصرا وان يتحدا ليتوحد العلم كله، ويوجه الى الله تعالى ويسخر لعبادته فوق الارض ولكن لما اقتصر علمنا في عصر من العصور على النقل تأخر فينا علم الطبيعة ،حتى استيقظنا على صراعات الغزو الفكري الاجنبي، ووردت الينا علوم الطبيعة اليوم وهي تحمل روحا تجافي الدين، مرده الى الصراع بين علوم الدين وعلوم الطبيعة او بين رجال الدين ورجال العلم في اوربا... لا يمكن
تحديات الفكر الاسلامي: يمثل نشاط المستشرقين جانباً من التحديات التى تواجه الفكر الإسلامي « اثار المستشرقون الشبهات حول الإسلام والتشكيك في طبيعته التى ميزته عن سائر الأديان باعتباره منهج حياة ونظام مجتمع وإثارة والشبهات حول نبي الإسلام». (28) تأتي خطورة الإستشراق في أنه يخاطب طبقات مثقفة من أبناء المسلمين لذلك كانت نتائجه في الجانب العقدي لها أثرها على الفكر الإسلامي.
الغزو الفكري تحدياً آخر للفكر الإسلامي يمثل الغزو الفكري تحدياً آخر للفكر الإسلامي حيث ينفث سمومه التى تخالف الفكر الإسلامي وتتناقض مع السلوك الإسلامي فمذاهب كالماركسية والوجودية والفرويدية تدعو الى أفكار تناقض القيم الإسلامية «وتحاول المذاهب الوجودية والفرويدية أن تشكك في ثبات القيم الأخلاقية وارتباطها بالإنسان والدعوة الى أخلاق تختلف باختلاف البيئات ويدخل في هذا تلك النظريات التى طرحها فرويد وسارتر ودوركايم. وأخطر ما يواجه المسلمين من هذه النظريات الوافدة المطروحة في أفق الفكر الإسلامي أن يظن البعض أنها علوم ومفاهيم علمية مقررة». (29)
الدعوة إلى إثارة العصبية والعنصرية وإعلاء الأجناس الدعوة إلي إثارة العصبية والعنصرية وإعلاء الأجناس، ويدخل في ذلك إذكاء الدعوة الى الأقليميات والقوميات الضيقة للقضاء على روح الوحدة الإسلامية. حيث طفحت على السطح إنعكاسات هذه الدعوات على ما عرف بالقومية العربية التى ظهرت كمنافس للحركات الإسلامية بالعالم العربي مما يعني بالضرورة إزاحة الفكر الإسلامي بل والتشكيك فيه «لقد كان هدف هذه الدعوة إعلاء شأن القوميات حتى في الأمم الإسلامية ذاتها فضلاً عن فصل هذه الأمم الإسلامية وفصل العرب عن الإمتداد الإسلامي
احياء الماضي السابق للإسلام في البلاد العربية والإسلامية جميعاً كالدعوة الى الفرعونية والفينيقية والآشورية والبابلية في البلاد العربية وإحياء تراث كورش في إيران أو الهندوكية في البلاد الهندية الإسلامية وغيرها في باقي أجزاء العالم الإسلامي، كمحاولة لإحياء تاريخ ما قبل الإسلام وحضارته وتراثه الوطني وتجديده». (30)
هذه الدعاوى تستهدف الفكر الإسلامي لأنها ببساطة تصرف المسلمين عن تراثهم الإسلامي إلى تراث جاهلي، لا صلة له بالإسلام البتة وتكمن خطورة مثل هذه الدعاوى وأثرها على الفكر الإسلامي، إذا علمنا أن كل العالم الإسلامي اليوم يمثل وبدوله الممتدة بقايا لأفكار جاهلية وبعودة المسلمين في هذه البلاد الى هذه الجاهلية فإنه لا يبقى للعالم الإسلامي ما يمكن أن يعتنقه من فكر، وتحت هذه المفاهيم يمكن أن ينعش التراث الشعبي الجاهلي في شكل فلكلور «وأدب شعبي» «جرت المحاولات لإحياء التراث الجاهلي والوثني تحت اسم الفلكلور أو الأدب الشعبي وهي احدى المحاولات التي استهدفت التأثير في نصاعة الفكر الإسلامي وروحه الربانية القرآنية الخالصة ،بإعلاء تلك الصور الساذجة التافهة من الأزجال والأغاني والمواويل والأمثال العامية والوثنية البائدة التى تتعارض مع سمو التراث الإسلامي العربي القائم على البيان العربي البليغ والمضمون السامي، وقد انتشرت هذه الدعوة في السنوات الأخيرة وشملت أقطاراً عربية وإسلامية عديدة وخدعت كثيراً من البسطاء والسذج. في محاولة لإحياء التراث الجاهلي والوثني الذي قضى عليه الإسلام. لأنه يتعارض مع مفهوم التوحيد الخالص». (31)
أن الشريعة الإسلامية لا تصلح للتطبيق في العصر الحديث ومن التحديات التى يواجهها الفكر الإسلامي هو لأن الزمن قد تجاوزها، ليتم لهم بذلك فصل الدين كاعتقاد عن الجانب العملي والتطبيقي لمعاني هذا الإعتقاد حتى يصير بذلك الهدف الإستراتيجي الذي يسعى إليه المشككون للنيل من الفكر الإسلامي وذلك بفصله عن الواقع والحياة ليصبح شأنه شأن أى فكر وضعي يستخدم فقط لأغراض الديكور والبروتكول.
غياب المؤسسات العلمية والتربوية التى يمكن أن تقدم الفكر الإسلامي في صورته النقية غياب المؤسسات العلمية والتربوية التى يمكن أن تقدم الفكر الإسلامي في صورته النقية الخالصة التي تجعله بديلاً حضارياً، وأن وجدت هذه المؤسسات نجدها أيضاً غير مواكبة لزمانها «ان المؤسسات التعليمية المختلفة قد أخفقت في أن تقدم للأمة الإنسان المسلم السوي، فالجامعات التي أقيمت على النمط الغربي في بلاد المسلمين لم تر أن مهمتها اعداد العالم المسلم في سائر فروع المعرفة. . وأما المؤسسات التعليمية التي أضيفت عليها الصبغة الشرعية كالأزهر والجامعات المماثلة أو الكليات والمعاهد المشابهة لكلياته ومعاهده، فهي وان نجحت بشكل محدود في أن تقدم للأمة بعض المتخصصين الجيدين في بعض العلوم الشرعية، إلا أنها قد عجزت في أن تقدم للأمة علماء مسلمين قادة ومفكرين ومجددين يستطيعون أن يقدموا الإسلام للأمة من خلال كلياته ومقاصده وغاياته ويواجهوا التحديات المعاصرة وينتصروا عليها ولذلك انحسر الفكر الإسلامي». (32)
ان التحديات التي تواجه الفكر الإسلامي تحديات شاملة تشمل كل أشكال الفكر الإسلامي لتصبح سبباً في إنحطاط الفكر الإسلامي وحتى يتم تجديد هذا الفكر فإنه يحتاج لعمل كبير ووقفة جماعية «سوى أن تجديد الدين ينبغي أن تقوم به حركة وجماعة واسعة ولاسيما في عصرنا حيث الحياة قد تشعبت وأصبـح تجديد الفكـر أوسع وأكثـر تعقـيداً من أن يقــوم به رجـل واحـد مهمـا كـان دوره في دفع التجديد» (33)
اهتمام علم الأصول الى مجرد معلومات لا تهدي الى شيء واهتمام الفقه الى التشعيب والتعقيد صعوبة تجديد الفكر الإسلامي اهتمام علم الأصول الى مجرد معلومات لا تهدي الى شىء واهتمام الفقه الى التشعيب والتعقيد بلا جدوى وذلك كله نتاج الحياة الدينية التى جنحت نحو الإنحطاط «لكن جنوح الحياة الدينية عامة نحو الإنحطاط وفتور الدوافع التي تولد الفقه والعمل في واقع المسلمين أديا إلى أن يؤول علم أصول الفقه الذي شأنه أن يكون هادياً للتفكير – الى معلومات - لا تهدي الى فقه ولا تولد فكراً وانما أصبح نظراً مجدداً يتطور كمــــا تطور الفقه كله مبالغة في التشعيب والتعقيد بغير طائل». (34)
اتساع الرقعة الجغرافية للفكر الاسلامي إن مشكلات الفكر الإسلامي تكمن وراء الرقعة الإسلامية الممتدة مع إعتبار البيئات المختلفة وغياب مبدأ الشورى الذى يمثل أحد دعامات التجديد هذه الأسباب كانت بمثابة مشكلة من مشكلات الفكر الاسلامي . فقد اتسع المسلمون في الأرض وبسطوا سلطانهم الى مدى شاسع لكنهم لم يوافوا ذلك بما يقتضيه من تطوير أسباب الوحدة الجامعة، إذ إنتشرت جماهير الإسلام في الأقاليم البعيدة وعجزت الشورى الساريةعن أن تحيط بهم فتعطلت إجراءاتها العفوية القديمة لأن الظروف الجديدة كانت تستدعي تجديداً في طرائق الشورى لم يتح لمجتمع المسلمين» (35)
المجتمع التقليدي بالإضافة الي هذه التراكمات التاريخية التى تعتبر تحدياً للفكر الإسلامي نجد ان ثورة المجتمع التقليدي ضد التجديد تعتبر تحدياً آخر لأن التقليديين لا يكتفون بعدم التشجيع للتجديد فحسب بل يضعون العراقيل أيضاً لأى خطوة من شأنها التجديد «اننا نجابه تحدياً داخلياً من تلقاء مجتمعنا المسلم مما لم ننتبه إليه، ونتعلم كيف نعالجه فمجتمعنا يقوم بمفهومات وأعراف وصور تقليدية يؤمن أنها تمثل الدين ويغار من أدنى مساس بها، وعندما نحاول تجديد التدين وتبديل صورة الحياة الإسلامية الموروثة فمؤكد أن يثور المجتمع التقليدي بتصوراته وأوضاعه وما عهد من مذاهب وطرق أضفى عليها التراث قداسة وأضافها إلى جوهر الدين الباقي» (36)
الغلو والتفريط للسلفين من التحديات التي يواجهها الفكر الاسلامي أن الفكر الإسلامي المعاصر يقع بين غلو الإفراط والتفريط حيث أن السلفيين بنصوصيتهم الحرفية يمثلون أحد أطراف النقيض في فهم الفكر الإسلامي، بينما تأتي جماعة التفريط العلمانيين لتمثل الطرف الآخر «فهناك النزعة النصوصية الحرفية التى مثلها (الحشويه) القدماء والتى يمثلها اليوم (السلفيون النصوصيون الحرفيون) الذين وقفوا عند ظواهر النصوص رافضين التأويل بإطلاق بل ومنكرين المجاز في النص الديني ومتخذين موقفاً غير ودي من (الرأى)
مستقبل الفكر الاسلامي أمام هذه التحديات التى تواجه الفكر الإسلامي يرى بعض من يعملون في حقل الدعوة الإسلامية ان الفكر الإسلامي بخير، وأن مد الغزو الفكري قد انحسر انحسار معظم الشبهات الفكرية والعلمية المختلفة التى كانت تغشى الى وقت قريب على عقول كثير من الناشئة والمثقفين في طريق إقبالهم على الإسلام،اذ كان يدفع بها إليهم أناس احترفوا الغزو الفكري». (43)
هذا التفاؤل قد يكون في مكانه إذا نظرنا حولنا (نرى أن مد الصحوة الإسلامية بدأ يشق طريقه بكل ثقة وينفض غبار سنين جمود الفكر ،حيث نجد تجديد الفكر الإسلامي أحد المرتكزات الأساسية التي تقوم عليها الصحوة الإسلامية، (44) ولعل ثمرة هذه الصحوة الإسلامية أن تتلاقح الأفكار سواء على مستوى الجماعات الإسلامية والأحزاب، أو على مستوى الأفراد والمؤسسات الرسمية والشعبية ويتم التنسيق دفعاً للفكر الإسلامي «إن إيجابيات الإتجاهات المختلفة وفقاً لما يمكن أن يغذى بعضها بعضاً لتتراكم في إدراك الأمة كأدوار متنوعة في نسق واحد منتظم، وأن التنوع مطلوب والكثرة نافعة متى أمكن نظم وظائفها لتجيب على الوجوه المتباينة للواقع الحال بتعقيداته وتنوعاته فيعين بعضها بعضاً ويصوب بعضها بعضاً بغير تنافٍ». (45)
كذلك مما يدعو الى التفاؤل بمستقبل الفكر الإسلامي رجوع بعض المتغربين الى حظيرة الإسلام حيث تبين لهم خواء الفكر الذى لجأوا إليه، ولعل هؤلاء يمثلون خير من يعيد الثقة الى المسلمين في فكرهم الإسلامي «ورغم الإمكانات الهائلة التى سخرتها السلطات الإستعمارية لدعم تيار التغريب ورعاية مسيرته ، والتى وضعت مؤسسات التعليم والتثقيف والإعلام تحت هيمنة نظرياته ورجاله.. ورغم الحصار الذى ووجه به تيار الإحياء والتجديد من أهل الجمود والتقليد ومن المتغربين جميعاً إلا أن الواقع الفكري الثقافي – بسبب الحاجة الحضارية للمشروع التجديدي وبسبب إفــــلاس أهــل التقليد وعجزهم عن تقديم المشروع الحضاري، وبسبب فجاجة الرؤى المتغربة والرفض التلقائى والطبيعي الذى تقابل به من عقل الأمة ووجدانها، بسبب هذه العوامل وغيرها تخلقت في الواقع الثقافي ظاهــرة هامة وذات دلالة ملفتة للأنظار ألا وهي: تراجع عدد كبير من الأعــلام الذين تغربوا.. وانخراطهـــم في مرحلة نضجهم الفكري بتيار الإحياء والتجديد». (46)
مع تمنيات محدثكم الاستاذ الدكتور خليل حسن الزركاني مع تمنياتي لكم بالنجاح والتوفيق محدثكم الاستاذ الدكتور خليل حسن مع تمنيات محدثكم الاستاذ الدكتور خليل حسن الزركاني