مقرر بناء السلوك أنواع السلوك المحاضرة الرابعة أنواع السلوك أ. د/ عبد الله سيد أحمد
أهداف المحاضرة بنهاية هذه المحاضرة ينبغي أن تكون الطالبة قادرة على أن: 01 02 04
أنواع السلوك أنواع السلوك : يتنوع سلوك الفرد ويختلف من فرد إلى آخر وأيضًا من وقت إلى وقت ثان ، والغريب أننا في حالات كثيرة لا نستطيع بدقة تحديد السبب الحقيق أو الفعلي وراء هذا السلوك ، كذلك فإن الفرد نفسه لا يعرف لماذا قام بهذا التصرف ، وقد يرجع ذلك إلى تداخل الكثير من العوامل التي تدفع الفرد للقيام به على هذا النحو. ولكن يمكننا أن نحدد أو نصنف السلوك ، وذلك على ما يبدو ويظهر لنا
أنواع السلوك وبذلك يمكن أن نحدد أنواع السلوك ، نلخصها فيما يلي : أولًا : من حيث درجة وعي الفرد بالسلوك وهي : سلوك شعوري : وهو السلوك الذي يقوم به الفرد وهو مدرك وواعي للسبب الذي دفعه للقيام به ، (مثل الذهاب للعمل – قراءة الجرائد – قيادة السيارة – الأكل – الشرب – التحدث – نشاط رياضي - ... الخ). سلوك لا شعوري : وهذا السلوك يصدر من الفرد وهو لا يعي ولا يعرف السبب وراء قيامه بهذا السلوك ، (نسيان ميعاد طبيب الأسنان – فلتات اللسان – الأحلام – المبالغة في حب أو كره أحد – تصرف غير مناسب مع شخص معين ولا تستطيع أن تحدد لماذا تصرفت بهذا الشكل – نسيان شئ كان مطلوب منك إحضاره لشخص ما بالرغم من تأميدك له على أمك سوف تحضره له - ..... الخ) ، كذلك يظهر هذا السلوك اللاشعوري ، ولكن في صورة شاذة أو مرضية مثل (المخاوف المرضية "الفوبيا" – والتناقض في السلوك – السرقة مثلًا بدون الحاجة إلى ذلك – الوساوس – التوتر والقلق العصابي ... الخ).
أنواع السلوك ثانيًا : من حيث الهدف وهو تحقيق التوافق : فالتوافق هو مجموعة من الاستجابات وردود الأفعال التي يعدل بها الفرد سلوكه وتكوينه النفسي أو بيئته الخارجية لكي يحدث الانسجام المطلوب ، بحيث يشبع حاجاته ويلبي متطلبات بيئته الاجتماعية والطبيعية. ثالثًا : السلوك المرضي : وهناك سلوكيات يقوم بها الفرد ولا يدرك أو يشعر بالسبب الحقيقي الذي دفعه إلى القيام بهذا السلوك. وغالبًا ما يكون بسبب الكثير من المكبوتات التي تم كبتها في اللاشعور من إحباطات وصراعات ورغبات ودوافع متعارضة وغرائز وخبرات مؤلمة أو محزنة وخبرات مخجلة وغيرها ... الكثير. والتي كبتها الفرد لأنها تسبب له القلق والتوتر ونتيجة لذلك نجد الفرد يقوم وهو مدغوعًا للقيام ببعض السلوكيات والتي لا يعرف سببها : فنجد بعض الأفراد الذين يجدوا أنفسهم مدفوعين إلى تكرار سلوك معين على الرغم من اقتناعهم بعدم معقولية هذا السلوك.
مرض العصاب الوسواس القهري وهذا ما يعرف بمرض العصاب الوسواس القهري : الوسواس هو مرض عصابي والذي يتعلق بتسلط فكرة معينة على الفرد ، أو اندفاعات أو مخاوف أو أفعال قهرية في هيئة طقوس حركية مستمرة أو دورية ، ويعتقد الفرد في عدم صحتها بل في سخفها ويريد أن يتخلص منها ولكنه لا يستطيع. أما القهر فإنه يشير إلى الأفعال الحركية والتي يجد الفرد نفسه مجبرًا أو مضطرًا إلى عمل أشياء معينة أو إتيان حركات خاصة لا يقتنع بأهميتها أو جدواها ولكنه لا يستطيع إلا أن يفعلها ، وأنه إذا لم يفعلها فإنه يشعر بالضيق والتوتر وعدم الراحة وتستمر هذه الحالة القلقة إلى أن يأتي هذه الأفعال القهرية.
مرض العصاب الوسواس القهري ويعود الارتباط بين الوساوس والقهر إلى أن الوساوس تولد القهر ، فإذا ما تسلطت الأفكار الوسواسية على الفرد فإنه يلجأ إلى أساليب سلوكية معينة لكي يتغلب على القلق المصاحب لتسلط هذه الأفكار. كذلك فإن السلوك القهري يتضمن درجة من الوسوسة ، لأن هذا السلوك يقابل بمقاومة من جانب الفرد ورغبة شديدة في التخلص منه ، مما يدفع المريض إلى التفكير ومحاولة تفسير هذا السلوك وهو تفكير ذاتي اجتراري بين المريض ونفسه ، أي أنه نوع من الوسوسة. (علاء كفافي : 1987 ، 441 ، 442) أما الأساليب التي تنجح نسبيًا في تخفيض القلق ، فإنها تميل إلى أن تثبت وتأخذ شكلًا قهريًا ، مثل الشخص الذي يجد نفسه مرغمًا على أن يغسل يديه كل خمس دقائق ، ولا يطمئن ولا يهدأ باله حتى يقوم بهذا العمل. وتظهر أعراض الوسواس القهري : في الشخصية الوسواسية والتي تتميز بالصلابة وعدم المرونة وصعوبة التكيف والتأقلم للظواهر المختلفة مع حب الروتين والنظام وضبط المواعيد والدقة في الأعمال والاهتمام بالتفاصيل والثبات في المواقف الشديدة.
مرض العصاب الوسواس القهري - الإندفاعات ولاشك أن الإنسان الناجح يحتاج لبعض سمات الشخصية الوسواسية حتى يستطيع تنظيم ذاته. ولكن إذا زادت عن الحدود الطبيعية ، فتجعل هذه الشخصية عرضة للصدام مع الأفراد المحيطين به. (وكما سبق وأن أشرنا إلى أن زيادة أي عرض عن الحد الطبيعي فإنه يصبح مرض ، فلصحة النفسية والمرض النفسي ما هي إلا درجات). قد تنتاب الفرد بعض من الأفكار أو الصور التي تسيطر عليه ولا يقدر على أن يبعدها عن ذهنه مثل المريض الذي كانت تراوده فكرة وصورة الجثة بعد تعفنها ، وأخذت هذه الصورة تلح عليه في كل وقت لدرجة أن اعتزل عن مخالطة الآخرين. الاندفاعات : يشعر المريض برغبة جامحة أو اندفاع لكي يقوم بأعمال لا يرضى عنها مثل ضرب أو ركل المارة في الشارع ، أو دفع اخوته من الشرف ، أو رمي نفسه من القطار أو الأوتوبيس ، أو مثل الشاب الذي كانت تلح عليه رغبة ملحة في قضم أظافره لأنها مليئة بالميكروبات.
مرض العصاب الوسواس القهري وأسباب الوسواس القهري : هناك عدة تفسيرات لأسباب الوسواس القهري : فيفسر رواد التحليل النفسي إلى اضطراب في المرحلة الشرجية في تكوين شخصية الفرد وقسوة رقابة الأنا الأعلى للفرد على كل تصرفاته. ويلعب العامل الوراثي دورًا هامًا في نشأة الوسواس القهري ، فقد وجد أن بعض أبناء المرضى بالوسواس يعانون من نفس المرض. ويتداخل العامل الوراثي مع البيئي لأنه لاشك أن الوالد والوالدة غير المرنة ، ذات المثل العليا ، والضمير الحي والوسواسية في تصفاتها سينعكس على شخصية أطفالها سواء وراثيًا أو بيئيًا. قد ذهب البعض في تفسير مرض الوسواس القهري إلى أن سببه هو وجود يؤرة كهربائية نشطة في لحاء المخ. وتسبب هذه البؤرة حسب مكانها في اللحاء فكرة أو حركة أو اندفاعًا ، وتستمر هذه الدائرة الكهربائية في نشاطها رغم محاولة مقاومتها ، مثل الأسطوانة المشروخة والتي تكرر نفس النغمة بصفة مستمرة. وهناك الكثير من الأمراض النفسية والتي تدفع الفرد إلى القيام ببعض السلوكيات المضطربة ، والتي يكون القلق النفسي عملًا قويًا في ظهورها والتي تعرف بالأمراض العصابية.
محكات أو معايير الحكم على السلوك محكات أو معايير الحكم على السلوك : كما سبق وضحنا أن هناك أنواع متعددة من السلوكيات التي تصدر عن الفرد ، منها ما هو مناسب وسوي ويتقبله المجتمع ومنها ما هو غير سوي أو غير مناسب مع طبيعة المجتمع الذي يعيش فيه هذا الفرد. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو كيفية الحكم على السلوك (سوي – أو غير سوي) ؟
محكات أو معايير الحكم على السلوك معايير الحكم على السلوك : أولًا : محك غياب العلامات المرضية : تعني العادية بناء على هذا المحك الخلو من المرض ، ويتشابه هذا المعنى مع مفهوم العادية في مجال الصحة النفسية وهو "التحرر من المرض" ، فإن أغلب الناس وفق هذا المحك يفترض أن يكونوا أصحاء نفسيًا. بمعنى لا يظهرون علامات مرضية ، فإن العاديين من الناس لا ينتظر منهم أن يسلكوا عند مستوى عال ، ولكن ينتظر أن يسلك أغلبهم بطريقة بطريقة معقولة ، وفي حدود المدى الطبيعي وأنهم خالون بدرجة معقولة من مشاعر عدم الراحة. إن الأفراد الذين يتصرفون وفقًا لمستوى التكيف المناسب (مستوى السلوك المحدد بالمجتمع) يعتقد أنهم سوف يظهرون صحة نفسية إيجابية. أن محك غياب العلامات المرضية في تحديد السلوك السوي يشيع استخدامه في مجال الصحة النفسية.
محكات أو معايير الحكم على السلوك ثانيًا : المعيار أو المحك الاجتماعي : إن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه ، فهو لا يستطيع أن يعيش بمفرده ، وذلك لأنه يعتمد ويحتاج إلى الآخرين في إشباع دوافعه وحاجاته ، وهو في ذلك يتفاعل ويتعامل مع الآخرين من أفراد المجتمع. وفي أثناء ذلك يتعلم أساليب السلوك التي تتناسب مع طبيعة وظروف هذا المجتمع ، ويتم هذا التعلم منذ المراحل الأولى في حياة الطفل. وكما سبق وأن أوضحنا أن الفرد يكتسب هذا السلوك عن طريق التعلم المختلفة. وأن السلوك السوي أو السلوك المناسب هو الذي يوافق عليه المجتمع بأنه سلوك عادي ويتفق مع عادات وتقاليد هذا المجتمع. ولذلك نرى أن السلوك الذي تعارف عليه مجتمع ما على أنه سلوك عادي وسوي ، قد لا يدل نفس هذا السلوك في مجتمع آخر على السواء.
محكات أو معايير الحكم على السلوك فإن معيار الحكم على السلوك مرتبط إلى حد كبير بثقافة المجتمع الذي يعيش فيه الفرد، بل يرتبط أيضًا بالفترة الزمنية ، حيث أن معايير السلوك المناسب والسوي ترتبط إلى حد كبير بالتغيير والتطور الذي يشهده هذا المجتمع ، فإن السلوك الذي كان يعتبر سويًا في الماضي ، قد لا يكون كذلك في الوقت الحاضر (مثل تعليم المرأة – عملها - ... الخ). كما أنه حتى في الثقافات الفرعية في مجتمع معقد ، سوف نجد اختلافات واسعة في المعايير الاجتماعية والتي يمكن أن تجعل من سلوك معين ، مقبول ومستحسن في مكان ما ، وغير مقبول ومستهجن في مكان آخر داخل ذات المجتمع.
محكات أو معايير الحكم على السلوك كما يجب أن يتفق أيضًا السلوك العادي من حيث : المرحلة العمرية : إن السلوك الذي يرتبط ويتفق مع المرحلة العمرية التي يعيش فيها الفرد تعتبر محددًا لطبيعة السلوك. فإن السلوك الذي يعتبر عاديًا مثلًا في مرحلة الطفولة والذي يتفق مع خصائص هذه المرحلة ، فإن نفس هذا السلوك لا يدل على السواء في مرحلة عمرية أخرى ، كما أن السلوك الذي يصدر في مرحلة المراهقة ويعتبر عاديًا وسويًا فإنه لا يعتبر عاديًا في مرحلة الشيخوخة ، وهكذا ... الخ. ملائمة السلوك مع نوع الجنس : حيث أن كل مجتمع يحدد بطريقة ضمنية معايير ومحددات للسلوك السوي لكل من الذكر والأنثى. أن يتفق السلوك مع طبيعة الدور : الذي يقوم به الفرد (دور الفرد كأب – أم – زوجة – عامل – طالب .... الخ).
محكات أو معايير الحكم على السلوك ثالثًا : المحك أو المعيار الإحصائي : يعتبر المعيار الإحصائي من المحددات التي توضح ما إذا كان هذا السلوك سوي أم لا؟ بمعنى أن نقرر ونحكم على هذا السلوك بمدى انحراف هذا السلوك عن المتوسط العام. وذلك بتحديد عدد مرات ظهور هذا السلوك أو مدى تكراره. فعلى سبيل المثال فإن بكاء الطفل يعتبر عاديًا ، ولكن بكاءه وصراخه باستمرار وبدون أسباب واضحة ، فإن هذا يعتبر غير عادي. كذلك مدى استمرارية هذا السلوك ، أي المدة الزمنية التي يظهر فيها هذا السلوك ، فعلى سبيل المثال فإن الحزن شئ طبيعي ولكنه إذا استمر فترة طويلة عن العادي فإنه يعتبر سلوكًا غير سوي. كما أن ندرة أو قلة ظهور السلوك يعتبر أيضًا محددًا للسلوك الغير عادي.
محكات أو معايير الحكم على السلوك رابعًا : المعيار أو المحك المثالي (العادي = المثالي) : يقوم هذا المحك على أساس صياغة العادي من السلوك في كلمات مثالية أو مرغوبة والتي تصف سلوك مثالي أكثر منه سلوك معقول أو سلوك متوسط ، يلاحظ في المحادثات العادية بين الناس أن لفظ العادي يستخدم لتقيم السلوك وفي نفس الوقت في وصف هذا السلوك. أن لفظ العادي يستخدم في تقييم السلوك وفي نفس الوقت في وصف هذا السلوك ، لذلك فإن الحكم عادة ما يكون متضمنًا في التعبير عن مرغوبية فعل أو سلوك معين. وعلى هذا فإن الشخص العادي يعتقد أنه جيد ، معقول ، ناضج ، يعمل بكفاءة ، متماسك بطريقة جيدة ، خالي من العقد المعرقة ، واقعي ، كفء ، مستقل ، قادر على إعطاء الحب وتقبل الحب ... وهكذا. وعلى النقيض من ذلك يعتبر الفرد غير العادي بناء على المحك المثالي لديه عجز أو نقص في واحدة أو أكثر من الطرق الرئيسية في التفاعل الاجتماعي.
محكات أو معايير الحكم على السلوك خامسًا : المعيار أو المحك الذاتي : يعتبر الفرد نفسه هو أحد المحددات للسلوك ، وذلك عندما يرى الفرد أن سلوك ما يتفق أو لا يتفق معه ومع شخصيته وظروفه والتي يحددها هو نفسه ، فقد يرى الفرد أن هذا السلوك مناسب بالنسبة له ، وقد يراه فرد آخر بأنه سلوك غير متناسب مع طبيعته ، وذلك لأننا نعلم أن كل شخصية لها ما يميزها ويجعلها متفردة عن غيرها. يوجه إلى هذا المحك عديد من أوجه النقد ومنها أنه يتضمن حكم شخص لحالة مشاعره والخبرات التي يخبرها هو وأن الشخص يعتبر صحيحًا نفسيًا عندما يعتقد هو ذلك ، وتعتمد الحقيقة في هذا الموقف بقدر كبير على قدرة الفرد على الاستبصار ومدى منطقية حكمه.
الفيديو
الأسئلة
الأسئلة والاستفسارات ؟