المدينة العربية والإسلامية
مقدمة تعد جغرافية المدن فرعاً من فروع الجغرافية البشرية ، وإن كانت حديثة النشأة بالمقارنة مع بقية فروع الجغرافيا البشرية . ويمكن القول أن بعض البدايات الأولى لجغرافية المدن قد ظهرت عند قدامى الجغرافيين مثل المؤرخ الإغريقي " اسطرابون" ، ومن بعده الجغرافيون العرب والمسلمين وخاصة الاصطخري وابن حوقل وابن خلدون وغيرهم .
وإذا كانت جغرافية العمران تنقسم إلى شقين : إحداهما يدرس جغرافية الريف والآخر يدرس جغرافية المدن ، فإن الاهتمام بدراسة المدن أكثر وضوحاً ، لأن اتجاه سكان العالم يتزايد إلى سكنى المدن في كافة الأقطار لماذا ؟ ، بحيث تتناقص نسبة سكان الريف إلى سكان المدن في معظم دول العالم ، مما يوحي بأن سكان العالم جميعاً سيتحولون إلى سكان مدن ، ويحدث ذلك بمعدلات سريعة في دول العالم النامي الذي يشهد طوفان من الهجرة من الريف إلى المدن ، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم مشكلات الريف والمدن على حد سواء .
جغرافية السكان جغرافية النقل جغرافية الزراعة جغرافية المدن جغرافية الريف جغرافية السياحة جغرافية الصناعة جغرافية الاستيطان
المدينة ( ماهي ؟) ظاهرة حضارية حضرية (مدنية) ميزت المجتمعات البشرية الأولى فقد كانت العامل المميز لانتقال الإنسان من طور البربرية والوحشية إلى التمدن والحضارة. ويرى العلماء أن المدينة القديمة لا تشبه في تكوينها المدينة المعاصرة، لكونها عبارة عن تجمعات حضرية على حد تعبيرهم، لعدم قدرتها على التعامل مع المشكلات الاجتماعية للمدن الذي يعد من السمات الحضارية للمدينة، وأهمها مشكلة العلاقة بين المركز والاطراف، التي تعد المرشحات الاجتماعية للإعداد الاجتماعي للأفراد الوافدين للتعامل مع حياة المدينة، إذ تشكل هذه الأطراف بؤرة المشاكل الاجتماعية في المدينة التي تقل كلما اتجهنا نحو المركز وتزداد الاعمال التجارية والصناعية البعيدة عن الانتاج الزراعي بنفس الاتجاه( هل تتفق المدينة القديمة مع المعاصرة في سماتها ؟ )
ويصنف الباحثون الجغرافيون عدة مراحل لنشوء المدن تبدأ بمرحلة الظهور على شكل مستوطنة ومن ثم تتوسع نتيجة زيادة استعمالات الأرض للأغراض غير الزراعية (الدينية أو الصناعية او التجارية) فضلا عن إقامة وحدة معمارية تؤدي دور النواة المركزية للمدينة. ومن هنا يمكن القول أن المدينة تبدأ على شكل بلدة أو مستوطنة حضرية ثم تدخل في المرحلة الثانية وهي مرحلة النمو الذي يكون في أغلب الأحيان عن طريق نمو السكان بدافع الهجرة فضلاً عن النمو الطبيعي فيها.
الأمر الذي يتطلب التوسع في التقسيم الاجتماعي للعمل من خلال المؤسسات الإدارية لتنظيم الحياة الاجتماعية للسكان الذين أصبحوا يفتقدون إلى التجانس نتيجة تعدد أصولهم الاثنولوجية الذي تخلقه الهجرة لتصل بذلك الى مرحلة النضج التي تتمثل في الاتساع الأفقي (الجغرافي للمدينة ) والاتساع العمودي الذي يمثله التعقد في تقسيم العمل والتنظيم الاجتماعي بسبب تعقد هيكلية بناء المدينة وزيادة الحاجة إلى الخدمات وزيادة الكفاءة الوظيفية للعاملين في هذه النشاطات.
( اذكر أهم مراحل نشأة المدن .) لتصل بذلك عند اكمال هذه المتطلبات إلى مرحلة النضج التي تتمثل في اكتساب المدينة الأهمية المركزية بين البلدات المحيطة بها أو على الأقل القريبة منها لتشكل هذه البلدات بالتالي أطرافا لهذه المدينة وعند هذه الحالة لا بد أن يرقى التنظيم الاجتماعي فيها إلى كل ما يضمن سلامة الحياة الاجتماعية (الاستقرار والاستمرار) فضلا عن زيادة كفاءة الاستعمالات العامة للأرض نتيجة ارتفاع الكثافة السكانية في المدينة. ( اذكر أهم مراحل نشأة المدن .)
(ماهي العوامل الرئيسة لنشأة المدن ؟) عوامل نشوء المدن : (ماهي العوامل الرئيسة لنشأة المدن ؟) أهم العوامل الرئيسية لنشوء المدن هو العامل الطبيعي والذي يتمثل في الموقع (الاستراتيجي) من حيث دوره وكفاءته في تحقيق الكفاية أو الوفرة الانتاجية للغذاء وتوافر مصادر المياه لذلك نشأت المدن القديمة على ضفاف الأنهار أو عند مصباتها.
ويلعب العامل الثاني وهو العامل الديني دوراً مهماً في نشوء المدن وتطورها في معظم الأحيان، فقد كان العامل المميز للمدن القديمة إذ يحتل المعبد الرئيسي مركز المدينة في معظم الأحوال إلا أن السمة الدينية لا تغلب على معظم هذه المدن نتيجة اضطلاعها بالوظائف المهمة التي قد تتساوى في بعض الأحيان مع الأهمية الدينية.
والعامل الثالث في نشوء المدن هو العامل العسكري من ناحية الدفاع عن المدينة فغالبا ما يتم اختيار مواقع المدن قرب الموانع الطبيعية لتسهيل عملية الدفاع عنها وبالتالي استمراريتها في البقاء. ويلعب العامل الرابع الإداري والسياسي أهمية بالغة في نشوء المدن الذي يتناسب مع أهميتها وكبر حجمها ومركزيتها بين المدن المحيطة أو البلدات فتمثل بذلك عاصمة لدولة المدينة في حالة المدن القديمة .
اما بالنسبة إلى العامل الاقتصادي الذي يطغى عليه النشاط التجاري فإنه يمثل العامل الخامس في نشوء المدن، فضلاً عن تعدد النشاطات الانتاجية التي تعتمد على التجارة في استمراريتها حتى في حالة الاقتصاد الزراعي للمدينة.
وأخيرا العامل السادس وهو العامل الاجتماعي، إذ تلعب الهجرة الدور الأساس في نشوء المدن وتطورها لأنها تشكل عوامل جذب للسكان نظراً لوجود الخدمات وتعدد فرص العمل فتتركز أهمية هذا العامل على قدرة المدينة على استيعاب الوافدين الجدد وقدرتها على تهيئتهم للحياة الحضرية وبالتالي قدرتها على الحفاظ على الهوية الثقافية للمدينة من خلال تطبيعهم على الحياة الحضرية أو المدنية بتزويدهم أو تدريبهم بالقدرة على تقبل القيم الحضرية بدلا من القيم الأصلية للمهاجرين الأمر الذي يتيح لهم التعايش و التفاعل الاجتماعي الايجابي داخل المدينة.
الاستيطان أو العمران البشري ، فرع حديث في الدراسات الجغرافية يرتقي به العهد الى مطلع القرن العشرين ، ولعل أبرز أهدافه هو الربط بين مظاهر السطح والخصائص الطبيعية للمكان من جهة وبين اختيار مواضع للمستوطنات لأغراض معينه من جهة أخرى . نشوء الاستيطان وتطوره
وحينما ينظر الجغرافي الى الصور الحالية لتوزيع المستوطنات البشرية ، فأنه يتعرف من خلال التباين في توزيع كثافة الاستيطان وتنوعه على البيئات المتنوعة والظروف الطبيعية التي خضع لها كل إقليم ، إضافة الى مقدار الجهود التي بذلها الانسان لاستقراره ، وثبتت أقدامه فيها ، وبتحديد هذه الأنواع من المستوطنات والعلاقات بين سكانها من جهة والبيئات التي توجد فيها من جهة أخرى مما أدى الى تحديد الأنماط المختلفة من الاستيطان .
معيشة الإنسان القديم
( أكتب المصطلح الجغرافي ) وقد اتسع منهج البحث في الآونة الأخيرة ليشمل النواحي الاجتماعية والاقتصادية والعمرانية للمستوطنات فكما تهتم الجغرافية بدراسة الإنسان من حيث توزيع وانتشاره ، كذلك باستخدام الأرض في مجالات مختلفة في مقدمتها اختيار الإنسان مواقع لاستقراره دون غيرها متخذا إياها موطناً للعمران . ومن هنا فقد أكد (فلبريك ) في تعريفه للجغرافية تحليل وتفسير أنماط السكن ، على أن الدراسات التي تناولت العمران لم يعد التركيز فيها على أنماط المساكن ومواد البناء المستخدمة بل على موضوعات تتعلق بتوزيع وتصنيف المساكن والتنظيم المكاني للمساكن والمستوطنات . ( أكتب المصطلح الجغرافي )
ويبدو هذا النمط من الدراسات قد لاقى اهتمام المدرسة الفرنسية حيث قام العديد من روادها بدراسة مفصلة للمستوطنات كما قام الجغرافيون الألمان بدور مماثل وعنيت بها المدرسة الإنكليزية التي وسعت نطاق دراستها فشملت المستوطنات الريفية مثلما شملت مراكز الحضارة واتخذ اسم جغرافية ( الإستيطان ) أو العمران البشري . ولا ريب في أن اهتمام الجغرافية بالمسكن إنما هو من قبيل العناية بظاهرة من صميم حياة الإنسان ومن شأن الجغرافي في تعميق النظرة الموضوعية وتوسيع دائرة البحث الميداني ، وصولاً إلى تقويم عملية السكن ، وأنماط المستوطنات ومتابعة العوامل المؤثرة بها .
يمثل الاستيطان مرحلة مهمة في تطور المجتمعات البشرية بما يعكسه من آثار ونتائج في المراحل التالية من تطور المجتمعات فاستقرار الإنسان في بيئة معينة يعني تكيفه لإجوائها كما ينتج عن ارتباطه بالأرض واتجاهه نحو استثمارها واستقراره عليها قيام نوع من العلاقات الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة . البعد التاريخي للاستيطان
إن التجمعات السكانية في العالم وليدة ظروف وتفاعلات بين السكان من جهة والبيئة الطبيعية من جهة أخرى ، وهذا يعمل على تجمع السكان في بيئات معينة كنوع من أنواع الكفاح من أجل البقاء والاستمرار بما يؤدي إلى شكل من أشكال التوزيع يضع الإنسان في المكان الأكثر ملائمة له ولظروفه الاجتماعية والاقتصادية .
وتمثل القرية ( نواة المدينة الأولى ) أقدم مراكز الاستيطان البشري وأكثرها انتشارا على سطح الارض فلقد اضطر الإنسان إلي الاستقرار عقب حقب طويلة متنقلا بحثا عن الماء والكلأ والراحة والأمان ومن المرجح أن استقرار الإنسان هذا ارتبط أول الأمر بالملاجئ والكهوف التي اتخذت فيما بعد شكل المنازل الصغيرة وكانت أول التجمعات السكنية . ويعود ظهور النويات الأولى إلي العصر الحجري الحديث خلال الفترة 10000 ـ 7000 ق . م حيث انتقل الإنسان من مرحلة الجمع والالتقاط والصيد إلي مرحلة الرعي والزراعة وتقترن الحضارات الزراعية بظهور هذه التجمعات ، فهي أول مظهر من مظاهر التعاون بين السكان في العمل والنشاط الاجتماعي .
ولعل أول هذه التجمعات ظهرت في أرض الرافدين ووادي النيل واقليم البنجاب في الهند وربما كانت هذه النويات الاولى التي تطور منها هذا النوع من العمران البشري الى المدن . ويمكن اعتبار المرحلة الاولى التي بدأ فيها الإنسان بإنتاج الغذاء وما بعدها تاريخاً متميزاً في حياته بل وثورة حقيقية في التطور الحضاري البشري لأن التحول من استهلاك الغذاء إلى الانتاج غير من أسلوب استخدام الأرض وصور توزيع الجماعات البشرية وطريقة استقرارها وتعمير الأرض . ومن المعروف أن المدينة كانت تمثل مخزناً للغذاء ، إلا أن الحاجة إلى الأمن لا تقل أهمية عن ذلك ومن هذه الأهمية نجد أن توزيع الوحدات السكنية وطريقة انشائها قد تأثر كثيراً بدرجة تحقيقها للأمن والاستقرار من جهة ، وتلبية المتطلبات الغذائية من جهة أخرى .
ولاشك فان لطول فترة التعمير البشري أثرا واضحاً في حجوم مراكز الاستيطان فغالباً ما تتسم مناطق التعمير القديمة بكثافة في سكانها وتتقارب بين مستوطناتها بينما تكون الاقاليم حديثة التعمير صغيرة الحجم ومتباعدة ويبدو أن معظم المدن القديمة كانت عبارة عن قرى اندثرت إما بسبب تغيير مجاريها أو بسبب تغير الظروف المناخية او الحروب والأمراض والأوبئة أو الأحداث السياسية ولم يبق منها سوى الأطلال .
الاستيطان في أرض الرافدين إن نشوء المدن القديمة على ضفاف الأنهار أو عند مصباتها يكاد يكون سمة مشتركة بين معظم المدن القديمة التي نشأت فيها الحضارات القديمة إلا أن العامل المميز لهذه المدن بعضها عن البعض الأخر هو الارتباط المباشر بين الحياة فيها و بين التغيرات الطبيعية التي تحدث لهذه الأنهار. بل إن استمرارية الحضارة ذاتها جاء من هذا المنطلق الذي خلق نمطاً من التحدي الطبيعي لحياة الإنسان في صراعه مع الطبيعة من أجل البقاء ، فكانت الحياة المدنية لسكان المدن القديمة هي العامل الأساس في خلق الاستجابة المناسبة في التوقيت المناسب لتحد من التأثير السلبي للطبيعة المفرطة القوة لمعظم هذه الأنهار.
التجمعات الاستيطانية القديمة في بلاد الرافدين
وبالتالي فأنها العامل الأساس في استمرار الحضارة في البقاء وتطورها من خلال التراكم المعرفي والتكامل الحضاري الذي يستند الى التنوع الهائل الذي تتضمنه المدينة ممثلا في تعقد نمطية التقسيم الاجتماعي للعمل بين المكونات الديموغرافية للمدينة و التي ارتبطت بعضها مع البعض الأخر من خلال الحياة المدنية.
المدينة العراقية القديمة تعد المدينة العراقية القديمة من بين أولى المدن القديمة التي نشأت على ضفاف الأنهار أوعند مصباتها ، إذ يمتد عمر المدينة العراقية القديمة إلى منتصف الألف الرابع قبل الميلاد بصفتها الحاضنة الحضرية والحضارية التي ظهرت في جنوب حوض الرافدين خاصة (بلاد سومر) والتي تنطبق عليها الخصائص الحضرية للمدينة المعاصرة من حيث كبر الحجم الجغرافي والتنوع الديموغرافي للسكان و قدرتها على تأمين عيشها من خلال الوفرة في الانتاج الزراعي للأراضي التابعة لها، فضلاً عن بروز الشخصية الحضرية المميزة لها التي تعد من أهم عوامل جذب السكان اليها، فضلاً عن قيامها بإضفاء السمة الحضرية على الوافدين إليها و إذابتهم أو دمجهم في مجتمع المدينة الذي يتيح لهم التعايش و التفاعل الاجتماعي الايجابي الذي يحقق الأهداف الفردية و الاجتماعية على حد سواء.
ويشير بعض الباحثين إلى أن الزراعة نشأت في شمال العراق القديم على شكل مستوطنات يمكن تسميتها بالقرى ، إلا أن وعورة الأرض، و الاعتماد المباشر على الأمطار، و محدودية ضمانة الانتاج الزراعي الغذائي هو العامل الأساس في تحديد حجم هذه القرى و عدم تطورها إلى مدن إلا في وقت لا حق بعد أن تم اكتشاف وسائل الري و الحفاظ على المزروعات من الفيضان أو الجفاف نتيجة شحة الأمطار، فنمت تلك القرى بالتدريج ثم أصبحت مدناً.
لقد كانت عبقرية السومريين ، ودأبهم على العمل ، وقواهم الخلاقة المبدعة ،هي العوامل الحاسمة التي جعلت من جنوب العراق مهداً لأولى المدنيات القديمة وينبوعاً من ينابيع العلم والمعرفة في العالم القديم ، وهكذا فقد تجاوز جنوب بلاد الرافدين نمط التنظيم الاجتماعي الريفي إلى نمط التنظيم الاجتماعي المدني الذي يقدم ظروفاً أفضل لإنعاش الأعمال الفنية وازدهار التقدم التقني ، كما أن العوامل الجغرافية التي جعلت ظروف المعيشة أكثر صعوبة في الشمال عنها في الجنوب ساعدت هي الأخرى في جعل الأخير أكثر تحضراً ، ولم تقتصر هذه الظاهرة التاريخية على ارض بلاد الرافدين فحسب حيث يشاهد ان الحضارات القديمة في مصر والهند والصين قد ولدت هي الاخرى في احضان الوديان العريضة الدافئة وتأسست كذلك على الري النهري.
والجدير بالذكرتزامن ولادة المدينة العراقية القديمة في بلاد الرافدين (Mesopotamia) التي مثلت المهد الاول لأرقى الحضارات الإنسانية مع نشوء العديد من المدن على ضفاف الأنهار أو عند مصباتها مما دفع الباحثين الى وصفها "مدنيات الري القديمة"، مثل مدن وادي النيل ( Nile valley) التي وسمت بانها "مدن متريفة". ( تعد المدينة العراقية القديمة من بين أولى المدن القديمة التي نشأت على ضفاف الأنهار أوعند مصباتها. اشرح ذلك مع ذكر مثال توضيحي لأهم هذه المدن ) .
من أهم المدن العراقية القديمة مدينة "أور"
أور مدينة أثرية سومرية تقع في جنوب العراق ، وكانت عاصمة للدولة السومرية عام 2100 قبل الميلاد ، وكانت مدينة بيضاوية الشكل وتقع على مصب نهر الفرات في الخليج العربي إلا أنها حاليا تقع في منطقة نائية بعيدة عن النهر وذلك بسبب تغير مجرى نهر الفرات على مدى آلاف السنين الماضية، وتقع حاليا على بعد بضعة كيلومترات عن مدينة الناصرية جنوب العراق وعلى بعد 100 ميل شمالي البصرة . وتعتبر واحدة من أقدم الحضارات المعروفة في تاريخ العالم. ولد فيها النبي إبراهيم أبو الأنبياء عام 2000 قبل الميلاد، واشتهرت المدينة بمبنى الزقورة التي هي معبد للآلهة إنيانا آلهة القمر حسب ما ورد في الأساطير (الميثولوجيا) السومرية. وكانت تحتوي على 16 مقبرة ملكية شيدت من الطوب اللبن. وكان بكل مقبرة بئر . وعند موت الملك يدفن معه جواريه بملابسهن وحليهن بعد قتلهن بالسم عند موته، وكان للمقبرة بنيان يعلوه قبة .
مدن وادي النيل القديمة الحضارة المصرية القديمة في العصور التاريخية بدأت تنمو في وادي النيل نحو عام 3100 ق.م. ، وكانوا متدينين جدًا، فبنوا معابدهم من الحجارة، ومساكنهم من الطين أو الطوب المحروق وغير المحروق ، وتميّزت دياناتهم بالإيمان بالحياة بعد الموت، لذا كان حرصهم على الحياة الآخرة، ببناء القبور وتزويدها بأمتعة وأثاث لاعتقادهم أن الميت قد يحتاجه في حياته الآخرة، ولذا حنّطوا موتاهم أملاً في ألا تفنى أجسادهم في الحياة الآخرة. كما بنوا الأهرامات لتكون مدافن لهم، أو لتعلو مدافن ملوكهم وملكاتهم وسادتهم. وقد ظلّت الأهرامات معجزة هندسية ومن عجائب العالم السبع. وكانت حضارتهم راقية، فعرفوا الآداب والطب والهندسة والحساب والفن والصناعات الراقية الدقيقة .
من أهم المدن المصرية القديمة ( طيبة )
رسم تخيلي لمدينة طيبة
تعد طيبة Thebesمن أعظم عواصم الشرق القديم، إذ كانت عاصمة أعظم امبراطورية أقامتها الدولة المصرية الحديثة (1575ـ1087ق.م) ، وقد امتدت هذه الامبراطورية من الفرات شمالاً إلى السودان جنوباً. تقع طيبة في محافظة قنا الحالية، على بعد670كم جنوب القاهرة، على خط العرض 26 شمال خط الاستواء وعلى شاطئ النيل الشرقي، في القسم الجنوبي من ثنية قنا، حيث يكون النيل أقرب ما يكون إلى البحر الأحمر. وتنقسم طيبة إلى قسمين رئيسين، يضم القسم الأول مدينة الأحياء، ويقع إلى الشرق من النهر، حيث تبدأ الحياة بشروق الشمس، أما القسم الثاني فكان يضم مدينة الأموات، ويقع على الشاطئ الغربي من النيل حيث الغروب.
المدن الاسلامية مع ظهور الإسلام كون المسلمون إمبراطورية واسعة ، وازدهر العمران في ظل الدولة الإسلامية ، وظهرت مدن أدت دوراً مهماً في نشر الثقافة وتقدم التجارة ، من أبرز هذه المدن التي أنشأها المسلمون مدينة فاس والرباط وقرطبة والنجف وكربلاء ، كما أنشئت مدن عسكرية مثل البصرة والكوفة والفسطاط والعسكر والقطائع ثم القاهرة .