المهاراتُ اللُّغويَّة
مركز الهيثم للُّغات والتَّرجمة
والصلاة والسلام على رسول الله مهارة الكلام المحادثة
تعد مهارة الكلام من أهم المهارات في المذهب الاتصالي، حيث يتم التركيز عليها في جميع برامج تعليم اللغة. وهي إحدى المعايير التي تقاس بها كفاية الطالب في اللغة الأجنبية، تمكنه من اللغة الأجنبية بطلاقة وصحة. ( وهي تعتبر من المهارات الخلاقة، لأن المتحدث يختار من العبارات والمفردات والتراكيب اللغوية، ما يناسب الأفكار التي يريد التعبير عنها، والموقف الذي يتم الاتصال فيه)
عند تعليم مهارة الكلام يجب أن يشجع المعلم طلابه على الخلق والإبداع والابتكار والمبادرة. ويستطيع الدارس أن يفعل ذلك، عندما يضع طلابه في مواقف يضطرون فيها ، للبحث عن الكلمات والأبنية التي تعبر عن أفكارهم. ولما كانت المحادثة شديدة الأهمية ،بالنسبة لمهارة الكلام ، فإن على المعلم أن يعنى بها ومن البداية.
وعند القيام بتدريب الطلاب على المحادثة هناك أشياء لابد منها وعند القيام بتدريب الطلاب على المحادثة هناك أشياء لابد منها. فالمدرس يجب أن يحفظ أسما طلابه حفظا دقيقا، وأن يتعرف على شخصية كل منهم وخلفيته الثقافية والاجتماعية، وأن يدرك اهتمام كل طالب وأهدافه. وهناك عدة وسائل تساعد على حفظ الأسماء، مثل ترديد اسم الطالب خلفه عدة مرات سراً وجهراً، ومحاولة الربط بين اسم الطالب وملامح شكله، عن طريق الخصائص المميزة. كما يجب أن يعلم المدرس طلابه كيف يحفظون أسماء بعضهم بعضا، ويستخدمونها عند المحادثة.
وعلى المدرس أن يصغى باهتمام إلى الطالب، عندما يتحدث، ويشعره بالثقة والاطمئنان، ويثني عليه، كلما كان أداؤه سليماً، وأن يكثر من الابتسام. إذ إن ذلك يجعل الجو دافئاً، ومشجعاً على الحديث. وعلى المدرس أن يعود طلابه على استخدام أسلوب مهذب عندما يخاطب بعضهم بعضا. ويجب على المدرس أن يقدم لطلابه نماذج حقيقية، كما عليه أن يعرض تلك النماذج بشكل طبيعي ومطابق للطريقة، التي يتحدث بها الناس اللغة، وذلك لان الطلبة يتأثرون بأداء مدرسهم، ويقلدونه، فإذا كان أداء المدرس مصطنعاً، سلك طلابه المسلك نفسه. وخطورة هذا الأسلوب ، أنه لا يساعد الطالب على الاتصال بالآخرين. وفهم المدرس لشخصيات طلابه، وما يمارسون من أنشطة وهوايات يثري حصة المحادثة، ويساعد ذلك المدرس على استغلال المواقف الطبيعية ، للتدريب على الاتصال. فالأحداث اليومية التي تحدث في الصف كغياب طالب لمرض، أو وصول طالب جديد، كل هذه الاشياء وأمثالها مواقف اتصالية حقيقية غير مصطنعة.
يعتمد المدرس في صف المحادثة على تدريب عضوين، هما الأذن واللسان . ولتحقيق ذلك ، عليه الا يسمح للطلبة باستخدام الورقة والقلم، او تسجيل ملاحظات من أي نوع، أو استخدام المعجم، كما يحظر عليه استخدام اللغة الأم أو الوسيطة. وصف المحادثة يقدم للطلاب تدريبا عمليا في الاستماع والكلام معاً،وتمييز العناصر اللغوية وإنتاجها؛ فيجب على المدرس ألا يسمح لطلابه بالشرود . وعندما يشعر أن أحد طلابه لم يعد منتبهاً، عليه أن يعيده إلى الحظيرة عن طريق توجيه سال مباغت له، أو ان يطلب منه إعادة السؤال، أو الجواب، أو تلخيص شيئ قيل في الصف.
يجب التحلي بالصبر عند تعليم المحادثة يجب التحلي بالصبر عند تعليم المحادثة . وكلما أحسَّ المدرس بالضيق، يجب أن يضع نفسه مكان الطالب، وأن يتذكر كيف كان يصارع ويعاني، عندما كان يحاول التعبير عن نفسه باللغة الأجنبية، في المراحل الاولى وكيف كان يحس بالخجلوالارتباك، عندما يطلب إليه ان يتحدث، وكيف كان المدرس يترفق به، ويشجعه حتى يجد الكلمات. ذلك يعني منح الطالب الوقت الذي يحتاجه للتعبير عن نفسه، ويراعي في ذلك مستواه اللغوي وحالته النفسية.
اما تصحيح الأخطاء، فيجب أن يعالج بحذر في البداية ، حيث يكون الهدف بث الثقة في النفس . ففي المرحلة الأولى يمكن التغاضي عن الأخطا اليسيرة. أما الأخطاء اللغوية الأساسية، فيلزم تأخيرها حتى ينتهي الطالب من حديثه. أما الأخطاء التي تعوق عملية الاتصال نفسها، فيجب علاجها بشكل فوري، وذلك لأن متابعة الأخطا الصغيرة يعوق تدفق الأفكار.أما عندما يصل الطالب إلى مستوى متقدم فلا مانع من التصدي للخطأ حال ظهوره، إذا كان الموقف يقتضي ذلك، أما إذا كان من الممكن إرجا تصحيح الخطأ، حتى ينتهي الطالب من حديثه فهذا هو الوضع الأفضل.
ومن الأساليب التي يمكن أن تستخدم في صف المحادثة: 1/ عرض صور لأماكن، ومواقف وشخصيات، يقوم الطلبة بوصفها والتعليق عليها. 2/ تبادل الحوار بين المدرس والطلبة ، ثم الطلبة فيما بينهم. 3/ القيام بتلخيص كتاب، أو قصة أو مسرحية، أو موضوع موضوع تمت مناقشته في الصف. 4/ تمثيل مسرحية قصيرة، ثم قيام كل طالب بتوضيح مضمون المسرحية وأهدافها. 5/ اختيار موضوعات يقوم الطلبة بالحديث عنها، ومن الأفضل التدرج من البيئة المحيطة بهم. 6/ المحادثة الحرة حيث يقوم الطلبة باختيار الموضوع والحديث عنه. 7/ محادثات الفريق حيث يقوم عدد من الطلبة بمناقشة موضوع
واحد حول طاولة الصف. 8/ استخدام الألعاب في توليد المحادثات الحية. 9/ التدريب على المحادثة الجاهزة. 10/ كتابة محادثات قصيرة في ورق، ثم توزيعها على الطلبة، حيث يقوم كل طالب بقراءة الورقة، وتنظيم أفكاره، ثم يأخذ في الحديث أمام زملائه، دون الرجوع إلى الورقة.
يوسف الرخمي