وسائل جمع البيانات
وسائل جمع البيانات التي سيتم تغطيتها في المنهج هي: الملاحظة. تحليل المضمون. المقابلة. الاستبيان.
الملاحظة يفضل استخدام الملاحظة في الحالات التالية: عند ازدياد احتمال مقاومة المبحوثين لما يوجه لهم من أسئلة مثل فئة المجرمين والشاذين جنسيا والأقليات العرقية... الملاحظة أكثر ملائمة في دراسة السلوك حيث أن تزييف الألفاظ أسهل من تزييف السلوك. في دراسة أنماط التفاعل الاجتماعي الداينميكي مثل دراسة طريقة حل الأفراد لمشكلة ما، أو دراستهم وهم في نشاط ما. أنسب أداة لدراسة المبحوثين الذين لا يحسنون أو لا يدركون لغة التخاطب مثل الأطفال، المعاقين عقليا... يمكن أن تكون الملاحظة أداة مكملة لجمع البيانات في بعض الحالات إلى جانب المقابلة أو الاستبيان.
أساليب الملاحظة الملاحظة البسيطة وتنقسم إلى الملاحظة البسيطة بالمشاركة والملاحظة البسيطة بدون مشاركة. الملاحظة المنظمة.
الملاحظة البسيطة هي: ملاحظة الظواهر في مجالها الطبيعي بغير إخضاعها للضبط العلمي..مثل عزل الظاهرة موضوع الدراسة عن بقية المؤثرات الأخرى..وبدون استخدام وسائل دقيقة للقياس. ويتم استخدام الملاحظة في الدراسات الاستطلاعية والوصفية لجمع معلومات عن جماعة معينة في بيئة طبيعية تشمل جوانب حياتهم وأنشطتهم.
وتنقسم الملاحظة البسيطة من حيث المشاركة وعدمها إلى قسمين: الملاحظة البسيطة بالمشاركة. الملاحظة البسيطة بدون مشاركة الملاحظة البسيطة بالمشاركة: هي التي يضلع فيها الباحث بدور العضو المشارك في الحياة الكلية للجماعة موضوع الدراسة.وهنا يعيش الباحث في مجتمع الدراسة ويمارس معهم أنشطتهم في كافة المجالات. وللباحث هنا دورين: أولهما دور العضو المشارك في حياة الجماعة، وثانيهما دور الباحث الذي يقوم بجمع بياناته مستخدما أسلوب الملاحظة بالمشاركة. ومن الأمثلة على ذلك الدراسات التي أجراها بعض علماء الاجتماع والأنثروبلوجيا عن القبائل البدائية والمجتمعات المحلية كالقرى والمدن الصغيرة والأحياء الشعبية، أو دخول الباحث للسجون دون الإفصاح عن هويته وأهدافه الحقيقية.
وتنقسم الملاحظة البسيطة بالمشاركة إلى مشاركة مع الافصاح ومشاركة مع عدم الافصاح...مميزات المشاركة مع عدم الافصاح في أنها تسمح للمبحوثين بممارسة حياتهم بصورة طبيعية دون تغيير لسلوكهم وتصرفاتهم مما يضفي عمق للنتائج. في حين أن عيوب هذه الطريقة في أنها تخترق خصوصيات المبحوثين جون استئذانهم. كذلك هي طريقة ليست سهلة التطبيق خاصة أنها تتطلب من الباحث الانخراط مع المجموعة دون إثارة شكوكهم و إلا ستعرض حياته للخطر.
في حين تتميز الملاحظة البسيطة بالمشاركة مع الإفصاح في عدم انتهاكها لخصوصية المبحوثين وبالتالي لا يترتب على هذه الطريقة أي مخاطر على الباحث. كذلك هي سهلة التطبيق . في حين أن عيوبها الأساسية في عدم استمرار المبحوثين في ممارسة حياتهم بصورة طبيعية وبالتالي قد لا يتاح للباحث الفرصة بملاحظة سلوك المجموعة واتجاهاتهم وقناعاتهم الحقيقية. إن اختيار الملاحظة بالمشاركة مع الإفصاح أو مع عدم الإفصاح يتوقف على طبيعة المجتمع أو الجماعة موضوع الدراسة إلى جانب نوعية البيانات المطلوبة.
الملاحظة البسيطة بدون مشاركة: وهي الملاحظة التي لا يشارك فيها الباحث في أنشطة المبحوثين بل يلعب فيها دور المتفرج والمشاهد لموقف معين دون المشاركة الفعلية فيه. ويمكن للباحث الإفصاح عن ملاحظته أو إخفاءها. ومن أمثلة الملاحظة دون المشاركة مع عدم الإفصاح قيام الباحث بملاحظة أفراد جماعة وهم يقومون بنشاط ما دون أن يشارك في أنشطتهم و دون إخطارهم أنهم موضوع دراسة. وفي حالة الإفصاح يقوم الباحث بإطلاعهم واستئذانهم بمهمته العلمية.
مزايا الملاحظة بدون مشاركة هي: عدم قيام الباحث بأدوار أخرى غير دوره كباحث وعليه يكون متفرغا تماما لمراقبة ورصد ما يدور في الموقف بكل دقة. تمتاز الملاحظة بدون مشاركة بالموضوعية إذ أن بعد الباحث عن المشاركة في الظاهرة موضع الدراسة يقلل من احتمالات التحيز بتأثيره فيها أو تأثره الشخصي بها.
لا يجرؤ الباحث على الخوض مع المجموعة في الأمور الحساسة. عيوب الملاحظة بدون مشاركة هي: عدم إمكانية ملاحظة جوانب السلوك الخفية كما لا يستطيع الباحث قراءة المعاني التي تتضمنها تصرفاتهم وحركاتهم لعدم معايشة الباحث لحياتهم عن قرب. لا يجرؤ الباحث على الخوض مع المجموعة في الأمور الحساسة.
ان الاختيار بين الملاحظة بالمشاركة والملاحظة بدون مشاركة لا تحكمها فقط المفاضلة بين المميزات والعيوب بل تتداخل عوامل أخرى مثل طبيعة المجتمع أو الجماعة موضوع الدراسة من جانب ونوعية البيانات المطلوبة من جانب آخر. كذلك يمكن للباحث أن يمزج بين الاثنين في دراسة واحدة، فيطبق الملاحظة بالمشاركة في مرحلة ما من البحث والملاحظة بدون مشاركة في مواقف ومراحل أخرى.
الملاحظة المنظمة: وتستخدم في الدراسات الوصفية التي تختبر فروضا مبدئية وفي الدراسات التفسيرية التي تختبر فروضا سببية وبالتالي فالباحث يدرك الجوانب الهامة التي لها صلة مباشرة ببحثه كما أنه يخضع للضبط العلمي الدقيق. كذلك تنقسم الملاحظة المنظمة إلى ملاحظة بالمشاركة وملاحظة بدون مشاركة إلا أن معظم الأبحاث التي تستخدم الملاحظة المنظمة تتم باستخدام الملاحظة بدون مشاركة وذلك لأن طبيعة هذه الأدرة والإجراءات المصاحبة لها تتطلب تطبيق صارم لقواعد الضبط العلمي الأمر الذي لا يتيح للباحث المشاركة بفعالية في نشاط المبحوثين.
أما من ناحية الإفصاح عن هدف الباحث أو عدمه فإن الباحث قد يختار أي منهما حسب نوع الدراسة وطبيعة الموقف. وفي حالة عدم الإفصاح فلابد أن يخفي الباحث نفسه وراء شاشة بصرية ذات بعد واحد. ومن الأدوات التي تستخدم للتسجيل في الملاحظة المنظمة الآت التصوير والتسجيل والخرائط لتحديد المواقع الجغرافية واستمارات البحث ومنها: نظام الفئات....طبقة معينة من السمات مثل يدلي باقتراحات،يوجه، يظهر استقلالية مقاييس التقدير...من صفر لعدم المساهمة إلى عشر للمساهمة الكاملة